 واسط / جبار بچاي

تعرض الكثير من الفلاحين في محافظة واسط للأضرار بسبب موجة الامطار الأخيرة، حيث اتلفت الأمطار محصول الحنطة في حقول متعددة، مما دعا أغلبهم إلى مطالبة الحكومة المحلية بتقييم الخسائر وتعويضها.

ويعبر الفلاح أبو محمد العيساوي عن الأضرار التي لحقت بمحصوله الزراعي، خلال حديثه مع (المدى)، بـمقولة شعبية، إن "مو كلمن دخل بالخير فاعل خير ... المطر وكت الحصاد تخوّف أخباره".

ويردف، أنه "ليس المتضرر الوحيد، بل هناك العشرات من أمثاله من الفلاحين في هذه الناحية وغيرها ممن ينتظرون دورهم بقدوم الحصادات التي ما تزال تعمل بحقول أخرى، فجاءت الأمطار الأخيرة لتخيّب آماله هذا الموسم".

وتعرف أراضي مشروع الشحيمية الزراعي بانها من أخصب الاراضي الزراعية في محافظة واسط وهي أراضٍي مستصلحة استصلاحاً كاملاً ومخدومة بشبكات ري وبزل منتظمة وتتميز بإنتاجية عالية للدونم الواحد تصل في بعض الحقول الى 1500 كيلو غرام.

ويتابع العيساوي، أن "حقله والحقول المجاورة تعرضت إلى موجة شديدة من الأمطار المصحوبة برياح شديدة وسقوط حبات البرد بكمية كبيرة جداً مما أدى إلى تلف الحنطة بصورة كاملة"، ولم يعد عنده بصيص أمل.

وناشد أبو محمد، اللجنة الزراعية العليا في المحافظة بـ"ضرورة تحري الخسائر بدقة بعموم مناطق المحافظة وللأراضي التي لم تحصد لحد الآن" ، مشدداً على أن "تكون لجان الجرد فنية متخصصة تعمل بمهنية عالية وبمنتهى الشفافية لإنصاف المتضررين فعلاً وتبتعد عن المجاملة والمحاباة والمحسوبية".

ودعا إلى أهمية أن "تكون مع لجان جرد الأضرار بعض الجهات الرقابية المختصة في المحافظة لتطلع على الأضرار بالمعاينة الميدانية وتكون شريكة بالتقييم الموضوعي والحيادي والواقعي فعلاً".

من جانبه، يقول مستشار محافظ واسط لشؤون الزراعة والمياه علي حسين حاجم، في حديث لـ(المدى)، إن "محافظ واسط محمد جميل المياحي أوعز على الفور بجرد عاجل للأضرار التي تعرضت لها الاراضي الزراعية غير المحصودة جراء الامطار الغزيرة وسقوط حبات البرد والتي أدت الى تلف مساحات كبيرة لدى قسم من الفلاحين".

ويردف، أن "حجم الضرر الحقيقي سيكون واضحاً بعد يومين الى ثلاثة أيام بانتظار حين تنشف الأرض من المياه وكيف يمكن تعامل الحصادات مع الزرع الموجود وعندها يثبت الضرر الفعلي بمهنية عالية وشفافية واضحة".

ويوضح المستشار الزراعي، أن "محافظ واسط بعث رسالة اطمئنان للفلاحين الذين تضررت حقولهم الزراعية بأن دولة السيد رئيس مجلس الوزراء يتابع بنفسه تداعيات الامطار الأخيرة وأثرها على المحاصيل القمحية خاصة ونحن في موسم الحصاد"، مؤكداً أنه "عند اكمال جرد الأضرار بصورة دقيقة ومنصفة وواقعية ستقوم المحافظة برفعها بأسرع وقت إلى رئيس مجلس الوزراء للبت فيها على أمل تعويض المتضررين بما يوازي حجم الضرر الفعلي الذي تعرضوا له".

إلى ذلك، يقول المزارع أحمد المسعودي، خلال حديث لـ(المدى)، إن "مساحات واسعة من الاراضي غير المحصودة تعرضت إلى أضرار كبيرة خاصة في مناطق الشريط الحدودي بعد ان اجتاحتها السيول وضربتها الامطار الغزيرة".

ويضيف، أن "قسما كبيرا من تلك المساحات غطتها السيول كلياً ولا فائدة منها بعد الآن وأصحابها يعلقون الآمال على التعويضات التي يأملون بتحديدها بموضوعية ومهنية وإطلاقها سريعا من قبل رئيس الوزراء لسداد الديون المترتبة عليهم وأن لا تطول فترة التعويض".

وكانت اللجنة الزراعية العليا في محافظة واسط قد أكدت في وقت سابق استمرار عمليات الحصاد الميكانيكي لمحصولي الحنطة والشعير على مساحة إجمالية تبلغ 705 ألفا و758 دونما موزعة بعموم مناطق المحافظة، متوقعة وفرة في إنتاج الحنطة تصل الى 726 ألفاً و 803 طن إضافة الى ستة آلاف و85 طناً من الشعير.

وشهدت محافظة واسط منذ أواخر نيسان الماضي وبداية أيار الحالي موجات مطرية غزيرة جدا صاحبها في بعض المناطق هبوب رياح شديدة وسقوط حبات البرد ما تسبب بخسائر كبيرة للأراضي التي لم يتم حصادها.