TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لابد من طلفاح وإن طال الزمن

العمود الثامن: لابد من طلفاح وإن طال الزمن

نشر في: 6 مايو, 2024: 10:27 م

 علي حسين

مرة أخرى، تطوير التعليم أم فرض قوانين لمراقبة الناس ؟، غلق النوادي الاجتماعية أم فرض القانون الذي يحمي حريات الناس ويصونها ويمنع انتشار الملاهي وصالونات المساج في المناطق السكنية ؟ تطوير منظومة التعليم التي تشهد تراجعاً، أم مراقبة إصدار قوانين قرقوشية بمنع الاحتفالات التي لا تلائم مزاج السيد نقيب الصحفيين؟.

 

كل هذه الأسئلة نواجهها كل يوم ونحن نعيش فصول الدراما الساذجة: "الأعراف والتقاليد الاجتماعية"، بطولة مجموعة من السياسيين والمسؤولين، لم يتورعوا في أن يصدروا تعليمات بنهب البلاد وإشاعة الفرقة وترسيخ الطائفية وتشجيع المحسوبية والرشوة والتزوير.

لكنهم في الوقت نفسه يتصورون أنفسهم في مهمة مقدسة، فيصدرون فرمانات سلطانية بتقييد حرية المواطن العراقي.. فهم شطار في غلق الأبواب والشبابيك وإقامة الحواجز أمام النور والمعرفة والحياة المدنية، وفي الوقت نفسه هم أكثر شطارة في فتح كل الأبواب والشبابيك وهدم السواتر والحواجز أمام تهريب أموال الشعب. رعاة للأخلاق ولكنهم مرضى بداء التحريض الطائفي.. لا يريدون أن يفهموا أنهم يمارسون مهن عامة، وليست مهمات مقدسة لتطهير العراق من أقوام الشرك والضلالة.. تذكرنا بزمن "ناهب بغداد" طلفاح الذي أعلن إمارته الإسلامية في منتصف السبعينيات حين تسلم منصب محافظ بغداد.

مضحك ومثير للسخرية أن يتصور البعض من المسؤولين أنهم مبعوثو العناية الإلهية إلى العراق، ليطهروه من نجاسة العلمانيين ودعاة الدولة المدنية، ومثير للسخرية أن تستخدم هذه الشعارات للتغطية على نهب أموال الدولة، وانتشار المحسوبية والرشوة، ومثير للسخرية أن نعيد على أسماع الناس خطب طلفاح، ووصاياه التي استخدمت، لصناعة الدكتاتوريات والخراب. للأسف البعض يريد تحويل العراق إلى سجن كبير ، طلفاح ومن معه تركوا العراق ملفعاً بالخراب والدمار، والمصرون على تطبيق قوانينه يريدون العراق بلداً مثل قندهار، بأفكار تهدد الحاضر وتغتال المستقبل، الشطارة التي يبديها البعض من المسؤولين، في تمرير قوانين لدولة دينية بخطب وشعارات الدولة المدنية ، كذبة ساذجة لن تمر على العراقيين، ومحاولة البعض من السياسيين تصوير معركة الحريات، بأنها معركة ضد الدين، فهذه كذبة أكبر تستعملها الحكومات الاستبدادية، عندما تفرض قرارات متخلفة وجائرة، وهذا لا يعني أننا نقف بالضد من الدين.. ولكننا نرفض أن يحكم السراق والطائفيون والانتهازيون والقتلة ، المسؤول لا يولد متسلطاً وغاشماً، يولد فقط حين يريد البعض أن يتحول الحكم من ممارسة لوظيفة حكومية، إلى تفويض وليس خدمة ، عند ذاك يعتقد المسؤول ومقربوه أن الاختلاف معهم يعني الاختلاف مع الدين والشرع وحكم الله.. ولهذا علينا جميعاً أن نقول للجميع ، إن مثل تلك البلاد لم تعد تعيش في ضمائر العراقيين، فقد انتهى زمن ووصايا القائد المؤمن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram