اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > ماذا ننتظر من المجتمع المدني العراقي

ماذا ننتظر من المجتمع المدني العراقي

نشر في: 29 نوفمبر, 2010: 05:28 م

حسين علي الحمدانيتتطلع المرأة العراقية اليوم لدور إيجابي كبير في البرلمان العراقي الجديد عبر نسبة التمثيل العالية للنساء في هذا المجلس حيث منحها الدستور العراقي نسبة 25% حسب نظام الكوتا النسائية. علينا في البداية أن نؤكد حقيقة مهمة وجوهرية بأن مفاهيم عديدة لم تكن موجودة قبل عام 2003 في قاموسنا الثقافي والسياسي، ومن هذه المفاهيم : حقوق الإنسان ، المجتمع المدني  وغيرهما .
والمجتمع المدني دخل إلى الخطاب السياسي والفكري في العراق من باب الترابط و الحاجة للديمقراطية وحقوق الإنسان، أي من مدخل وضع المجتمع المدني في مواجهة الدولة،وليس من مدخل إعادة تنظيم الدولة والمجتمع المدني باعتبارهما ركيزتين أساسيتين للمواطنة، ولإرساء أسس الديمقراطية السياسية والاجتماعية. فإعادة تنظيم الدولة على أساس فصل السلطات (التنفيذية والتشريعية والقضائية)، وتشريع حرية الرأي والتنظيم والتظاهر على أساس دستور يضمن الحريات المدنية أمور ضرورية لترسيخ المواطنة بما هي حقوق وواجبات. كما أن توسيع دور المجتمع المدني بما هو مطروح الآن عبر محاولة البعض إنشاء ما يسمى بالرقيب البرلماني أي تأخذ منظمات المجتمع المدني العراقي دورها الرقابي على البرلمان العراقي في ظل غياب المعارضة البرلمانية الدستورية في الوقت الحاضر، فإن هذا يمثل تداخلا كبيرا وخطيرا في واجبات منظمات المجتمع المدني التي يجب أن تكون شريكا في التنمية وليست شريكا في السلطة التشريعية من جهة، ومن جهة ثانية فإن البرلمان هو سلطة منتخبة من الشعب، بينما منظمات المجتمع المدني منظمات أهلية لا تمتلك حق التحدث نيابة عن الآخرين ولا حتى مراقبة أداء السلطة التشريعية .وما يمكن أن نقوله بأن ثمة سوء فهم لمفهوم المجتمع المدني، وعلينا هنا أن نؤكد أن مفهوم المجتمع المدني رغم  ما بات يتمتع به من رواج في الخطاب الفكري والسياسي،لا يزال يمتلك معاني ودلالات مختلفة من قبل مستخدميه. فالبعض يحدده بالمنظمات والمؤسسات والهيئات التي تقام على أساس طوعي بين المواطنين خارج أطر الدولة والعائلة وعلاقات القرابة وما هو خارج علاقات السوق الرأسمالي. لكن هناك من يصر على وضع التشكيلات القرابية  والمحلية (والتقليدية بشكل عام)، أو بعض تعبيراتها، ضمن منظمات المجتمع المدني لأنها توفر بعض أشكال الحماية للفرد من بطش السلطة ومن تقلبات وقسوة السوق الرأسمالي. لذا تستثني معظم تعاريف المجتمع المدني المؤسسات الاقتصادية القائمة على الربح  والمتعلقة مباشرة بعمل وآليات السوق من إطار المجتمع المدني خلافاً للمفهوم الكلاسيكي الذي شمل العلاقات الاقتصادية ضمن المفهوم، مع العلم أن المنظمات المدنية لا تستطيع أن تتجاهل اقتصاد السوق الرأسمالي ولا تأثيراته. كما يستثني البعض الأحزاب السياسية من تشكيل المجتمع المدني لافتراض أنها تسعى للوصول إلى السلطة (الحكومة)، في حين يصر البعض الآخر على مركزية دورها في المجتمع المدني كونها لا تسعى إلى تسلم السلطة فقط، بل لأنها تطرح برامج اجتماعية واقتصادية وتعليمية وغيرها، وبعضها أصغر  من أن يأمل للوصول إلى السلطة بل يسعى إلى التأثير على سياسة الحكومة أو الدفاع عن مصالح وتطلعات أقليات قومية أو أثنية أو دينية أو فئات اجتماعية معينة. ولذا يستثني البعض الأحزاب الحاكمة من المجتمع المدني، ويعتبر أحزاب المعارضة من ضمنه.  وربما يكون هذا وراء اختزال الدولة في الأدبيات العربية إلى الحكومة (أي إلى السلطة التنفيذية) وتجاهل، لاعتبارات عدة، السلطة التشريعية والسلطة القضائية، حتى عندما يكون لهذه وتلك درجة من الاستقلالية والتأثير.كما ما زال جدل  يدور حول ما إذا كانت التشكيلات القائمة على أساس الدين أو الطائفة أو الانتماء الأثني تشكل جزءا من المجتمع المدني أم ينبغي استثناؤها منه. فالبعض يرى أنها من صلب المجتمع المدني، باعتبارها، في أحيان كثيرة، تسعى إلى التغيير والدفاع عن حقوق وتطلعات فئات واسعة في المجتمع، وتضغط على مراكز القرار، وأحيانا توجه سهامها نحو لا إنسانية السوق الرأسمالي وعجزه عن التنمية الفعلية والعادلة والمتوازنة.  في حين يرفض البعض  عضويتها في المجتمع المدني بحكم القيود التي تضعها على الانتماء إليها، واقترابها، في هذا المجال، من المنظمات الإرثية، ولكونها تتناقض مع مبدأ المواطنة الذي لا يقوم على الدين أو الجنس أو العرق أو الانتماء الجهوي أو الأثني.إن التباين والاختلاف في تحديد تخوم ومكونات المجتمع المدني يعود، في جانب منه، إلى اعتماد مفهوم ذي بعد واحد معزول عن سياق محدد تاريخيا ومجتمعيا. كما يعود إلى الخلط بين ما تقوم به مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني من وظائف مختلفة، وتباين  هياكلها الداخلية المتنوعة وبين شروط قيامها واستدامتها. ومن هنا فالتعريف القانوني الذي يصنف منظمات المجتمع المدني باعتبارها منظمات خيرية وتعمل للصالح العام قد يستثني تشكيلات مهمة كالأحزاب السياسية التي تخضع في تكوينها وأهدافها وعضويتها، عادة، لاعتبارات وشروط معينة وقد تجد نفسها، في ظروف معينة، مضطرة للعمل السري. كما يستثني النقابات والاتحادات التي تخضع في أهدافها وشروط عضويتها لاعتبارات مختلفة عن الأحزاب وعن المنظمات الأهلية الخيرية والتنموية وال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram