دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف UNICEF)، إلى توفير الخدمات الأساسية للأطفال ذوي الإعاقة بشكل "عادل ومنصف"، كونهم الأكثر "تهميشاً" في المجتمع، مبينة أنها تعاونت مع وزارة التربية والحكومة الأسترالية لتنفيذ مشروع "التعليم الشمولي" الذي يشجع على شمول الأطفال المعاقين في 500 مدرسة. وقال ممثل اليونيسيف في العراق، الدكتور مارزيو بابيل، في بيان أصدرته المنظمة، أمس الثلاثاء، بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، وتلقت "المدى برس" نسخة منه، إن "لدى الأطفال من ذوي الإعاقة إمكانات كامنة هائلة كما تبين لنا من إنجازات رياضيي العراق في أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة هذا العام"، مشيراً إلى أنهم "يشكلون مصدراً للإلهام في كيفية تجاوز التحديات التي يواجهونها، ما يستدعي مضاعفة جهودنا لضمان تلبية الاحتياجات الخاصة للأطفال ذوي القدرات المختلفة ليتمكنوا من تحقيق كامل طموحاتهم". يذكر أن الثالث من كانون الأول من كل عام اعتبر اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، وهو يوم عالمي خصص من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1992 لدعم هذه الشريحة، بهدف زيادة الفهم لقضايا الإعاقة ودعم التصاميم الصديقة للجميع من أجل ضمان حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، كما يدعو هذا اليوم إلى زيادة الوعي في إدخال أشخاص لديهم إعاقات في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية.
وأورد البيان، أن الأطفال من ذوي الإعاقة "يعدون على مستوى العالم من بين أكثر الفئات المهمشة في المجتمع، ويستبعدون في كثير من الأحيان، من فرص المشاركة في مجتمعاتهم، ويعانون أكثر من غيرهم من صعوبة الحصول على الخدمات الصحية والتعليمية وخدمات الصرف الصحي، وهم أكثر عرضة للعنف والإهمال وسوء المعاملة". وتابع أن "اليونيسيف تعاونت مع حكومة أستراليا ووزارة التربية العراقية على تنفيذ مشروع التعليم الشمولي الذي يشجع على شمول الأطفال ذوي الإعاقة الجسدية والصعوبات التعليمية في المدارس النظامية، ضماناً لتحسين فرص الحصول على التعليم الجيد للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في العراق". وكشفت المنظمة الدولية، بحسب البيان، أن "المشروع أدى حتى اليوم، إلى تدريب 630 معلماً ومعلمة من 500 مدرسة على كيفية التخطيط وتنفيذ أساليب التعليم الشمولي في مدارسهم"، عادة أن ذلك "شجع وزارة التربية على توسيع نطاق هذه الجهود إلى 4500 مدرسة في أنحاء العراق خلال السنة المقبلة".
وذكرت أن "المشروع أسهم كذلك في تطوير منهج خاص للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ويتم تجريبه حالياً في مديريات التربية المحلية بمدينة الموصل مركز محافظة نينوى (405 كم شمال العاصمة بغداد)، ومديريات تربية الرصافة الأولى والثانية في بغداد".
وبينت المنظمة أنها "أسهمت في إعادة تأهيل مرافق صحية في 126 مدرسة لجعلها أكثر ملاءمة للأطفال الذين يعانون من إعاقات جسدية ويستمر العمل في 88 مدرسة أخرى"، لافتة إلى أن "تحسين المرافق الصحية يستند في هذه المدارس الـ 214 إلى تصاميم صديقة للطفل وضعتها اليونيسيف ووزارة التربية كتصاميم لمرافق صحية نموذجية".
ونقل البيان، عن سفيرة أستراليا في العراق، ليندال ساكس، قولها إن "حكومة استراليا فخورة بدعم الأطفال العراقيين ذوي الإعاقة"، مؤكدة أن هذا "الدعم سيحسن من فرص حصولهم على تعليم جيد وبالتالي منحهم فرصاً أفضل لحياتهم في المستقبل". يذكر أن اليونيسيف تعمل في أكثر من190 بلداً وإقليماً من أجل مساعدة الأطفال في البقاء على قيد الحياة والنماء، منذ الطفولة المبكرة وحتى نهاية مرحلة المراهقة، واليونيسيف، بوصفها أكبر جهة في العالم تقدم الأمصال للبلدان النامية فإنها توفر الدعم في مجال صحة الأطفال وتغذيتهم، والمياه النقية والصرف الصحي، والتعليم الأساسي الجيد لجميع الأطفال، من بنين وبنات، وحماية الأطفال من العنف والاستغلال ومرض الإيدز. وتموَّل المنظمة بالكامل من تبرعات الحكومات والشركات والمؤسسات والأفراد.