اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > رحيل باسم عبد الحميد حمودي آخر قلاع التراث الشعبي

رحيل باسم عبد الحميد حمودي آخر قلاع التراث الشعبي

نشر في: 11 مايو, 2024: 09:43 م

متابعة المدى

توفي الكاتب باسم عبد الحميد حمودي، أحد أبرز الأسماء في مجال الأدب الشعبي والتراثي العراقي، امس الاول الجمعة عن 87 عاماً،

بعد مسيرة طويلة عكست خلالها أعماله اهتماماً كبيراً بالثقافة الشعبية والفلكلور. ونعى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، الذي كان حمودي عضواً فيه. وجاء في بيان مكتب رئيس الوزراء ان: " كان الراحل أحد أعمدة التراث الشعبي، وخدم الثقافة العراقية باحثاً ومؤرخاً وناقداً، منذ الخمسينيات وحتى لحظة رحيله ".

وُلد حمّودي في بغداد عام 1937، وتخرّج من قِسم التاريخ في "جامعة بغداد" عام 1960، في حين كانت أوّل مقالة نشرها بعنوان "الفراغ" عام 1954. وبعد ذلك التاريخ بدأت مساهماته في هذا الحقل من خلال مجلّة "المجتمع"، وكذلك مجلّة "الأديب" التي تصدر في بيروت، وفي أواسط الثمانينيات شغل منصب رئيس تحرير "مجلّة التراث الشعبي" التي تصدر عن "دار الشؤون الثقافية العامّة" في بغداد. لم يقتصر انشغال باسم عبد الحميد حمّودي على الدراسات التراثية، بل قدّم عدداً من الكتابات حول نقد القصّة القصيرة، فنجده يكتب في مقدّمة كتابه "رحلة مع القصّة العراقية" (1980): "هذه الرحلة هي الثالثة مع العالَم الذي أُحبّ، الأولى بدأت مع كتاب 'في القصّة العراقية' (1961)، والثانية ارتادَت مشارف القصّة في كتاب 'الوجه الثالث للمرآة' (1973)، وخلاصة الرحلة الثالثة بين أيديكم وقد تلوّنت عبر طريقين: واحدٌ للرواية والثاني للقصّة القصيرة".

وافتتح حمّودي هذا الكتاب بملاحظة أنّ "النقد الأدبي العربي المعاصر ما زال في أقسام كبيرة منه مُحمَّلاً بجملة متناقضات تطرح قصوراً في إدراك العلاقة بين النقد كعمل أدبي اعتيادي، والنقد كعمل خالق يُعيد تشكيل النص المنقود وفق أسس ومواصفات جمالية وفكرية، والنقد بذلك يفقد عُنصر التواصل مع النص وكاتبه الذي لا يشعر بالفائدة، وبين النقد والقارئ، وبين النقد والعصر الذي ينتمي إليه النص المنقود".

أصدر باسم عبد الحميد حمّودي دراسات عديدة من بينها: "السيرة الشعبية والذات العربية"، و"الناقد وقصّة الحرب: دراسة تحليلية" (1986)، و"عادات وتقاليد الحياة الشعبية العراقية" (1986)، و"ديوان الأقلام" (1986)، و"سحر الحقيقة: شخصيات وكتب ودراسات في التراث الشعبي" (2000)، و"القضاء العُرفي عند العرب: معجم المصطلحات" (2009)، و"تغريبة الخفاجي عامر العراقي" (1994)، و"في دراما قصيدة الحرب: تنويع نقدي على قصيدة الفاو" (1988)، و"شارع الرشيد" (2004)، و"في تفاصيل الحدث: الهامش في التاريخ العراقي" (2018)، كما أصدر رواية واحدة بعنوان "الباشا وفيصل والزعيم" (2023).

وعُيّن حمودي منتصف الثمانينيات رئيساً لتحرير مجلة "التراث الشعبي"، ومن أبرز مؤلفاته "سحر الحقيقة"، وكتاب "تغريبة الخفاجي عامر العراقي" الذي أُعيد طبعه في القاهرة عام 2000، و"شارع الرشيد"، و"عادات وتقاليد الحياة الشعبية العراقية".

وواصل الباحث والأديب الراحل عمله الصحافي منذ عام 2003 وحتى عام 2018 في صحيفة "المدى"، وواظب على نشر مقالات أسبوعية حتى أيامه الاخيرة في صحيفة "الصباح"

وانتخب حمودي لبعض الوقت أمينآ عامآ لرابطة التراث الشعبي للكتّاب العرب قبل أن يسدل عليها الستار نتيجة للحرب على الكويت. قال عنه الكثير من زملائه واصدقائه وتلامذته،منهم الباحث التراثي" رفعت مرهون الصفار"فقال (علمه واسع، و متميز بصفات وسجايا تجعله قريبا من الآخرين" و"اديب لامع ومؤرخ دقيق وتراثي من ابرز رجال هذا الميدان؛ لذلك اختارته وزارة الثقافة عضوآ في اللجنة التحكيمية لجائزة الفكر التراثي"،وباختصاريشكل دائرة معارف متنقلة.كما يجيد قراءة التراث العشائري، وخصب الذهن و نافذ البصيرة، ينأى عن التعصب و محب للاخرين.كما قال عنه رئيس تحرير مجل التراث الشعبي السابق قاسم خضير عباس"( ان علاقته به تمتد الى اربعة عقود خلت، جمعهم العمل في دار الجاحظ والاقلام والتراث الشعبي" وهو"إنسان نبيل في مواقفه..ويشكل ظاهرة ثقافية. بدأ تربويآ وقاصآ.

في حوار اجرته معه المدى قبل اعوام قال حمودي عن نشأته: " كان من حسن حظي أني نشأت بداية في بيت إنسان مثقف له مكتبة بيتية مرموقة هو المرحوم والدي,وكانت والدتي معلمة سابقة تقرأ أيضاً ولكن ليس بقدر انشداد الوالد للقراءة كان صديقاً للجواهري الكبير وبحر العلوم وذي النون أيوب وحسين الفرطوسي والشيخ مهدي مقلد وهو صديق حميم للشاعر محمود الحبوبي... وله صداقات أخرى كشف عنها قبيل وفاته بفترة المهم أن الوالد كان حافزاً للقراءة بقدر ماكانت شلة (الأول المتوسط) دافعاً وهي مكونة من الطلبة: صادق الصائغ ونزار عباس وشاكر السعيد ونزار شاكر المفتي(الطبيب) و مهندس النفط حميد أحمد الجودي ومهندس الطاقة راجح جاسم العاني وقحطان جاسم الأمين والماليان الكبيران طارق عبد الرزاق قدوري وزهير الخانجي وسواهم. بعضهم دخل عالم الصحافة والأدب وبعضهم انصرف الى تخصصات أخرى مثل النطاسي نزار المفتي والمهندسين حميد الجودي وراجح جاسم وأستاذ اللغة الكبير طارق الجنابي.

واضاف: " القراءة اللذيذة تلك التي ينشد إليها المرء قبل كل شيء قبل أن يخربش كلماته الأولى وهي قراءة الصفاء والتعلّم والدهشة,القراءة قبل كل شيء والانشداد الى الكتاب هما أساس الدخول الى عالم الكتابة والفكر والأبداع, لذا تجد من يدخل عالم الكتابة بواسطة دكاكين النشر اليوم وهو يخطئ في اللغة وفي بناء الجملة ويزداد فجاجة في التعبير حيث يؤذي ذاته ويؤذي حركة الفكر والثقافة وهو يبني في فراغ شيئاً غريباً ممجوجاً كنا نجاور بيت المعمار الكبير الحاج إبراهيم جاسم العبطة زوج عمتي الكبرى ووالد الناقد محمود العبطة والمحامي محمد العبطة

امتد عطاء باسم عبد الحميد حمودي الفلكلوري الى خارج العراق بمعرفته الواسعة، فاعلآ في المحافل الفلكلورية.. المحلية والاقليمية والعربية والاسلامية والعالمية).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram