علاء المفرجي
يمر هذه الأيام مرور ربع قرن على رحيل المخرج والمصور والمنتج والمونتير ستانلي كوبريك الحائز على جائزة الأوسكار. والذي يعده الكثير واحد من أعظم صناع الأفلام في التاريخ. أفلامه عادةً مستوحاة من روايات أو قصص قصيرة، ويميزها التصوير السينمائي الفريد والانتباه إلى التفاصيل من أجل الواقعية، واستخدام الموسيقى المثيرة للعاطفة.
أفلام كوبريك شملت مجموعة متنوعة من الأنواع: الحربية والجريمة والرومانسية والكوميديا السوداء والرعب والملحمي والخيال العلمي. كان كوبريك معروفًا بتحري الكمال، حيث يبدي اهتمامًا كبيرًا جدًا في العناية بالمشهد ويعمل بشكل مكثف مع ممثليه. بل أن افلامه أختيرت من أهم عشرة أفلام في مجالات أفلام الرعب حيث اختير فيلم سايننغ، وفي أفلام الخيال العلمي أختير فيلم البرتقالة الميكانيكية، وأوديسة الفضاء وفي أفلام الحرب اختير فيلمه (سترة معدنية كاملة)، بحسب اختيار نقاد السينما، وفي الافلام التاريخية فيلم (سبارتكوس) ومعظم هذه الأفلام رشح للأوسكار أو الغولدن غلوب أو بافتا.
بدء كوبريك كمصور فوتوغرافي في نيويورك، وعلم نفسه جميع جوانب الإنتاج والإخراج السينمائي بعد أن تخرج من الثانوية. أفلامه الأولى صُنعت بميزانية صغيرة، ثم تبعها بمشروع كبير هو فيلم سبارتاكوس (1960)، بعد ذلك أمضى باقي مسيرته في بريطانيا حيث عاش وصور أفلامه هناك. منزله في هيرتفوردشاير (شمال لندن) أصبح ورشة عمله حيث أجرى كتاباته وبحوثه وتحريره وإدارة كل تفاصيل مشاريعه. وهذا سمح له بامتلاك سيطرة فنية شبه كاملة، ولكن مع ميزة نادرة وهي دعم استوديوهات هوليوود الكبيرة له.
العديد من أفلامه فتحت آفاقًا جديدة في التصوير السينمائي، من ضمنها 2001: أوديسة الفضاء (1968)، وهو فيلم خيال علمي وصفه المخرج ستيفن سبيلبرغ بأنه بمثابة الانفجار العظيم لجيله، بما حواه من مؤثرات بصرية مبتكرة وواقعية علمية. في فيلم باري ليندون (1975)، استخدم كوبريك عدسات طورتها زايس لوكالة الفضاء الأمريكي «ناسا» من أجل تصوير مشاهد تحت ضوء شموع طبيعية، وكان فيلم البريق (1980) من أوائل الأفلام التي استخدم فيها مثبت اهتزاز الكاميرا لتصوير لقطات المتابعة. هو قام بإخراج وإنتاج وكتابة معظم أفلامه الثلاثة عشر. بعض أفلام كوبريك كانت مثيرة للجدل مثل دروب المجد (1957) ولوليتا (1962) وبرتقالة آلية (1971). ولد كوبريك في 26 يوليو 1928 في مستشفى ليينجين في مانهاتن، نيويورك وعاش طفولته مع والديه وأخته الوحيدة باربرا في شقة في حي برونكس.
في عام 1999 وبعد أربعة أيام من فحصه النسخة النهائية لفيلمه عيون مغلقة على اتساعها بطولة توم كروز ونيكول كيدمان، توفي كوبريك عن عمر 70 عامًا بأزمة قلبية أثناء نومه، وقد دفن بجوار شجرته المفضلة في تشيلدويكبوري مانور في هيرتفوردشير في إنجلترا.
أسطورة ستانلي كوبريك تصوره على أنه عبقري سينمائي حاد التركيز، ويعتبر أعظم مخرج سينمائي ما زال اسمه منقوشًا في تاريخ السينما العالمية.