 الموصل/ سيف الدين العبيدي

فعاليات مهرجان الربيع للعام الحالي، كانت موصلية بحتة وبسواعد شبابية، على عكس العام الماضي، عندما كانت جميع الفرق الفنية من العاصمة بغداد وبحضور ناجح ولافت.

واعتمدت ام الربيعين هذه المرة على ابنائها في تقديم جميع فعاليات هذا الكرنفال، وكان ختامها مسك مع "اوركسترا وتر" التي اقامت حفل اختتام المهرجان على مسرح جامعة الموصل ثاني اكبر مسارح العراق، في امسية موسيقية موصلية لاقت صدى واسعا من الموصليين الذين صفقوا لها بحرارة بما قدمته من أداء يفوق الوصف على مدار ساعة من الزمن.

وبحضور كبير للعوائل والشباب فاق عددهم 1500 شخص، وقد افتتحت الامسية بمعزوفة "موصلنا فرحانة" ثم عزفت انشودة "ام الربيعين" وهي من كلمات سالم الخباز التي كتبها في سبعينات القرن الماضي ولحنت عام 2010 على يد الموسيقار الموصلي الراحل اكرم حبيب، كذلك عزفت مقطوعات اخرى وهي عايدة يل عايدة، الف ليلة وليلة، ايام زمان، قارئة الفنجان، رومانيات، العودة الى الموصل،بالإضافة إلى موسيقى من كافة اطياف ام الربيعين.

ويقول مايسترو اوركسترا وتر محمد محمود في حديث لـ(المدى)، إن "هذا الحفل يعني له الكثير خاصة انه يأتي ضمن اهم مهرجان على قلوب الموصليين وهو مهرجان الربيع"، مبينا أن "ما ميز هذه الامسية هي بنوع المقطوعات القديمة التي عزفت لأول مرة امام الجمهور الموصلي بشكل مباشر وبطريقة توزيع جديدة".

واشار المايسترو ان "الحفل ايضاً شهد إضافة او ظهور كورال مع الفرقة ولأول مرة في تاريخ ام الربيعين الفني ان يكون كورال مع فرقة موصلية موسيقية". واضاف انه "قدم لوحات موسيقية تراثية موصلية كانت تغنى في مهرجانات الربيع في القرن الماضي وذلك لأضفاء روح الجمالية على المهرجان، وان الجمهور ابهره بتفاعله". من جهته، وصف عازف الناي بالفرقة اورهان البياتي في حديث لـ(المدى)، الحفل بـ"الرائع" وانه كان عيد بالنسبة لأهالي نينوى والتمس تفاعل الجمهور الكبير الذي وصل إلى حد الهيجان في التصفيق، مبينا ان العرض تميز كونه اضيف اليه كورال غنائي. واضاف البياتي ان "الجمهور العربي بشكل عام يحب سماع الموسيقى المغناة وقد قدمت اليوم وان بعض الاغاني قد غناها الجمهور والفرقة كانت فقط تعزف مثل اغنية "الف ليلة وليلة" و "قارئة الفنجان".

بدوره، يقول مغني الكورال سعد محمد في حديث لـ(المدى)، انه "كان خائف من فكرة المشاركة مع الفرقة ككورال لكنه اندهش من ردة الفعل الايجابية، وهذا يعود الى الذوق الموسيقي الذي يمتلكه الجمهور الموصلي"، لافتا الى أن "هذا الامر يشكل حافز كبير لهم وسيدفعهم لتطوير عملهم وتقديم الافضل في المستقبل". وبين محمد ان "فكرة انشاء كورال جاءت من المايسترو محمد محمود ومساعده محمد صالح في اختيار افضل الاصوات من الشباب والبنات واختير 16 مغنياً، 5 فتيات و11 شاباً". واكد ان "فترة التحضيرات كانت قصيرة جداً وبضغط عالي بالعمل لكنهم استطاعوا ان يخرجوا في أبهى صورة فنية".

إلى ذلك، يرى عازف العود مصطفى نبيل في حديث لـ(المدى)، "ما قدم من اعمال موسيقية كان لها علاقة بفصل الربيع وتاريخ الموصل وتاريخ هذا المهرجان بحد ذاته وانها مثلت كافة اطياف ام الربيعين بأختلاف اديانها وقومياتها"، مضيفا انه "سعيد بمشاركته في حفل الاختتام،واكد انهم كفرقة ارادوا نقل صورة ورسالة للعالم ان الموصل هي مدينة تتسم بالبهجة والفرح".

واشار الى ان "الجمهور كان متفاعلاً كثيراً مع المقطوعات الشرقية وخاصة لأغاني ام كلثوم وعبدالحليم حافظ".

من جانبه، يقول الصحفي جرير محمد لـ(المدى)، إن "وجود اوركسترا وموسيقى وفن هو دليل تعافي ثقافي، وواحد من سمات المدن التي تزدهر بسماتها الفنية، وان الموسيقى هي اداة لصقل الذائقة داخل الانسان وان كل شخص موصلي بحاجة لذلك".

وتابع، "من المهم مواصلة إقامة هذا المهرجان وإقامة العروض الفنية وان تكون الجهود الشبابية مستنفرة وانا مع محلية المهرجان وتدويله بمعنى ان تكون الطاقات المحلية من الامكنة والتراث والشباب العاملة لغرض إبراز دور وجمال الموصل، وان تضع اللجنة القائمة على المهرجان إمكانية تحديد مواقع اخرى لإقامة الكرنفال وكذلك تحديث المواكب وان يكون مهرجان دولي ومحافظ على طابعه المحلي".