الموصل / سيف الدين العبيدي
تعرضت جميع المواقع الاثرية في نينوى الى التدمير والتجريف من قبل عصابات داعش الارهابية في عام ٢٠١٦، وبعد التحرير توافدت الفرق التنقيبية للعمل واعادة ما دمر، فضلاً عن التنقيب في اماكن جديدة اذ بدأت البعثة الألمانية التابعة لجامعة هايدلبيرغ التنقيب في مدينة نينوى الأثرية بعدة مواقع اهمها القصر الاشوري للملك اسر حدون او ما يسمى بقصر السلاح والواقع تحت بناية جامع النبي يونس، فضلاً عن انقاذ القصر الجنوبي الغربي للملك سنحاريب والواقع في الجهة المقابلة وتحديداً على تلة قوينجق وكذلك اعادة تاهيل بوابات المدينة ومنها بوابة الاله نركال.
وقد عملت بعثات اخرى ومنها البعثة الايطالية من جامعة بولونيا على تأهيل بوابة ادد، كما تعمل البعثة الكندية من جامعة تورنتو بالتنقيب في بوابة شمس من اعمال إنقاذ وصيانة.
وهناك بعثات متعددة منها في مملكة الحضر وفي اثار ناحية النمرود وتحديداً في القصر الشمالي الغربي للملك اشور ناصر بال الثاني ، ولا بد من الاشارة الى ان عملها كان بموافقة الجهات الاثارية المختصة وتعمل البعثة الالمانية التابعة لجامعة هايدلبيرغ الالمانية في التنقيب والكشف في الاجزاء التي لم يتم الكشف عنها من قبل البعثات العراقية السابقة في بوابة نركال الاثرية والتي تعود الى زمن الملك سنحاريب وخصوصاً تلك التي اقيمت من قبل الاثاري الراحل طارق مظلوم، اما موقع البوابة والواقعة بالقرب من سور نينوى الاثري وسميت بهذه التسمية لأنها تطل بالاساس على معبد نركال، بحسب ماذكرت النصوص المسمارية ، وهي احدى بوابات نينوى الاثرية المميزة وكانت قد تعرضت الى تدمير وتجريف من قبل داعش لكل ما فيها من اثار بعام ٢٠١٤ ابرزها البوابة والثيران المجنحة التي كانت فيها.
ويجري العمل في موسمه الثاني بفريق يضم موظفي وخبراء اثار من مفتشية اثار نينوى والهيئة العامة للاثار وجامعة هايدلبيرغ الالمانية ، اذ استطاع الكادر ان يعيد استظهار قطع الثيران المجنحة وهي في طريقها للصيانة واعادتها لمكانها الصحيح فضلاً عن الكشف لغرف داخل البوابة واكتشف معها رفات لجنود اشوريين لقوا مصرعهم ابان احتلال المدينة وحرقها على يد الميدينين وسقوط نينوى عام ٦١٢ قبل الميلاد والكشف عن لوح حجري مميز يعود للملك سنحاريب.
وهذا ما اكده خبير الاثار ضمن فريق هايدلبيرغ حسين حمزة انهم كفريق يعملون على التنقيب عن ما هو متروك وغير مكتشف ،وبين ان بوابة نركال هي مميزة من بين بوابات نينوى الـ ١٣ وذلك بوجود ٦ ثيران مجنحة فيها اثنين منها تطل على البوابة الداخلية وترتبط بطريق ملكي يؤدي الى قصور اشور بانيبال وسنحاريب في تل قوينجق.
ويشير إلى ان هناك زوجين اخرين من الثيران المجنحة كانا في وسط الممر الداخلي للبوابة واثنين اخرين يطلان على البوابة الخارجية وعند كل بوابة توجد غرفتان كل واحدة تقابل الاخرى ويفصلها عن البوابة الاخرى حائط بعرض ٦ امتار.
ويبين ان الغرفة المنقبة من الجهة الشرقية تؤدي إلى بوابات اخرى على مسارها ولم تنقب بعد وسيعلمون عليها خلال الموسم القادم، ويؤكد ان هدفهم هو إعادة البوابة مثلما كانت لكن بقدر ما يستطيعون الوصول اليه وليس بنسبة ١٠٠٪، ويوضح ان التنقيبات خلال الـ ٦ اشهر الاخيرة كشفت عن رفات ٨ جنود مقتولين وهناك بقايا السهام بجنبهم وسيتم دراستها وتحليلها وكم هي عمرها، الى جانب مخلفات للأواني مع ختم اسطواني ، الى جانب خشب محترق في ذات الغرفة كانت تعرضت للحرق خلال الهجوم على البوابة والخشب هو لرفوف الغرفة وذلك بحسب ما اتفق عليه الباحثون.