اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > قــلــعــة دزه

قــلــعــة دزه

نشر في: 29 نوفمبر, 2010: 05:21 م

صلاح نيازيكنتُ عاديّاً قبل أن أقرأَ جريدةَ الصباحبَدَتِ الشوارعُ ممرّات جامدةً في خريطةحتى المعجزةُ الآنَ متأخرةٌ، تأخّرتْ منذ سنينلا يأبهُ بها أحد
البارحة أغلقتُ نفسي، قلتُ ما جدوى المعجزةِ الآنونِمتُ كأنّي مرميّ في هوّةٍ سحيقة كنتُ عاديّاً قبل أن أجلسَ في المقهى وأقرأَ الجريدةلم يكنْ للشاي طعمُ الأهلِ البعيدين هذا الصباحولا للخبزِ ليونةُ الحقلِ ودفءُ الأيادي المتحابّةلِمَ بدتْ حتّى الأشجار متعبةً من الوقوف؟ووجوهُ الأطفال متعسّرةكأنّها تستذكر درساً يُفلِتُ من الذاكرة؟حوارُ المارّةِ مقتضبٌ كالتعزيةحتّى الإشاعةُ فقدتْ جذوتَها وما في طرافتِها لسعةرحمتَنا الوحيدةَ كانت. بشرى من نوعٍ ماالإشاعة بشرى لأنّها الشيء الجديد في حياتناتشابهت الإشاعةُ والإشاعة، وأيّامنا تتشابهفي المجتمع المدحور تتشابهُ الأشياءأقتلُ ما يقتلُ التشابه، يجعل حتى الحركةَ ركوداًمثل أمواج ماءٍ آسن. الإشاعات تتشابهُ وكذلك الأيامأغلقتُ نفسي قلتُ ما جدوى المعجزةِ الآنrnنصفُ طفلِكَ بيدكونصفهُ الآخرُ بين فكّيْ وحشما الذي تفعلُه؟ تأخّرتِ المعجزةُ الآن.rnرشّ بابي الصباحُ، كماءٍ في نباتٍ يابسٍكنتُ عاديّاً قبلَ أن أقرأَ جريدةَ الصباحrnلا أعرفُ أينَ تقعُ قلعةُ دِزَهْلمْ أرَ شخصاً واحداً من قلعة دِزَهْ من قبللِمَ سُمّيتْ قلعة؟لا بدّ أنّ تأريخَها منغّص بالحروبتقول الجريدة آلافُ الآدميين بثياب النوميُجَرّون من الأبواب من شعر الرؤوسيُلطمون على الأسنان بأعقاب البنادقrnقال لي شاهد عيان هاربٌ توّاً:كنتُ مثلَ أعمىً مهدّدٍ بالاغتياليركضُ في كلّ آتجاه وأُذُناه في دردوركيفَ تُواسي أعمىً مهدّداً بالآغتيال؟rnآتخذ الجنودُ مواضعَ الرمي بالذخيرةِ الحيّةعينٌ مغلقةٌ، وعينٌ محشوّةٌ بالرصاصسدّوا الطرقات، كالأسلاك الشائكةآلاف الآدميين بثياب النومداخلَ اللوريّات الخاكيةمائةٌ وثلاثون ألفَ صراخ محصورممنوع عليها الأكلُ والشربُ والمراحيض كمْ طفلٍ بال على نفسه من الخوف الآن كمْ عجوز تهدّلتْ رقبتها إلى الأبد؟rnاشتعلتْ الصافرات، وراديوات اللاسلكيمؤخرات اللوريات تهدرُ وتهتزُّ كمياهٍ بركانيةالخوذ الفولاذية مشدودة في الأحناكrnعينٌ مغلقةٌ، وعينٌ محشوّةٌ بالرصاصثمََّ لمْ تنجُ سبّورةُ أو دميةُ في قلعة دِزَهْrnما الذي قالته البيوتُ للعبْواتِ الناسفة؟ما الذي قالتهُ المدرسةُ للمدفع؟ما الذي قالته المئذنة لصاروخ أرض- أرض؟– ما الذي قالته الأرجوحةُ لقائد العمليّات العسكريّة؟لماذا لا تنْزعُ الجبالُ صخورَها وتحارب؟تسدُّ الطرقاتِ في الأقلّما الذي تنتظرهُ القيامةُ إذنْ؟rnالدرّاجاتُ الناريّةُ في مقدّمةِ اللوريات الجرّارةتقودُ قلعةَ دِزَهْ برمّتها.rn9-4-1989 لندن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram