محمود النمر هانحن نقول سلاما لروحك النقية وفكرك الذي لم ينضب، وها نحن نجتمع مرددين ،سلاما للقامات التي لاتعرف الانحناء بل عشقت شموخها نخلة تعانق السماء علوا ،لقد خبا ضوء هذا النجم الذي نقرأ على لسانه السيرة الشخصية لذاته فيقول : ولدت في عام 1930 في بغداد وتحديدا منطقة الكرادة ،ودرست القران الكريم في سن الخامسة والسادسة وسارت بي الحياة الى الابتدائية والمتوسطة ثم الإعدادية الفرع الأدبي ومنها دخلت كلية الآداب وتخرجت عام 1953
ثم سافرت الى انكلترا للدراسة على حسابي الخاص وتخرجت عام 1958،وهكذا أخذ الناقد علوان السلمان يسرد السيرة الذاتية للراحل داود سلوم بحضور الأساتذة الذين جايلوه او كانوا من طلبته ومحبيه .اول المتحدثين كان د . الناقد داود سلمان الذي اخذ يستذكر اهم المحطات الابداعية في حياة الراحل وهو استاذ نشيط ومكثر في الكتابة والانجاز الفكري فهو حاصل على الدكتوراه عام 1958 وفي عام 1972 وهي السنة التي حصل بها على الاستاذية .وأكد الدكتور داود سلمان على ميزة كتاباته وقال :على سبيل المثال هذا الكتاب – حكايات بغدادية - للعلامة انستانس ماري الكرملي الذي صدر في هذه السنة عن دار المدى للثقافة والنشر ،وهذا الكتاب هو حكايات مكتوبة بالعامية البغدادية وقد كتبها الكرملي وقد قام الراحل بتحقيق هذه الحكايات وانا قرأتها مخطوطة وفيها من المفردات والجمل الصعبة ،ثم لم يكتف ِ الدكتور السلوم بذلك بل قام بتصحيح هذه الحكايات العامية .وهناك أيضاً كتاب مهم هو – الادب المعاصر في العراق – وكان يفكر بإصدار كتاب من هذا النوع كل خمس سنوات ،وهو يمثل جردا موسوعيا نقديا موجزا عن الجهد الأدبي للإبداع العراقي في القصة والمسرحية والرواية وما الى ذلك .rnواكد الناقد فاضل ثامر أهمية هذا المفكر والناقد الذي كان فكرا نيرا ونشطا في الحراك الثقافي العراقي وقال :الحقيقة ان الراحل من الرموز الثقافية المهمة حيث كان من الشخصيات التي اعتبرها بالنسبة لي أستاذا بالرغم من اني لم اتتلمذ على يده وأن كنت بين اونة واخرى اذهب الى قسم اللغة العربية لاستمع بعض المحاضرات التي كان يلقيها على طلابه انذاك ،لقد واكبت علاقتي به الى فترة طويلة .ما يبهرني في هذه الشخصية العلمية الموسوعية وهذه البساطة ،ولقد أنصف الكثير من الناس وللأسف ان النقد لم ينصفه وانا كنت واحدا منهم حيث هاجمت النقد الأكاديمي آنذاك وذكرت الدكتور داود سلوم في ذلك الوقت حيث كنا في زمن الشباب متحمسين لروح الحداثة ،ولكن ما قدمه الدكتور داود سلوم في هذه الموسوعية وبهذا الشمول وخاصة أعجبت بكتاب نقدي له هو – الفكرة والأسلوب في الأدب العراقي – وهو كتاب مهم جدا.وتحدث الاستاذ المترجم كاظم سعد الدين الذي كان من اهم أصدقاء الراحل، عن بعض المؤشرات المهمة في حياة السلوم فقال : فيما يخص الادب المقارن بالنسبة للدكتور داود سلوم كان من اهم ما اهتم به في ذلك الحين وله الكثير من المؤلفات والمقالات،واخذ سعد الدين يستذكر المحطات الشخصية التي كانت تجمعه مع المرحوم السلوم .
داود سلوم فـي رابطة النقاد العراقيين.. لا تتوارى تلك الشموس المشرقة
نشر في: 29 نوفمبر, 2010: 05:20 م