الموصل / سيف الدين العبيدي
بالتعاون بين هيئة الاثار ومفتشية اثار نينوى وكلية الاثار بجامعة الموصل وبعثة التنقيب الالمانية المتمثلة بجامعة هايدلبيرغ الالمانية تم توقيع اتفاقية تقوم على تدريب وتطوير قدرات طلبة كلية الاثار على قراءة النصوص المسمارية الاشورية. ونفذت الاتفاقية في الآونة الاخيرة ضمن ورشة تدريب خاصة شملت ١٢ من طلبة كلية الاثار وموظفين من المفتشية، استمرت على مدار ٤ اسابيع، تضمنت تدريبات ميدانية للتنقيبات وقراءة النصوص على الالواح الحجرية في ٣ مواقع اثرية وهي بوابة النركال، بوابة ادد، والاثار المكتشفة في جامع النبي يونس، وذلك لتهيئة فريق شبابي يعمل بمجال التنقيب في المستقبل.
واقيمت التدريبات بقيادة رئيس بعثة التنقيب الالمانية العاملة في نينوى البروفسور شتيفان ماول الذي يعمل مديراً للمعهد الاشوري في جامعة هايدلبرغ وقد قاد الاعمال التنقيبية الالمانية في نينوى منذ ٦ سنوات وقد تحدث لـ(المدى) قائلاً " ان هذه التدريبات هي الاولى من نوعها في نينوى، وان الحاجة دعت الى إقامتها بسبب العثور على اثار تحمل نصوصا مسمارية، فلا بد من وجود فريق شبابي من ابناء ام الربيعين يقرأ هذه النصوص وكذلك تمكينهم من استخدام اجهزة تنقيب حديثة، واعداد كادر يشارك البعثات الاجنبية او العراقية أعمال التنقيب ويكون متخصصا في قراءة النصوص، حتى فيما اذا عمل في مؤسسات تعليمية يكون قادرا على تعليم الاجيال الذين بعده.
عمار ياسر مسؤول شعبة السيطرة المركزية في المتحف العراقي اوضح لـ(المدى) ان مشاركته هي الاولى في مجال الكتابات الاشورية بهدف تطوير قدراته بالقراءة والكتابة وتوظيفها في خدمة المتحف، واكد انه تلقى تدريبات ذات مستوى عالي بخصوص اساسيات وقواعد اللغة المسمارية الاشورية وكل ما يتعلق بها. من جهته، يقول الطالب بكلية الاثار طه احمد لـ(المدى) ان تخصصه هو الصيانة والترميم لكن الكتابة تدخل ايضاً ضمن عمله، واشار الى انه تلقى معلومات قيمة جداً وان اسلوب المدرب في الطرح كان رائعاً، تعلموا من خلاله على اساسيات الكتابات وطريقة التعرف عليها وقراءتها وكتابتها على الطين. واضاف ان المحاضرات المكثفة حول القواعد اللغوية ساعدته على تطوير قدراته في قراءة النصوص وترجمتها وتحليلها، في ظل وجود قطع مكتشفة ما تزال غير مقروءة ، ولفت الى انهم كطلبة يسعون الى تشكيل فريق من الموصل يعمل على التنقيبات، واكد انه بعام ٢٠٢٢ كانت لديه تجربة ميدانية مع جامعة هايدلربيرغ بهذا الخصوص.
عميدة كلية الاثار في جامعة الموصل الدكتورة ياسمين عبدالكريم التي سعت كثيراً لإقامة هذه التدريبات اكدت في حديثها لـ(المدى) ان هذه التدريبات هي خطوة متقدمة في تكوين فريق للتنقيبات، واتت من خلال برنامج تعاون بين جامعتي الموصل وهايدلبيرغ التي تمتلك خبرة ممتازة في مجال الحقل الاثاري ومجال قراءة وترجمة النصوص المسمارية وتدريب الطلبة على التقنيات الحديثة المستخدمة في الاثار.