واشنطن/ BBC
حذر الرئيس الامريكي باراك اوباما الرئيس السوري بشار الاسد من اللجوء الى استخدام اسلحة كيمياوية في صراعه ضد المعارضين لنظامه، واصفا مثل هذا الاستخدام بأنه سيشكل "خطأ جسيما" وامرا غير مقبول تماما.
في غضون ذلك، يستعد حلف شمال الاطلسي للموافقة على طلب تركيا نشر منظومات صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ على حدودها مع سوريا، حيث سيعقد وزراء خارجية الدول الـ 28 الاعضاء في الحلف اجتماعا لهذا الغرض في العاصمة البلجيكية بروكسل في وقت لاحق اليوم الثلاثاء. وأكد مسؤولو الحلف ان هذه الخطوة دفاعية بحتة.
"عواقب"
وأشار اوباما الى أن العالم يراقب وانه ستكون هناك "عواقب" اذا استخدم النظام السوري مثل هذه الاسلحة ضد شعبه.
وقال أوباما في تصريحاته بواشنطن الاثنين "اذا ارتكبتم الخطأ الجسيم باستخدام هذه الاسلحة، فستكون هناك عواقب وستحاسبون عليها. لا يمكننا ان نسمح بأن يغرق القرن الواحد والعشرين في السواد بسبب اسوأ اسلحة القرن العشرين".
واضاف "سنواصل دعم التطلعات المشروعة للسوريين وسنتعاون مع المعارضة وسنقدم لها المساعدة الانسانية وسنعمل على عملية انتقالية نحو سوريا محررة من نظام الاسد". وكان مسؤولون امريكيون قد أشاروا الى أن ثمة علامات على تحريك النظام لمكونات اسلحة كيمياوية في الايام الاخيرة.وسبق ان حذرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون سوريا من مغبة الاستخدام المحتمل لاسلحة كيمياوية ضد الشعب قائلة انه "خط احمر" بالنسبة لواشنطن.
"اذا ارتكبتم الخطأ الجسيم باستخدام هذه الاسلحة، فستكون هناك عواقب وستحاسبون عليها. لا يمكننا ان نسمح بأن يغرق القرن الواحد والعشرين في السواد بسبب اسوأ اسلحة القرن العشرين"
وقالت كلينتون أثناء زيارة لللعاصمة التشيكية براغ يوم الاثنين "لن أتحدث عن أي تفاصيل محددة بشأن ما سنفعله اذا ظهرت أي أدلة موثوق بها على ان نظام الاسد لجأ الى استخدام الاسلحة الكيمياوية ضد شعبه لكن يكفي القول بأننا نخطط بالتأكيد لاتخاذ اجراء اذا حدث هذا في نهاية الامر.
وقد ردت دمشق في وقت سابق الاثنين على تحذيرات كلينتون مؤكدة أنها لن تستخدم اي اسلحة كيمياوية ضد شعبها، ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية قوله "تعقيبا على تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية التي حذرت فيها سوريا من احتمال استخدام الاسلحة الكيمياوية، فإن سوريا تؤكد مرارا وتكرارا بانها لن تستخدم مثل هذه الاسلحة ان وجدت، تحت اي ظرف كان". زيارة وكان فريق تابع للحلف قد زار فعلا عددا من المواقع جنوبي تركيا استعدادا لنشر بطريات صواريخ باتريوت التي ستستخدم لاسقاط اي صواريخ او طائرات سورية قد تخترق الاجواء التركية.
ويقول مراسل بي بي سي للشؤون الدفاعية جوناثان بيل إن الطلب التركي سيحظى بموافقة الحلف رغم الاعتراضات التي تبديها روسيا التي سيحضر وزير خارجيتها اجتماع اليوم في بروكسل. ولكن المحللين يقولون إن عملية نشر المنظومة الدفاعية الصاروخية - التي ستتكفل الولايات المتحدة او المانيا او هولندا بتزويد تركيا بها - قد تستغرق عدة اسابيع.
وتقول التقارير إن الطلب التركي جاء عقب ورود معلومات استخبارية تشير الى ان دمشق تتدارس امكانية استخدام صواريخ بالستية بامكانها حمل رؤوس كيماوية ضد المعارضين. سحب موظفي الأمم المتحدة تقول الامم المتحدة إن موظفيها يتعرضون "لخطر زائد" من اطلاق النار العشوائي والاشتباكات من الجانبين.
من جانب آخر، قررت الامم المتحدة سحب "جميع افراد الطاقم غير الاساسي" من سوريا مع تدهور الاوضاع حول العاصمة دمشق. وقالت وكالة الانباء الخاصة بالامم المتحدة (ارين) إن نحو 25 من بين مئة موظف دولي يمكن ان يغادروا سوريا الاسبوع الجاري.
وتم ايقاف جميع الرحلات الميدانية خارج العاصمة بصورة مؤقتة نظرا لأن موظفي الامم المتحدة يتعرضون "لخطر زائد" من اطلاق النار العشوائي والاشتباكات من الجانبين.
ووفقا للامم المتحدة، قتل ثمانية من موظفي الامم المتحدة في سوريا منذ بدء الانتفاضة ضد الرئيس بشار الاسد في مارس / اذار 2011. كما قتل 18 متطوعا في الهلال الاحمر االسوري منذ بدء الانتفاضة في سوريا. وقال رادهاون نويسر منسق الشؤون الانسانية في سوريا لارين "اصبح الوضع الامني صعبا للغاية بما في ذلك دمشق".
واضاف "طالما لا تطبق جميع الاطراف في الازمة القوانين الانسانية الدولية وطالما لا توجد ضمانات للعاملين في مجال الاغاثة، يجب على الامم المتحدة ان تراجع حجم وجودها في البلاد وطريقة تقديم الخدمات الانسانية".