اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: قبل الانتخابات وبعدها

العمود الثامن: قبل الانتخابات وبعدها

نشر في: 29 إبريل, 2024: 10:38 م

 علي حسين

تستحق بعض الكتل السياسية منا كل الشكر، فأخيراً وبعد كل هذه السنوات من التجريب النظري ماذا يعني أن نختار وزيراً لا يملك اختصاصاً علمياً، وأن يتحول المنصب الوزاري إلى منصب سياسي لا منصب خدمي. وخلاصة ما نمر به يقول:

إن بعض القوى السياسية قررت أن تجرب في الشعب كيف يمكن أن يتحمل أربع سنوات ، بعد أربع سنوات في ظل أزمة الكهرباء التي لا تنتهي برغم الـ 80 مليار التي صرفت عليها وذهبت لجيوب الفاسدين وغياب الخدمات والبطالة وتلاعب الدولار بأحوالنا وأزمة السكن، وعمليات الاغتيال والطائرات المسيرة . ولأنها تجربة تستحق أن نخوضها وبشجاعة فأنني استغرب التصريح الذي أطلقه أحد المحللين السياسيين " المغرضين " بالتاكيد والذي اتهم فيه بعض الوزراء بأنهم غير مختصين ، وقد فات السيد " المحلل " أننا في زمن بناء حكومة "الشراكة" في كل شيء بدءاً من المناصب وانتهاءً بالمواطن. بعد كل انتخابات عندما تنطلق صفارة تقاسم الحصص ، يكونالخطاب الموحد لمعظم القوى السياسية بأن لا خيار سوى تشكيل حكومة تكنوقراط، فالمرحلة المقبلة مرحلة خدمات لا مرحلة مزايدات سياسية، وتتفق أكثر القادة السياسيين على تبني شعارات تتغنى بالخبرات وأهميتها في بناء الوطن. ولكن ما أن ينتهي السباق الانتخابي حتى نجد الكثير منا وقد فتحت عيونه على حقيقة الوهم الذي عشناه تحت ستار الديمقراطية العراقية .. ليصدق الذين لم يكونوا يصدقون أن النظام السياسي في العراق يتراجع خطوات كبيرة إلى الوراء وأضحى بأمس الحاجة إلى هزة من الأعماق تعيد بناءه من جديد، وأن البعض من الذين قفزوا في قطار السلطة غير قادرين على ملاحقة تطورات العصر، والخروج من نفق التعصب الديني والفكري إلى آفاق الحرية والديمقراطية الحقة. ومن دواعي الأسف الشديد أن أساليب الممارسة السياسية في العراق أفسدت قطاعات سياسية واسعة عن طريق نشر الرشوة، وشراء الذمم، وتغليب قيم التبعية، والانصياع لمنطق السلطة والمال، ولكنها بالمقابل نجحت في كشف زيف بعض القوى السياسية التي تباهت بالدولة المدنية ورفعت لواء العلمانية، ودافعت عن الدستور لكنها أمام تقاسم السلطة آثرت أن تنضم إلى عالم المحسوبية السياسية، مما أفقد الكثير من السياسيين بريقهم لأن الناس اكتشفوا زيف الشعارات الكاذبة والوعود الخادعة، فليس لديهم شيء يقدمونه لحل المشكلات، ولا لمواجهة الأزمات غير المتاجرة بالشعارات. ماذا استفاد الناس بعد كل هذه السنوات؟ وما الخدمات التي قدمت لهم وما الاقتراحات البناءة لمواجهة مشكلات مثل البطالة والأمن وغيرهما؟ أسهل شيء هو المتاجرة بمعاناة الناس لأن هذه المتاجرة تقود إلى الأسوأ، ولا تخفف ألماً عن مريض، ولا جوعاً عن فقير ولا توفر مسكناً لمئات الالاف من العوائل ولا وظيفة لعاطل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram