اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > رواية (التفاصيل)المرشحة للقائمة القصيرة لجائزة البوكر للعام 2024:حنين الى الماضي وتأملات وجودية غريبة

رواية (التفاصيل)المرشحة للقائمة القصيرة لجائزة البوكر للعام 2024:حنين الى الماضي وتأملات وجودية غريبة

نشر في: 24 إبريل, 2024: 12:41 ص

ترجمة: عدوية الهلالي

ضمن القائمة القصيرة للروايات المتنافسة على جائزة بوكر الأدبية البريطانية لعام 2024، تم ترشيح رواية "التفاصيل" للكاتبة إيا جينبرج، والتي ترجمتها من السويدية الى الإنكليزية كيرا جوزيفسون.

والكاتبة إيا جينبرج هي مؤلفة من أكثر الكتب مبيعًا في السويد. وقد تم بيع أكثر من 200 ألف نسخة في بلادها من روايتها " التفاصيل "، وترجمت في 30 دولة. وهي نص من الشمال تغمره لهجتها الرقيقة والحزينة.

ورواية السويدية إيا جينبيرج، ليست قصة واحدة، بل أربع قصص تتبع بعضها البعض. حيث تتذكر الراوية أربع نساء ورجال كان لهم أهمية في حياتها، والذين ميزوا وجودها. وهذه الذكريات، السعيدة أو الحزينة، لهذه الصداقات أو الحب، وهذه العائدات من الماضي تسمى "التفاصيل"، فهي تأخذ أشكالًا مختلفة وتشكل هذه المذكرات.

كانت جوانا عشيقتها وقد تركت له كتذكار صورة الكاتب بول أوستر الكلبية ورسالة لاصقة تقول: "29 مايس 1996، من فضلك تعافى سريعًا. يوجد عصير تفاح وفطائر في مطعم فريا نوب. قبلاتي.. كانت قد شاركت حياتها مع جوانا وعاشت معها حب الجسد والكتب. وهذا أيضًا "تفصيل" وهو مزيج ذكي من الذاكرة والحاضر.. الذاكرة التي تطل علينا من بطاقة بريدية، وأوراق لاصقة تم العثور عليها، فتجلب الماضي إلى السطح. وقد يبدو هذا مبتذلاً، أو قصصيًا تقريبًا، لكنه مؤثر.

وهناك تفاصيل عن نيكي، وهي نوع من أفضل الأصدقاء الغاضبين.. وهناك أليخاندرو الذي كان جميلاً كإله وبقيت رقصته كطفل في ذاكرتها قبل أن يتركها ويرحل إلى عالم آخر. أما آخر ظهور، فكان لوالدتها، بيرجيت. و"تفاصيل" الأم ستكون بعض صور المراهقة والجنون. تقول عنها في الرواية "لقد نزلت إلى الهاوية ولم تعد إلا مرة واحدة. وفي ذلك الشتاء، ظل العالم ملعبًا لروحها. لكن الصرخات والجنون اختفت مع نظراتها الهائمة...

وتنتمي رواية "التفاصيل" الى نهاية القرن الماضي وفجر الألفية الجديدة. إنها قصة شباب سويدي، ولكنها يمكن أن تكون قصة جميع بلدان أوروبا التي فكرت قبل ليلة رأس السنة اللعينة من عام 2000 (واحدة من أكثر المقاطع المؤثرة في الكتاب) في اكتشاف عالم مشرق، لأن هناك ضوءًا في كتابات إيا جينبرج. وهي أيضًا الرواية الأدبية التي تصاحب حياة الراوية. إنها تريد أن يصبح كاتبة، ولكن من المماطلة إلى الفشل،إذ كان للقراءة الأسبقية على كتاباتها، لذا تصبح الكتب عكازات لحياة مرهقة. كالفينو، وأوستر، وإنكويست، وكونديرا، كانت أعمالهم التي عثر عليها بعد سنوات عديدة، في زاوية المكتبة، تستذكر ليلة، أمسية، منظرًا طبيعيًا، وعناقًا.

وهكذا يكون للقارئ الإذن بالتدخل في هذا الوجود العائم إلى حد ما، والأثيري إلى حد ما، وفي مطلع الصفحة يظهر الواقع القاسي. وعندما تتركها جوانا تقول: "ولكن بنفس الطريقة التي لا تختار بها موتك، لا يمكنك اختيار نتيجة علاقة منتهية". كما تختفي نيكي دون أن تترك عنوانًا ويعلن أليخاندرو الوسيم جدًا أنه سيعود يومًا ما. (التفاصيل)هي يوميات غريبة ورائعة في أرض تضم الذ المقتطفات: "كان الأدب لعبتنا المفضلة، جوانا وأنا، لقد قدمنا بعضنا البعض للكتاب والموضوعات، والعصور والمناطق، والأعمال القديمة أو المعاصرة من مختلف الأنواع الأدبية. كانت أذواقنا متشابهة ولكنها متميزة بما يكفي لتؤدي إلى محادثات مثيرة للاهتمام حول أعمال معينة، تباينت وجهات نظرنا (أوتس، بوكوفسكي)، وتركنا البعض الآخر غير مباليين (جورديمر) وشاركنا حب الآخرين مرة أخرى (أسترغرين، كريلون، ليسينج). ومن خلال سرعة قراءتها (كونديرا، وكل روايات الإثارة)، عرفت أنها كانت تشعر بالملل وتريد الانتهاء في أسرع وقت ممكن؛ لقد حرصت على إنهاء الكتب التي بدأتها، تمامًا كما أكملت جميع تدريباتها وأطروحاتها ومشاريعها".

لقد وصف احد النقاد رواية " التفاصيل " بعد ترشيحها بأنها "تحملنا إلى أماكن قد لا تطؤها أقدامنا أبدا، وتربطنا بأحاسيس وذكريات جديدة، وتفتح عالمنا على مناطق جغرافية شاسعة من العقل، وغالبا ما تظهر حياة تعيش على خلفية التاريخ"...وتذكرنا بعض الكتب باللحظة التي نقرأها فيها. المكان، الجو، دفء الاتصال. فعندما تكون الراوية في حالة من الحمى الشديدة، ومن دون أن تتمكن من تفسير السبب، تريد فجأة إعادة قراءة (ثلاثية نيويورك) لبول أوستر. بعد خمسة وعشرين عامًا.ومن هنا، تبدأ بتذكر لحظات من حياتها، وأبرزها فترة العشرينات من عمرها في التسعينيات، في فجر مطلع عام ألفين. وتشكل التقلبات والانعطافات في ذكرياتها نثرًا مغناطيسيًا يتغذى على الحنين إلى الماضي والتأملات الوجودية التي لا تقاوم.

ويبدو أن وجودها يتلخص في أربع علاقات بما في ذلك الحب الذي لا يمحى، والصداقة البريئة، واللقاء الزائل. إنها ترسم صورًا لا تُنسى وموضوعاتها هي من يحكي ومن يُحكى.اما البطلة في الرواية فهي "منغلقة ومرنة في الوقت نفسه، بسيطة للغاية ولكنها ملتوية بعض الشيء، وواضحة بقدر ما هي مذعورة. لقد تخلت عن دراستها لتتجه إلى الكتابة، وكانت جوانا،القريبة جدا، والقارئة التي لا يمكن الاستغناء عنها لنصوصها، تشاركها نفس الشغف بالأدب. وبعد سنوات عديدة من رحيل جوانا المفاجئ، تتخذ قرارًا بالتوقف عن الكتابة. وعندما تقع عيناها أيضًا على النسخة الرثّة من كتاب "إذا كان مسافرًا في ليلة شتوية" الذي قدمه بالي، يعود إليها هواء المطبخ العفن وتشم رائحة أوراق الشاي، وهكذا ترتبط الكتب لديها بالذكريات الجميلة والمؤلمة معا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram