 ترجمة/ حامد أحمد

كشفت مصادر مقربة من الحكومة في بغداد ومن فصائل مسلحة عن ان الهدنة غير المعلنة التي أدت الى إيقاف فصائل مسلحة هجماتها على قواعد تضم قوات أميركية في المنطقة منذ شهر شباط ما تزال قائمة على الرغم من وقوع هجومين مؤخرا، مشيرين الى انها قد تستمر لحد الأسبوع الأول من شهر أيار القادم.

وذكرت المصادر في تصريحات لموقع، "ذي ناشنال"، الاخباري ان الهجمات على قاعدتين اميركيتين في العراق وسوريا لم تكن بموافقة المنظومة التي تنضوي تحتها الفصائل المسلحة، مما يشير ذلك الى احتمالية وجود خلافات ضمن الفصائل فيما يتعلق بالستراتيجيات العسكرية.

وكانت الصواريخ التي أطلقت على اهداف لقوات أميركية هي الأولى منذ أوائل شهر شباط عندما تم التوصل لهدنة ما بين واشنطن وبغداد وطهران. ومن جانبها اكدت الخارجية الأميركية في بيان لها وقوع أحد الهجومين.

مع ذلك ذكر مصدر أمني مقرب من الحكومة لموقع ذي ناشنال ان الهدنة "ما تزال قائمة" رغم الهجمات وان الإيقاف غير المعلن للهجمات "سيستمر لإكمال فترة الثلاثة أشهر، لحد الاسبوع الأول من أيار".

كتائب حزب الله، احد اكبر الفصائل المسلحة نفوذا، نفت في بيان لها مسؤوليتها عن الهجوم الأول، وبعد ساعات معدودة فقط على التصريح الذي نشر على موقع تيليغرام ادعت انها استأنفت هجماتها على أهداف أميركية.

وأضاف المصدر بقوله "ليس هناك قرار مركزي من قيادة الفصائل يدعو لتنفيذ الهجمات على القواعد الأميركية. من الأرجح ان يكون ذلك فعل افراد ضمن الفصائل قرروا تنفيذ الهجوم".

ويبين المصدر ان الفصائل المسلحة منقسمة على نفسها من الموقف إزاء الهدنة، واصفا الوضع فيما بينها على انه " فوضوي".

وكانت فصائل مسلحة في العراق وسوريا قد باشرت بتنفيذ هجمات تنسيقية على مصالح وقواعد أميركية في المنطقة وذلك منذ شن إسرائيل هجماتها وغاراتها الجوية على قطاع غزة اعتراضا على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها ضد غزة مطالبين بإيقاف فوري للحرب، حيث تشير مصادر صحية فلسطينية لوقوع أكثر من 33 ألف قتيل لمدنيين في غزة جراء الغارات الاسرائيلية.

وكانت هدنة إيقاف الهجمات ضد قوات أميركية قد جرت عقب الهجوم الذي وقع في شهر كانون الثاني مستهدفا قاعدة أميركية على الحدود الأردنية السورية التي قتل فيها ثلاثة جنود اميركان. اتهمت واشنطن في حينها المقاومة الإسلامية في العراق التي تضم فصائل من بينها كتائب حزب الله.

وذكرت مصادر انه منذ ذلك الوقت حاولت نقاشات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وايران ان تبني على تلك الهدنة غير المعلنة في العراق لتتوسع وتشمل مناطق عمليات أوسع في الشرق الأوسط.

عضو برلمان مقرب من الفصائل المسلحة ذكر في تصريح لموقع ذي ناشنال، ان هناك انقسامات داخل هذه الفصائل حول موضوع استئناف الهجمات ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا.

ومضى بقوله "قسم من الفصائل، بضمنهم كتائب حزب الله، يدفعون باتجاه الغاء الهدنة بسبب ما اعتبروه مماطلة من قبل الاميركان وضعف الموقف العراقي إزاء مناقشات انسحاب القوات الأميركية".

وقال ان موضوع انسحاب القوات الأميركية لم يكن ضمن برنامج زيارة رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، لواشنطن هذا الشهر ، مما زاد ذلك من غضب هذه المجاميع ، ولكنه اكد أيضا ان "الهدنة ما تزال قائمة وليس هناك أية مؤشرات لحد هذه اللحظة على انهيارها".

وكان رئيس الوزراء العراقي قد زار واشنطن الأسبوع الماضي في رحلة قال عنها إنها ستفتح " فصلا جديدا" في العلاقات الثنائية في وقت تدفع فيه بغداد الولايات المتحدة لسحب قواتها من البلاد.

وكانت الضربات الأميركية على مقرات للحشد داخل العراق منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 تشرين الأول قد ولدت ضغوطا على الحكومة في بغداد للاستجابة لمطالب قديمة داعية لاخراج قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من البلد. حيث يتواجد هناك 2,500 جندي أميركي بصفة مستشارين ومدربين ضمن مهمة التحالف الدولي ضد داعش.

وفي 27 كانون الثاني شرعت الولايات المتحدة والعراق بأول جولة مباحثات رامية لإنهاء مهمة التحالف. وتتوقع بغداد ان تؤدي المفاوضات لوضع جدول زمني لتقليص تواجد قوات التحالف والتوصل لاتفاقيات أمنية ثنائية مع الشركاء.

مصدر مقرب من الفصائل المسلحة قال ان الهجمات الأخيرة على القوات الأميركية كانت بمثابة "تهديد" من قبل بعض الفصائل التي "لم تقتنع بما رجع به رئيس الوزراء من زيارته لواشنطن".

وأضاف المصدر قائلا "لم يتم التوصل لموعد محدد او جدول زمني متعلق بوقت خروج قوات التحالف بقيادة الاميركان، والذي يعتبر أحد المطالب المركزية للفصائل".

عن: موقع ذي ناشنال الإخباري