اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الخطاطون العراقيون فـي فرنسا يعرضون فـي العراق

الخطاطون العراقيون فـي فرنسا يعرضون فـي العراق

نشر في: 29 نوفمبر, 2010: 05:23 م

محمد سعيد الصكار١ - بغدادظاهرتان لفتتا انتباهي في بغداد؛ عند زيارتي الأخيرة (أربعة أيام، كان مقدراً لها أن تمتد لأسبوعين أو ثلاثة) ولكن الأحداث الدامية التي حصلت في بغداد أفسدت كل البرامج الاحتفالية التي كانت معدة لي في بغداد والبصرة، وجعلت  تأجيلها ضرورة لا مخرج منها، وهذا ما حصل بعد زيارة إلى السليمانية (أربعة أيام أخرى) عدت بعدها إلى باريس، ولم يكن العرض في اربيل قد بدأ.
في سفرات سابقة كنت أسجل بعضاً مما أشاهده وأنشره في الصحافة، ولكن في هذه السفرة لم أعد كما كنت في متابعة الاحوال والاحداث بسبب الوضع الصحي الذي اعانيه ولكنني التقطت بعض الظواهر وانا في السيارة، انعشت امالي وانا اشهد جوقات العائلات تتمشى في شارع ابي نؤاس، وترتاد النوادي والمطاعم، وتمشي افرادها، سافرات ومحجبات، وتلعب اطفالها بأمان.rnالظاهرة الأولى التي لفتت نظري، هي زحمة الطرقات، وسير السيارات ببطء ثقيل، وهو أمر صار مألوفاً، ولكن غير المألوف، هو أن الشوارع المكتظة؛ كانت دون أبواق، ولا ضجيج، إذ يبدو أن الناس قد وطنوا  أنفسهم على الحقيقة، وهي أن لا جدوى من الأبواق ما دام الناس كلهم مستعجلين ولا مفرّ من الإنتظار. لم أصدّق نظري، هذه الأفواج من السيارات تحبو دون أبواق، ودون ضجيج صاخب أو احتجاج، فالكل في محنة مماثلة وما عليهم إلا القبول بما هو موجود، وتلك محنة ومأساة. وقد تمنيت أن يستمرّ هذا الصمت، صمت الأبواق، في ما يلي من أيام. ولكن من يضمن ذلك للعراقي المستفز المتوتّر ، الغاضب بطبيعته؟ومع ذلك، أسعدني ما رأيت.rnالظاهرة الثانية، كانت أكداس القمامة ومخلفات التفجيرات والقصف وتراكم  الكميات الهائلة من الأحجار  في كل مكان نتيجة ما هُدم من بيوت ومرافق حياتية جعلت من بغداد مدينة منكوبة في كل المستويات.أبديت للسفير الفرنسي في العراق الذي طاف بي بسيارته في هذه الجولة، عن عجبي بهذا الخراب، وشكي في إمكانية معالجته قبل القمة المفترضة؛  فقال لي ((لا تعجب، فالشركات الفرنسية المكلفة بإزالة هذه الآثار والأزبال، قادرة على إنجاز مهمتها في الوقت المقرر، ولكن الصعوبة  الآن هي في ترمبم ومعالجة تلك التدميرات التي لحقت بواجهات البيوت والمؤسسات وغيرها)).لم يكن اليأس بادياً على السفير الشاب المأخوذ بحب العراق، ولكن الشك كان بادياً عليّ، فهي سمة عراقية، لست بخارج عنها !!rn٢ - المعرض:قبل أكثر من سنة، أطلعني السفير العراقي السابق في باريس، السيد موفق مهدي عبود على تفاهمه مع السفير الفرنسي في بغداد، لإقامة هذا المعرض. فرحتُ بذلك  دون حماس كبير، لخوفي من أن يتعثر بالإجراءات البيروقراطية، ويبقى حبراً على ورق، شأن الكثير من المشاريع الطموحة التي لم تتحقق.rnومع ذلك؛ التقينا، نحن الخطاطين بسفيرنا، وكنا أربعة. وعقدنا لأنفسنا لقاءاً في مقهى قريب من السفارة، تداولنا فيه أبعاد المشروع.كنا أربعة؛ حسن المسعود وغني العاني وصلاح الموسوي وكاتب هذا المقال.كان من رأي حسن المسعود أن يضم المعرض عدداً مناسباً من اللوحات، في حدود عشرين لوحة لكل منا، تعطي صورة لسيرورة الخطاط الفنية؛ وقد ثنّيتُ على ذلك بالقول إن زملاءنا الخطاطين العراقيين، ومريدينا، وطلابنا الذين لم يعرفوا عن تجاربنا ومستوياتنا شيئاً يستحقون أن يقفوا على حقيقة وضعنا الفني، وتجاربنا. وقد اتفقنا على ذلك، وغادرنا المقهى على أمل التواصل. ولكن التواصل لم يحدث كما ينبغي. كان لا بدّ من وجود منسّق ومتابع يحيل الطموح إلى حقيقة.بعد أيام اتصلت بنا السيدة هيفاء فندقلي، وأخبرتنا بأن السيد جان ميشيل لودان، مدير المركز الثقافي الفرنسي في بغداد، هو الآن في باريس ويريد الإلتقاء بنا لبحث آفاق المشروع.التقينا مرتين، وبحثنا في كل التفاصيل، وأوكل إلى السيدة هيفاء أن تكون منسقة للعلاقة بيننا وبين المركز الثقافي الفرنسي في بغداد، ولكن لم يكن بيننا الزميل صلاح الموسوي، إنما كان السيد محمد صالح، ولا أدري إلى الآن سبب هذا التبديل.rn٣ - المفارقة !!كلنا، نحن الأربعة، عراقيون، غادرنا العراق منذ ما يربو على الثلاثين سنة، ولم يعرض أي منا في العراق لأسباب سياسية، غير الزميل غني العاني الذي شارك في معارض أقيمت في بغداد.ومع ذلك، لم تأت دعوتنا من العراق، لا من وزارة الثقافة، ولا من جمعية التشكيليين العراقيين، ولا من جمعية الخطاطين العراقيين، ولا من أي مرفق ثقافي في بغداد أو السليمانية أو اربيل، ولكنها جاءت من السيد بوريس بوالون، السفير الفرنسي في بغداد، ومن مدير المركز الثقافي الفرنسي فيها، السيد جان ميشيل لودان.أليست مفارقة؟!rn٤ - مبادرات السيد بوالونفي الأيام الأربعة الأولى لوصولنا بغداد، كنا في ضيافة السفير الفرنسي، نزلنا في بيته، ومهّد لنا أجواء حميمة و لقاء مع سفراء الفرانكفونية، ومع السيد دومينيك بوديس، رئيس معهد العالم العربي في باريس، الذي حضر لوقت قصير، كان كافياً لتصفح إمكانيات التعاون مع المعهد، في المجالات الثقافية، على أمل متابعة ذلك بعد عودتنا إلى باريس.وكان مبعث سرورنا في ما وُصفنا به كسفراء للثقافة العراقية في فرنسا، ووصف المعرض كواجهة للتلاقح الثقافي، وقد رأى السيد بوديس انه مؤشر مهم على ما وصفه بـ «عودة العراق الى المشهد الثقافي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram