الفيصلية (أيسر الموصل) 964

صف مدرسي في الموصل يُسمح فيه للتلاميذ بتناول الطعام والشراب والتصرف بكامل الحرية، فالمهم هو الإبداع، وهي تجربة وحيدة في الموصل، أسسها المعلم الجامعي ريان عبدالاله، الذي افتتح أول مشغل فني داخل مدرسة الفتوة الحكومية الابتدائية للبنين، والتي تقع في منطقة الفيصلية بالجانب الأيسر.

ويتعلم التلاميذ في المراحل الابتدائية أعمال النجارة، النحت على الخشب، الرسم، التمثيل، ومسرح الدمى، وتمكن من إنتاج أعمال مختلفة من قطع خشبية فنية ولوحات تشكيلية وشارك مع تلاميذه في العديد من النشاطات الفنية خاصة بالمسرح ومنها في مسابقة الفنون الإبداعية بجامعة الموصل، وتعد مشاركته فريدة من نوعها مع الجامعة لأن فرقة الأطفال نافست كبار الممثلين المسرحيين بكلية الفنون.

ريان عبدالإله – مؤسس الورشة، لشبكة 964:

فكرة إقامة هكذا مشغل أو ورشة فنية جاءت خلال فترة نزوحي من الموصل بعد أحداث 2014 إلى محافظة كركوك، حيث خدمت في مدرسة "العدالات" بحي دوميز، ولم يكن فيها درس للفنية وكان معي معلمات ومعلمون من صلاح الدين ونينوى فقررنا فتح ورشة للفنية بسبب حبنا للفن، وبعد عودتي للموصل نقلت التجربة وافتتحت أول مشغل فني مدرسي وفريد من نوعه بنينوى.

اخترت إحدى غرف المدرسة، كان قد حرقها داعش وصنعت منها مشغلاً بدعم ذاتي وجهود شخصية، وفي ذات الوقت كنت طالباً في الدراسة الجامعية المسائية بكلية الفنون الجميلة.

قدمنا فيه مسرحيات وصنعنا أعمالاً يدوية متنوعة منها النحت على الطين والخشب، وكذلك الخشب المحروق وصناعة صواني وسلات الأعراس وباقات الورود الصناعية، بالإضافة إلى رسم الجداريات وتنسيق الألوان.

بما أني كنت طالباً في كلية الفنون بجامعة الموصل كنت أشارك في مسابقة الفنون الإبداعية بمجال المسرح، وكان يحق لي أن أشرك التلاميذ معي، لذلك تعتبر مدرستنا "الفتوة" الوحيدة التي تشارك بهذه المسابقة.

لدي محاولات في كتابة السيناريو المسرحي بالتعاون مع أساتذة كلية الفنون، وقدمت مسرحيات بقضايا متنوعة، ونمتلك مسرح دمى.

التلاميذ في مراحل الثالث، الرابع، الخامس، السادس، هذه الفئات هي التي تتدرب في المشغل، وأتعامل معهم كأنهم طلبة كلية وأتيح لهم تناول الأطعمة داخل المشغل والتحرك بحرية، لأن الورشة متنفس لهم خلال أوقات الدوام، وأشجع باقي المدارس على افتتاح هكذا مشغل.

كل ما موجود بالمشغل من معدات ومواد هي بجهود شخصية بسبب محبتي لهذا الفن، وقد أضطر في بعض المرات لبيع بعض الأعمال لتسديد نفقات المشغل.

خلال العطلة الصيفية أخذ التلاميذ بزيارات عديدة إلى دار الأيتام أو مستشفى أمراض الدم، وقضاء وقت مع المرضى وتقديم المسرحيات أو تعليمهم على الرسم للتخفيف عن المعاناة النفسية لديهم.

الغاية من كل هذه النشاطات هو خلق ذوق رفيع لدى التلاميذ وتشجيعهم على أن يكونوا في المستقبل ذوي شأن بالحياة.