المدى الثقافي ان فعاليات الإنسان وانجازاته الحثيثة التي استندت إلى الفكر والتجربة الحية – هي التي هيمنت على قوانين الطبيعة وسخرتها لإرساء معالم الحضارة ، عبر مسار شاق لا يخلو من بعض الانتكاسات الى جانب النجاحات العظيمة باتجاه التطور والتقدم ،وكان الخطأ في الفكر هو السبب لتك الانتكاسات فضلا عن كونه الهاجس الذي يهدد الإنسان ويقلقه حتى في اوج نجاحاته ..
وهذا ما جعل الانسان – منذ فجر الحضارة حتى اليوم - يسعى بكل ما اوتي من نباهة وملاحظة وإحساس لتعميق فكره وتطويره لأقصى درجات ممكنة من السمو والنضوج والتنسيق ..حتى تمكن من خلق قواعد التفكير لإنجازاته وفعالياته المختلفة التي تتلاقى بهذا القدر ويطورها – يبحث –يستقرىء –يجرب – يستنبط – حتى توصل مع اطلالة العصر الحديث الى علمنة الفكر وتحديث منهاج البحث والتفكير ،لاسيما بعد سيادة الروح النقدي – الموضوعي على الروح الميتافيزيقي في الفلسفة . نظرية الدراما من تأليف – سنيشينا يانوثا – وترجمة نورالدين فارس - ومن إصدارات سلسلة ترجمان / دار الشؤون الثقافية العامة . يطرح الكتاب فكرة الدراما بجميع عناصرها الملحمية والتاريخية كذلك يحاول ان يكشف او يستوضح آراء المؤلفين في الدراما حتى نهاية القرن التاسع عشر ،ويحدد في تلك الفترات الدراما العريقة – الإغريقية والرومانية القديمة.1- الدراما كجنس ادبي أ – الملحمية والغنائية في الدراما : الدراما واحدة من ثلاثة أجناس أدبية أساسية - شعر غنائي – ملحمة – دراما .يتنقل المؤلف في منهجية الدراما ويتخذ منها مادة للدراسة والمقارنة ويستعرض جميع انواع الدراما وأجناسها عبر صفحات الكتاب المتكونة من 407صفحات، ففي الجزء الاخير من الكتاب يصف الانواع الدرامية – التراجيديا – الكوميديا – الدراما – فيصف التراجيديا : هو اول عمل مشهور في نظرية الدراما "فن الشعر " لارسطو الذي اطلع فيه على جوهر وخصوصية التراجيديا . الكوميديا - برأي ارسطو تتحرك في " دائرة الفكاهة "ماالذي تمثله هذه الفكاهة ..؟ تتكون الفكاهة بسبب خطأ ما او الاقدام على امر قبيح دون ان تسبب الما او اذى رغم ان التحديد كثير العمومية .الدراما : لم تكن الدراما كنوع مسموح به – كثيرا في الخطة النظرية ،إلاَّ انه بعد ان اطلع ديدرو – في القرن الثامن عشر على خصائصها الاساسية وحدد ابعادها حققت تطورا عظيما ولكن لم تثر اهتماما نظريا كبيرا والشخص الوحيد - بعد ديدرو –هو بيلنيسكي الذي توقف عند الحيوية، ومن الواضح ان النظريين فضلوا الاهتمام بالكلاسيكيات.
نظرية الدراما.. التطور التدريجي فـي تراكم الصفات النوعية
نشر في: 29 نوفمبر, 2010: 05:17 م