اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قناطر: يا أهل شمال البصرة اتقوا الله فيها

قناطر: يا أهل شمال البصرة اتقوا الله فيها

نشر في: 27 إبريل, 2024: 11:23 م

طالب عبد العزيز

هل ما يحدثُ من احتجاج الناس في شمال البصرة يصبُّ في مصلحة المدينة؟ ربما، نعم. فالقرنة والمدينة والدير والشافي والقرى الاخرى بحاجة الى الكثير، والناس هناك لحقهم الحيف، مثلما لحق سكان البصرة ومعظم المدن العراقية، ولم لا؟

فهناك حق والتظاهر حقٌّ مكفول في الدستور، فما ينقص الناس هناك أكثر مما قدِّم اليهم. لكنْ، بات العراقيُّ ومنذ سقوط التمثال في نيسان العام 2003 لا يجدُ آلية في استجابة الحكومة غير التظاهر، أوالتظاهر غير المنضبط أحياناً، حيث تختلف وسائله بين مدينة وأخرى، ويعلم الله والراسخون في السياسة والقمع مخاوف الحكومتين في بغداد والبصرة من غضب واحتجاج البصريين، وفي الاشهر الحارة خاصة، فلهم في ذلك تاريخ وخبرة، منذ انتفاضة العام 1991 الى اليوم، وهذا ما لا أحدَ يريده، إذ أنَّ تظاهرات الأعوام 2018-2019 وأنقاض المبنى الحكومي وسط المدينة الذي أحرق ماتزال ماثلةً، ولولا الاعمال والخدمات والمشاريع الناجحة التي قامت بها حكومة العيداني لأتى الشبان الثائرون على ما بقي شاهداً من معالمها. قد نختلف في طريقة تعامل المحافظ مع التلكؤ بالخدمات والمشاريع المعمول بها في قضاء القرنة والواحي الاخرى، وهي طريقة قد لا تنم عن حكمة في المعالجة، وربما كان ذهابه وجلوسه وأحاديثه وسط المحتجين بناحية الصادق غير موفق هنا، إذ كان عليه تشكيل فريق مهني جامع من السياسيين والمهنيين والاداريين ومعالجة ما يحدث من أخطاء، على وفق نهج علمي وجاد، فظهوره بذاته يضعف إدارته، وهناك خشية من التطاول عليه بما لا يليق، فالجمهور الغاضب منطقة خطر معلومة. أمّا المعالجات عبر وسائط شيوخ العشائر ورجال الدين فعليه تجاوزها، ولا ينبغي عليه تأطير وجود هؤلاء، فما هم بحكماء ولا يقصدون أبعد من مصلحة من يقف خلفهم، وهم معروفون لديه. هل نعيش فعلاً أجواء الديمقراطية؟ قطعاً لا، ثم متى كان العقالُ على رأس الشيخ والعمامة سوداؤها وبيضاؤها مصدر أمن ومثابةً ديمقراطيةً، في اعتماد الحوار والتطلع النبيل، وبناء الاوطان؟ واضح أنَّ محركات الاحتجاج لا تتموضع في معنى الحاجة فيه، والدعوة اليه، وواضح أيضاً أنَّ ما يعتمل ويتراكم وقد ينفجر في شمال البصرة، والامر يخصنا ويهمنا جميعاً، وأنَّ استهداف شخص المحافظ والقاء العبء كاملاً عليه لن يصبَّ في مصلحة المدينة، شمالها وجنوبها. هناك خطى مخلصة تحققت، ومشاريع خدمية غيّرت من وجه البصرة، وفي أماكن كثيرة داخلها وخارجها، يتوجب علينا الحفاظ عليها، فهذه جهود عظيمة ومليارات كبيرة انفقت وأتت نتائجها، ولن تكون خصيصة منطقة دون أخرى. المسؤولية اليوم مشتركة بوجود مجلس المحافظة، والاعضاء المنتخبون من شمال المدينة معلومون لدى الناس هناك، وهم من تقع عليهم مسؤولية وأهمية وأولوية المشاريع، والدفاع عن حقوق الناس فيها، واسخف السخف أنْ يكون أمر الخدمات سبباً في قيام البعض ممن يتحركون على وفق أهواء شخصية، أو أجندات خارجية بالمطالبة بإعلان شمال البصرة محافظة مستقلة، كتلك التي أرادها البعض من أهل الزبير. ماهكذا تكون السياسة، وما هذه إلا من أفعال الرجال الذين لا يرون في مصلحة البلاد أبعد من إشارات أسيادهم، القاضية بتمزيق جثة البلاد، التي نريد لها الحياة ثانية. المدينة أجمل بتنوعها، وأهم بجغرافيتها التي تمتد من الصحراء الى البحر، ومن الاهوار الى الانهار. ولست في موضع الدفاع عن شخص ما، أيًّ كان، أسعد العيداني أو غيره، لكنني أبحث في السبل عن ما يمكننا فعله مجتمعين من أجل المدينة الاحب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

اليوم ..خمس مباريات في انطلاق الجولة الـ 36 لدوري نجوم العراق

بدء التصويت في انتخابات فرنسا التشريعية

"واتساب" يختبر ميزة جديدة عند الفشل بارسال الصور والفيديوهات

تطوير لقاحات جديدة للقضاء على الحصبة نهائياً

الأونروا: سكان غزة فقدوا كل مقومات الحياة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: جمهورية بالاسم فقط

 علي حسين ماذا سيقول نوابنا وذكرى قيام الجمهورية العراقية ستصادف بعد أيام؟.. هل سيقولون للناس إننا بصدد مغادرة عصر الجمهوريات وإقامة الكانتونات الطائفية؟ ، بالتأكيد سيخرج خطباء السياسة ليقولوا للناس إنهم متأثرون لما...
علي حسين

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

قناطر: بين خطابين قاتلين

طالب عبد العزيز سيكون العربُ متقدمين على كثير من شعوب الأرض بمعرفتهم، وإحاطتهم بما هم عليه، وما سيكونوا فيه في خطبة حكيمهم وخطيبهم الأكبر قس بن ساعدة الإيادي(حوالي 600 ميلادية، 23 سنة قبل الهجرة)...
طالب عبد العزيز

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram