جان آن فيليبس*
ترجمة: نجاح الجبيلي
يتقوس كاحلا أمي من طرف حلة بيضاء كأنّ العظام كانت ماءً. تحت القماش ينكشف جسدها زيتوني البشرة. الشعر الأسود، العنق الخزفي، الفم الأحمر الذي لا تكاد تظهر أسنانه.
عينا أمي مستديران وواسعتان كما أن الضوء الموجود خلف بشرتها يحرقهما فتتحول إلى جمرتين. قلبها يصدر صوتاً خفيضاً لا يسمعه أحد. الصوت يقول أن كل جنين يطفو كجزيرة في الرحم.
يقف أبي بجانبها ببدلته البنية وحذائه ذي اللونين. وهو يقف أيضاً بجانب الطائرة في غينيا الجديدة عام 1944. وإلى جانبها فتاة تجلس على أرجوحة ترتدي حذاءً ذا كعب عالٍ وسروالًا قصيرًا. ثدياها كبالونين؛ تنفتح السماء بداخلهما. شعرها أصفر ناعم مثل شعر القطة، وهي تتأرجح نحوه. تسطع عيناه ويكاد الضوء يعميهما. فتتقلص أصابعه الكبيرة إلى الداخل. إنه يحاول أن يمسك بشيء ما.
في يديها يدندن الكتاب المقدس المكسو بالثلج، والراهبات يحتشدن في صومعة جميلة. الزوج هو فكرة لاحقة. خمس سنوات منذ أن انهار عاشق المدرسة الثانوية على أرضية الحمام، وقلبه الجميل كان خاماً. إنها في الثالثة والعشرين، أمها مريضة، حان الوقت. يدق قلب أبي، كجرس في صدر المصارع. لقد قارب الأربعين والزنابق تدوّي. من كتفيه يرتفع الصليب ويغدو شاحباً ويفقد عارضتيه من الأمام.
___________
*روائية وكاتبة قصص أميركية ولدت عام 1952 في بكهانون بولاية فرجينيا الغربية فازت بجائزة البوليتزر عام 2024.