باريس/ متابعة اخبارية تواجه فرنسا حرجا محتملا يتعلق بطائراتها المقاتلة من طراز رافال بعد أن افادت وثيقة سرية أمريكية كشفها موقع ويكيليكس أن حاكما خليجيا أيد رأيا بأنها تمثل "تكنولوجيا الامس."وتردد أن هذا الحديث ورد في الاول من تشرين الثاني عام 2009
في حديث بين عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى ال خليفة والجنرال ديفيد بتريوس الذي كان في ذلك الوقت مسؤولا عن القيادة المركزية الامريكية. وجاء ذلك في برقية للسفارة الامريكية نشرها موقع ويكيليكس. وقالت شركة داسو التي تنتج الطائرة انه ليس لديها تعليق فوري.وتفيد الوثيقة أن الملك حمد طلب من بتريوس المساعدة في اقناع شركات تصنيع الطائرات الامريكية بالمشاركة في أول معرض طيران تقيمه البحرين في كانون الثاني 2010.وافادت البرقية المرسلة من السفير الامريكي في المنامة انه "قال ان فرنسا تدفع طائراتها رافال وانها ستشارك غير انه يتفق مع بتريوس على ان المقاتلة الفرنسية تمثل تكنولوجيا الامس."ويقول محللون عسكريون ان البحرين واحدة من عدة دول خليجية تسعى لتحديث أساطيلها في اطار سباق تسلح اقليمي اثارته جزئيا التوترات مع ايران.وتشتري البحرين سلاحها اساسا من الولايات المتحدة ولا تفكر في أن تكون أكثر سوق واعدة لطائرات رافال. لكن التصريحات هي الاحدث في سلسلة من الانتكاسات تتعرض لها داسو في اطار محاولاتها تصدير طائراتها.وفي عام 2007 أثار وزير الدفاع الفرنسي في ذلك الوقت خلافا داخليا لاسباب مختلفة بعض الشيء عندما انتقد الطائرة باعتبارها "أكثر تعقيدا" من ان تصدر.والحت الامارات العربية المتحدة على تحديث محركات الطائرة لكن مصادر من القطاع قالت ان المفاوضات مع فرنسا بشان الطائرة تعثرت وان الامارات طلبت معلومات فنية عن طائرات بوينغ اف/ايه-18.وقال مسؤول فرنسي في وقت سابق هذا الشهر ان بلاده تجري مفاوضات كذلك على بيع رافال للكويت.ورافال مقاتلة نفاثة خفيفة جداً متعددة الأدوار والمهام ذات محركين يمكنها من القيام بمجموعة واسعة من المهمات القصيرة و البعيدة المدى لأنه يمكنها تزويدها بالوقود جواً و طائرات رافال قابلة للتحديث بسهولة و قادرة على المناورة و يصعب اكتشافها ويمكن لهذه الطائرة العمل على مدارج قصيرة و تقوم مقاتلة رافال بالأدوار والمهمات المطلوبة كافة سواء في عمليات منفردة أوضمن عمليات مشتركة بفضل قدراتها المتنوعة ومرونتها الاستراتيجية كما أنها تملك قدرات كبيرة للتكيف وتأدية المهمات القتالية ليلاً/ نهاراً في ظروف مناخية صعبة.وتعد رافال أحدث طائرة متعددة الأدوار تنتجها شركة داسو وهي لا تضم أوسع مجموعة كاشفات وأكثرها تطوراً فحسب بل إنها تمزج بينها جميعها ضمن مركّب تكنولوجي شديد الحداثة ألا وهو نظام صهر بيانات الكاشفات المتعددة .وتعود الفكرة المؤدية إلى بناء الطائرة رافال إلى محادثات مشتركة قامت بين الأمم الأوروبية في مطلع الثمانينات ولكن بعيد إكتمال برنامج الطائرة تورنادو الذي شاركت فيه ثلاث أمم والذي شدّد خصيصاً على عمليات جو – أرض تبيّن سريعاً أن أهم ما تحتاج إليه الأمم المشاركة في المشروع بإستثناء فرنسا هو الجانب المتعلق بعمليات جو – جو " .وخلافاً للشركاء الآخرين كان سلاح الجو الفرنسي يحتاج إلى طائرة متوازنة متعددة الأدوار وقادرة على الحلول محل سبعة أنواع من الطائرات في الفترة الممتدة بين العامين 2000 و 2010 وهي جاكوار لهجمات جو – أرض و سوبرإيتاندرا لهجمات جو – أرض إنطلاقاً من حاملات الطائرات و كروسيدر بغية عمليات التغطية الجوية للمجموعات البحرية إنطلاقاً من حاملات الطائرات و ميراج ف1 المتعددة الأدوار و ميراج 4 للضربات النووية والإستطلاع و ميراج 2000 C لعمليات الدفاع الجوي و ميراج 2000 N&D للغارات الدقيقة وعمليات الردع مع الأسلحة التقليدية والنووية .كان هذا هو السبب الرئيسي الذي حدا أخيراً بالصناعة والحكومة الفرنسيتين للإنطلاق وحدهما في مشروع الطائرة رافال Rafale سعياً إلى منحها خصائص مميزة تتلائم وتوقعات الأسواق على المستوى العالمي تتوفر الطائرة رافال في ثلاثة موديلات اساسية: رافال M: بمقعد واحد إنطلااقاً من حاملات الطائرات ورافال B: بمقعدين للقوات الجوّية ورافال C: بمقعد واحد للقوات الجوّية وفي أواخر العام 1998 شهد العالم التحليق الأول لأولى هذه الطائرات المنتجة .لقد جهزت الطائرة رافال بجناحين على شكل مثلث مع جناحي توجيه عامودي مركبين في المقدمة ومتقاربين بشكل وثيق مع الجناحين الرئيسين وأن التجارب الداخلية ضمن إطار ديناميكا السوائل الحسابية قد اثبتت المزايا الناتجة عن الربط الوثيق بين الجناحين الرئيسين وجناحي التوجيه العامودي إذ أنه يؤمن مجموعة واسعة من وضعيات مركز الثقل لكافة ظروف الطيران بالإضافة إلى سهولة في التحكّم طوال فترة التحليق وهذا أمر أساسي لضمان قدرة الحمل التي تتمتع بها الطائرة رافال وأدائها المميز في ما يخص التوجيه والمدى .وقد انكبّ المصمّمون على مسألة تخفيض المقطع الرادري بغية الإستفادة من تكتيك التخفّي وعلى الرغم من أن غالبية مزايا التخفّي بقيت سرية يمكن رؤية بعضها
فرنسا تواجه حرجا.. طائرات رافال من "تكنولوجيا الأمس"!

نشر في: 30 نوفمبر, 2010: 06:31 م