النجف/ المدى الثقافيضمن نشاطاته الأسبوعية، استضاف اتحاد الأدباء والكتاب في النجف، مؤخراً، أسرة تحرير مجلة "بيت" الفصلية والمتخصصة بالشعر، والصادرة عن بيت الشعر العراقي ببغداد، بحضور جمع من أدباء ومثقفي المحافظة.
وفي بداية الأمسية تحدث رئيس اتحاد أدباء النجف عن " كون مجلة (بيت) وقبلها مجلة (شعر 69) جاءتا في زمني وعد للعراقيين بالتغيير، فتدهورت الاوضاع سنة بعد سنة بصدور الأولى، ونأمل أن تتغير الاوضاع حقاً مع صدور (بيت)، مثلما نأمل أن تواصل مشوارها في الساحة الثقافية".بعدها قدم نائب رئيس تحرير مجلة (بيت) الشاعر سهيل نجم ورقة عنوانها (بيت الشعر العراقي بين الحداثة والتوصيل)، شرح فيها خطوات تأسيس بيت الشعر ومشروعه والذي من ضمنه اصدار مجلة متخصصة بالشعر الحديث، اذ ذكر نجم ورقته بـ :" أن إصدار مجلة مثل مجلة "بيت" يمثل تحملاً لمسؤولية كبيرة في احتضان هذا النضوج الشعري الحداثوي في العراق وكان هذا الإصدار من غير الممكن أن يتم في العهد الاستبدادي السابق من دون ولاءات وإملاءات سياسية فالشعر الحقيقي لا يتعايش مع القمع.كما تحدث مدير تحرير مجلة (بيت) عن "ان مسعى بيت الشعر يتحرك ضمن اتجاهين، الأول محلي، وهو تقديم فعاليات رصينة تقف ضد الإستسهال في التعامل مع الأنشطة الثقافية ، والثاني عربي يحاول أن يخرج من اطار العزلة الثقافية التي لم يزل العراق واقعاً تحتها، و تحركات البيت وبضمنها احتفاؤه بمجلته في بيروت تجسد بعضاً من ذلك".لينوه الشاعر حسام السراي في نهاية مداخلته الى " ان المجموعة التي يتألف منها بيت الشعر، فيهم الناقد والكاتب المسرحي والمترجم والصحافيّ المحترف، فضلاً عن كونهم شعراء"، ليبين للجمهور :" ان هذا كان له أثر كبير في صياغة نشاطات ناضجة بما حملته من رسائل للوسط الثقافي ولجمهور القراء".عضو هيئة تحرير مجلة (بيت ) الشاعر محمد ثامر يوسف ذكر " ان ايمان بيت الشعر بأهمية أن تكون للشعر العراقي مجلته، يأتي من باب ان هناك ردة نشهدها بشكل واضح هذا اليوم، فالصراع حول الأشكال الشعرية حُسم منذ أكثر من نصف قرن لكننا اليوم عدنا اليه، وهذا شىء يدعو للغرابة".ليشيرالى ان "بيت هي مجلة الحداثة الشعرية في العراق، والتي تعبر عن خيار بيت الشعر وأهم دوافع تأسيسه في أن يكون الفضاء الشعري الذي يعمل فيه هو فضاء قصيدة النثر المستندة لضوابط فنية صارمة".وخلال الأمسية التي أدارها الشاعر فارس حرام، تم الإستماع للكثير من مداخلات أدباء وكتاب النجف، وأخذت مقدمة ادونيس في العدد الأول حيزا كبيراً من النقاشات، ليدافع أعضاء بيت الشعر عن "هدفهم المشار اليه في اكثر من مناسبة، وهو خلق تواصل عراقي عربي، سيستمر مع الكثير من الشعراء العرب المهمين بفسح المجال لكتابة تحية للمجلة تنشر في باب (عتبة)".المداخلات شارك فيها الادباء: كاظم البياتي، عبدالزهرة الفتلاوي، حسين ناصر، ظاهر الحبيب، حمودي السلامي، مهدي شعلان، زمن عبد زيد، حميد الحريزي، ماجد الشرع. ومما جاء في بعض منها، ان " (بيت) هي مجلة الصدمة للواقع الثقافي العراقي"، ليدعو البعض الآخر الى " دعم هذه المجلة بكل ما أمكن لمواصلتها وعدم وضع العصي في طريقها".وقال رئيس اتحاد ادباء النجف فارس حرّام ": "إن أجمل ما حدث في هذه الأمسية النقاش المفتوح الذي سادها، الذي سمح للمناقشين الكلام أكثر من مرة، فضلاً عن نوعية المواضيع التي أثيرت فيها"، مشيراً إلى أن "استضافة هيأة تحرير مجلة "بيت" يأتي في سياق إعادة إثارة الأسئلة الملحة في التجربة الشعرية العراقية من جهة إن هذه المجلة تنحاز إلى قصيدة النثر"، مختتماً بالقول: "لا يزال هذا النوع من الشعر في العراق بحاجة إلى نقاش متواصل يحيط به، ويحلله، ويستكشف آفاقه المستقبلية".
أدباء النجف يحتفون بمجلـّة (بيت) الشعريّة
نشر في: 30 نوفمبر, 2010: 05:54 م