الناصرية / حسين العامل في الوقت الذي يواجه فيه سكان ناحية الحمار في اهوار الناصرية تداعيات انحسار مياه الاهوار ومخاطرها البيئية والحياتية المتفاقمة ، دعا رئيس المجلس البلدي في الناحية المذكورة الى شمول السكان المحليين برواتب شبكة الحماية الاجتماعية كونهم فقدوا أعمالهم وأصبحوا عاطلين عن العمل بعد ان جفت مساحات الاهوار في مناطقهم.
وقال رئيس المجلس البلدي في ناحية الحمار علي عكلة جابر الموسوي للمدى وهو يشير الى أراض شاسعة من مناطق الاهوار التي انحسرت عنها المياه خلال الاشهر الماضية: ان مناطق الاهوار في ناحية الحمار ( 90 كم ) جنوب شرقي الناصرية تحولت الى أراض يابسة أخذت تنمو فيها نباتات الصحراء بعد انحسار المياه عنها. واضاف وهذا ما حرم السكان المحليين من مصدر رزقهم الوحيد والمتمثل بصيد الاسماك والطيور وتربية الحيوانات والصناعات الحرفية التي تدخل نباتات القصب والبردي في صناعاتها. وأشار الموسوي إلى ان كميات المياه التي تغذي الناحية عبر نهر الفرات أخذت لا تسد حاجة السكان ولا تفي بتأمين المتطلبات الحياتية الضرورية لسكان الاهوار، واصفاً نهر الفرات "بالنهر المسكين" في اشارة الى الشحة الحادة وانخفاض المناسيب في النهر المذكور . وتتأثر طبيعة الاهوار الوسطى وهور الحمار التي تشكل القسم الأكبر من مناطق اهوار الناصرية بصورة مباشرة بارتفاع وانخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات، فكلما انخفضت مناسيب النهرين انحسرت المياه وأصبحت مناطق الاهوار أشبه ما تكون بالمستنقعات المغلقة وهي حالياً تمر بأسوأ حالاتها نتيجة شحة المياه التي تشهدها البلاد حاليا. ودعا رئيس المجلس البلدي في ناحية الحمار الحكومتين المركزية والمحلية الى الاهتمام بمناطق الاهوار وتأمين المياه الكافية لإنعاشها وإعادة الحياة لسكانها الذين اخذ الكثير منهم بالهجرة الى مناطق اخرى طلبا للعيش، وشدد الموسوي على تعويض المتضررين من شحة المياه وضمان حقوقهم ، مطالباً بشمول سكان الاهوار من النساء والرجال برواتب شبكة الحماية الاجتماعية، ووفق الضوابط المعمول بها حاليا كونهم اصبحوا عاطلين عن العمل، بعد ان فقدوا مصدر رزقهم الوحيد. وتكاد معاناة ناحية الحمار لا تقتصر على انحسار مياه الاهوار وارتفاع معدلات البطالة وإنما تتعدى ذلك إلى مشاكل اجتماعية واقتصادية أخرى تتمثل بارتفاع معدلات الفقر بين السكان المحليين، ونقص الخدمات الأساسية وشح مياه الشرب وغير ذلك من الجوانب الحياتية.كما طالب رئيس المجلس البلدي بتخصيص ميزانية سنوية لمشاريع الاهوار تنصف المناطق التي تعرضت للتهجير والحرمان طوال العهود السابقة، منوها الى ان ذلك من شأنه ان يسهم في عودة سكان الاهوار الذين هجروا مناطق سكناهم لافتاً إلى ان مبدأ اعتماد الكثافة السكانية فقط في تخصيص الاموال للمشاريع اصبح حاليا لا يتناسب مع حاجة المناطق التي تعرضت للتهجير وتقلص عدد سكانها نتيجة ذلك، ولا يسد كذلك المتطلبات الاساسية لحياة السكان المحليين. كما دعا الموسوي الى التسريع بتطبيق بنود المادة 140 من الدستور وشمول جميع أبناء الاهوار المهجرين بامتيازاتها، كون المادة المذكورة واحداً من حقوقهم الدستورية. وفي ذات السياق دعا المصدر الحكومة المركزية الى الضغط على الحكومتين السورية والتركية وإلزامهما بالاتفاقيات الدولية التي تضمن إطلاق كميات أكبر من المياه في نهري دجلة والفرات لتتيح بذلك تغذية وإنعاش مناطق الاهوار التي تواجه حاليا مخاطر الجفاف.
أهوار الحمار تواجه الجفاف.. ومطالبات بشمول سكّانها بالرعاية الاجتماعية
نشر في: 29 نوفمبر, 2010: 05:13 م