 أربيل/ سوزان طاهر

مرة أخرى يتعرض حقل كورمور الغازي الواقع في قضاء جمجمال بمحافظة السليمانية لهجوم من قبل مجهولين. وقال قائممقام جمجمال، رمك رمضان، في حديث لـ(المدى)، إن "الطائرة المسيرة أطلقت باتجاه كورمور الذي يعد الحقل الأكبر في إقليم كردستان ما أدى الى استشهاد 3 من العاملين الأجانب بينهم مهندس جزائري، وإصابة 4 آخرين بحروح خطيرة، وتم نقلهم إلى مستشفيات السليمانية لتلقي العلاج".

من جانبه، أكد مستشار شؤون الطاقة في الاتحاد الوطني الكردستاني بهجت أحمد، أن "الهجوم الأخير هو الأعنف من بين الهجمات التي استهدفت حقل كورمور"، مبيناً أن "الحقل تعرض الى 15 هجوماً خلال العامين الماضيين".

وأضاف أحمد خلال حديثه لـ(المدى)، أن "الهجوم الذي استهدف حقل التطوير كي 250، أسفر عن استشهاد واحد من أكبر المهندسين، وهو جزائري الأصل، وأيضا عمال أجانب، وهو الأعنف، كون الهجمات السابقة كانت تسقط في محيط الحقل". وتابع، أن "الهجوم أدى لخسارة الإقليم أكثر من 2500 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، وستحتاج الكوادر الفنية إلى يومين على الأقل لإصلاح الخلل وإعادة منظومة الطاقة إلى عملها السابق". وأشار الى أن "الحقل متوقف حاليا عن الإنتاج، والفرق الفنية مستنفرة لإعادة العمل بالحقل، وقد تستغرق العملية أكثر من 24 ساعة، بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالحقل".في غضون ذلك، أعلنت وزارتا الكهرباء والثروات الطبيعية في حكومة إقليم كردستان، انخفاض إنتاج الكهرباء بسبب قصف حقل غاز كورمور. وقالت الوزارتان في بيانٍ لهما، إن الهجوم تسبب بتوقف إمدادات الغاز لمحطات الكهرباء، ما أدى لانخفاض إنتاج الكهرباء بنحو 2500 ميغا واط.

وأضاف البيان، أن فرق الطوارئ لدى الوزارتين تعمل مع شركائها لإعادة الوضع إلى طبيعته واستئناف إمدادات الغاز لمحطات توليد الطاقة. إلى ذلك، شدد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني دلشاد شعبان، على "ضرورة فتح الحكومة العراقية تحقيقا سريعا وعاجلا بشأن استهداف حقل كورمور". وأكد خلال حديثه لـ(المدى)، أن "تكرار استهداف الحقل، يشير إلى ضرورة معالجة الفصائل الخارجة عن القانون، التي لا تحترم الدولة ولا المؤسسات الرسمية". وتابع أنه "حجتهم في كل مرة بأن المقرات المستهدفة هي قواعد عسكرية أميركية أو سفارات، فما هي الحجة من استهداف حقل غازي يغذي محافظات الإقليم ونينوى وكركوك بالغاز والطاقة الكهربائية".

وأردف بأن "على الحكومة العراقية فتح تحقيق سريع وعاجل وكشف النتائج وإعلان الجهات المتورطة بالهجوم ويجب أن ينالوا العقوبات القاسية، لمنع تكرار هذه الهجمات التي تستهدف كيان الدولة ومؤسساتها".

وفي وقت سابق، وجه نائب رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان، قباد طالباني، رسالة بشأن الهجوم على حقل غاز كورمور، قال فيها إنه يدين بشدة هجوم الطائرة المسيرة على حقل غاز كورمور، ويطالب الحكومة العراقية والأطراف ذات الصلة بحماية الحقل.

وقال طالباني في بيان إنه "أدعو الحكومة العراقية والأطراف المعنية إلى إجراء تحقيق شامل فوراً، واتخاذ إجراءات جدية لمنع تكرار مثل هذه الهجمات التي يقتل فيها عدد من المدنيين، وسيكون الشعب الكردي بشكل عام الضحية الرئيسية لها". وأصدرت حكومة إقليم كردستان، بياناً بشأن الهجوم الذي استهدف حقل غاز كورمور بناحية جمجمال في محافظة السليمانية. وأوضح المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان، بيشوا هوراماني، أن "أيادي المخربين والإرهابيين طالت حقل غاز كورمور".

وأضاف أن "تعرض الحقل لأضرارٍ بالغة، ما سيؤثر على نقص الكهرباء بشكلٍ كبير". وأشار المتحدث باسم الحكومة إلى "ضرورة وقف الهجمات المتكررة على حقل كورمور"، داعياً إلى "التنسيق والمساعدة العاجلة مع الأجهزة ذات العلاقة". ويعدُّ حقل كورمور للغاز أكبر حقلٍ للغاز الطبيعي في العراق، تُقدّر احتياطاته بـ 8 تريليون و200 مليار قدم مكعب. ويقع الحقل الذي تبلغ مساحته 135 كيلو متر مربع، في قضاء قادر كرم بمحافظة السليمانية، وتديره حكومة إقليم كردستان منذ عام 2003.

وتشرف على الحقل شركتي دانة غاز والهلال الإماراتيتين، وينتج أكثر من 450 مليون قدم مكعب من الغاز و22 ألف برميل من النفط يومياً.

كما ينتج الحقل 4200 ميغاواط من الكهرباء يومياً، منها 2800 ميغاواط ترسل إلى إقليم كردستان والباقي إلى محافظتي كركوك والموصل.

وينقل حقل كورمور الغاز الطبيعي عبر الأنابيب إلى محطتي توليد كهرباء جمجمال وأربيل، ويوفر 67 بالمائة من كهرباء إقليم كردستان.