اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > جامعاتنا ورموزنا الثقافية والفكرية..أكاديميون: الحياة الجامعية العراقية، تفتقر الى تلك المبادرات التي فيها حياة

جامعاتنا ورموزنا الثقافية والفكرية..أكاديميون: الحياة الجامعية العراقية، تفتقر الى تلك المبادرات التي فيها حياة

نشر في: 22 إبريل, 2024: 11:45 م

علاء المفرجي

تحرص الجامعات الكبرى في العالم على منح قيمة كبيرة للمنجز الثقافي في بلدانها، مثلما تحرص الى تضييف كبار الرموز الثقافية في البلد لإلقاء محاضرات على الطلبة كل في اختصاصه، ولإغناء تجربتهم معرفتهم واكسابهم خبرات مضافة، فضلا على خلق نموذج يستحق ان يقتدى من قبل هؤلاء الطلبة في المستقبل.

السؤال الذي توجهنا به لعدد من مثقفينا هو لماذا لا تمنح الجامعات العراقية فرصة لمثقفينا في هذا المجال، وهو الأمر الذي لا يكلفها أي عبء، سوى الفائدة التي تجنيها من وراء ذلك.. فاستضافة رمز ثقافي في الجامعة مثلا، ليدلي بخزين ثقافته ومعرفته الى الطلبة، سيعكر الحياة الجامعية مثلا.؟

وحيث نطرح السؤال لعدد من مثقفينا أولا لبيان أرائهم ووجهات نظرهم بذلك، فأننا سنلقي الكرة أيضا في ملعب الجامعة من خلال أراء المتنفذين والأساتذة في هذه الجامعات لتدافع بدورها عن رأيها.

د. عبد المطلب محمود العبيدي: الأمرمتعلق بمحدودية زمن الفصل الدراسي، ووجوب إكمال المادة المقررة

للقضية التي تعرضون لها أكثر من وجهة.. منها عدم اعتياد كلياتنا الأدبية على هذا التقليد الثقافي - التربوي، وإذا حصل مرات فيكون بصيغة تضييف شاعر أو روائي للحديث عن تجربته في زمن لا يتعدى زمن محاضرة بساعة أو ساعتين كل كذا سنة.

بمعنى أنها ليست كما نقرأ ونسمع عن منح جامعات راقية كرسياً دائماً لهذا الشاعر أو ذاك الروائي، مثلما حصل - كما أتذكر - مع الشاعرين أدونيس وأحمد عبد المعطي حجازي في فرنسا، قبل حصولهما على شهادة الدكتوراه، فقط لأنهما شاعران مميّزان، والحديث يطول عن أسماء عدة كثيرة في بلدان أخرى.

هذه وجهة؛ والوجهة الثانية متعلقة بمحدودية زمن الفصل الدراسي عندنا، ووجوب إكمال المادة المقررة، بما لا يتيح ضيق الوقت ل(التفريط) بوقت محاضرة بتضييف أي مبدع «خارجي» لكي يقتطع جزءاً من زمن الدروس المقررة، أو خسارة أستاذ المادة لمبلغ محاضرته!

ومن وجهة ثالثة، ثمة أمران مهمّان: الأول له علاقة بثقافة التدريسي العامة، أي عدم امتلاكه معرفة كافية بالأسماء المهمة أدبياً (شعراء وقاصّين أو صحفيين وغيرهم) واقتصار معرفته على ما استكمل به متطلبات الحصول على شهادته العليا، وهؤلاء يشكلون أكثر من ٨٠% إن لم أقل أكثر من هذه النسبة، في وسطنا الجامعي الذي عملت فيه وخبرتُه مباشرةً، والأمر الثاني خشية هؤلاء وأشباههم من افتضاح «أسلوبهم» المدرسي (الدرخ - تلقيني) مع طلبتهم، عندما يستمعون إلى تجربة شاعر أو سارد أو إعلامي، فيها غنى في التفاصيل يثير إعجابهم ودهشتهم، إن كان ذا قدرة وإمكانات فنية وفكرية ينطلق منها في عرض لا تجربته وحده، بل تقديم عرض شامل لميدان تخصصه، ويفتح المغلق من عقول الطلبة وما تعوّدوا على قراءته في كتب وملازم محدودة المعلومات (تنظيرية غالباً) أو سمعوه من مدرس/أستاذ المادة، المحدود الثقافة.

وهناك وجهات أخرى لا أظن المجال يتسع لعرضها، لكنني أستطيع القول أخيراً؛ إننا في كليات الآداب والتربية تحديداً كنا نتلقى دروسنا على أساتذة «ثقيلي» الأسماء واسعي المعارف، تلقى أغلبهم شهاداتهم من جامعات عالية المستوى، بل اكتسبوا قدرات عالية في أساليب التدريس وفنونه، لم يعد معظم تدريسيي الحاضر يمتلكون عُشر معشارها.

د. جبار خماط: المعلومة الجديدة، تتطور بالحوار والاصغاء للخبرات الوافدة من الحياة

يراد من الجامعات ان تكون فواعل ثقافية تحقق منسوبا عاليا من الايجابية في الفكر والسلوك ينعكس واضحا على حياة المدن وتطورها البيئي والاجتماعي والذوقي العام، ولان الجامعات من اصول فكرية متنوعة في بعديها الانساني والعلمي الصرف، فاننا يمكن ان ننظر الىها بوصفها مكون عضوي مادي وبشري، متى توازنت حاجتها الفكرية والسلوكية، كان المردود ايجابيا على تطور الحياة، هنا ينبغي ان نسأل، هل تتطور مخرجات الجامعات من انعزالها ام من تواصلها مع الحياة الثقافية والادبية خارج اسوار الجامعة؟ ماذا عن التواصلية بين وعي الطلبة والاساتذة مع تطور المنظور الادبي والثقافي محليا وعربيا ودوليا؟ هل يمكن ان نؤسس طالبا جامعيا موسىوعيا في معارفه وعلومه؟ اتذكر قول الاستاذ (بدري حسون فريد) وهو يتواصل معه طلبته قائلا؛ ينبغي على الطالب الجامعي ان يكون مكتبة متنقلة، يمعنى معارف متنوعة وليست مجموعة معلومات تمثل اختصاصه الدقيق، هذا الكلام يدفعنا للقول والمبادرة افتحوا: ابواب الجامعات للخبرات العراقية الثقافية والادبية للتواصل مع الطلبة في حوار مفتوح يعلم الطالب الاستدلال واكتشاف المعلومات الجديدة، التي تفيد وتجعل من مزاج الطالب منتميا ومتواصلا مع الاخر والبيئة على نحو ايجابي.

للاسف ما نراه في الحياة الجامعية العراقية، الافتقار الى تلك المبادرات التي فيها حياة وانتقال من الساكن الى المتحرك في التفكير والعمل. «انت لم تتكلم حتى اراك « قالها ارسطو لمعرفة ذلك الطالب الذي يفكر ويستدل ويقترح، حين يصغي للمعلومة الجديدة، التي تتطور بالحوار والاصغاء للخبرات الوافدة من الحياة، حين تتواصل مع اديبا او فنانا أو مثقفا فاعلا، فانت تتواصل مع خبرات عجنتها الحياة بصعوباتها ويسرها، حتى صارت منارا يستدل به ويسعى اليه من يسترشد نجاحا وتميزا من تلك الخبرات، لذا مبادرة التفاعل مع المثقف في حوار مباشر داخل اسوار الجامعة، يحقق تطورا في العقل التحليلي للطالب بعد تواصله مع الحياة مستقبلا. فلو بادرت الجامعات لمثل هذه المقترحات والاعلان عن (حوار ومحاور) يأتي من الحياة الثقافية شاعرا او روائيا او ساردا ثقافيا، يقتح ابواب الحوار المغلقة، لتدخل اشعة شمس المعارف الجديدة التي تنعش من وعي وذاكرة الطالب الجامعي، قطعا سينهي حياته الجامعة على رصيد كبير من المعلومات استقاها وتعلمها وطورها من الاصغاء والحوار مع تلك الخبرات الثقافية الزائرة للجامعات بقصد تبادل الافكار وصناعة مقترحات ثقافية جديدة، ندفع طلبتنا لتنظيمها وتنميتها في حياتهم العملية بعد التخرج.

د. صالح الصحن: تعميق سمة الاستزادة المعرفية والعلمية والمهنية.

نرى وبقناعة راسخة ان المناهج الدراسية في اغلب جامعات العالم المتقدمة تتضمن التفاعل الخلاق بين المفردات الدراسية النظرية والتطبيقية مع الواقع الميداني العملي في الحقول العملية المناظرة للتخصص،، لتعميق سمة الاستزادة المعرفية والعلمية والمهنية. والواقع الثقافي من أهم الحقول والتخصصات التي يفضل ان تكون بأمس الحاجة إلى ذلك التقارب بين دراسة اجناس الثقافة وبين رموز الثقافة المبدعين الكبار، فدراسة الشعر نظريا لا تكفي عند مقاعد الدراسة فقط، وإنما تدعمها منصات الشعر فهي الاكثر اغناء في هذا التعلم، وكذلك الاطلاع على تجارب النماذج المتقدمة في نظم الشعر وبناءه كصنعة جمالية ذات سياقات ابداعية تتعدى حدود التقليد، وكذا الحال بالنسبة للرواية والقصة واجناس الأدب كافة، وكذلك في الفنون السمعية والبصرية فمثلا كيف ندرس السينما ونحن لا ندخل بابا لاستوديو التصوير والمونتاج ولن نرى الكاميرا؟، وكيف ندرس فنون وعلوم الأضاءة ونحن لم نقوى على تشغيل منظومات التحكم في تصاميم الاضاءة أو استضافة خبراء الحرفة في الاخراج والتصوير والمونتاج لتعزيز مستوى الفهم والوعي والاشتغال الحرفي لهذا الاختصاص أو غيره، فالحاجة الى استضافة كبار المثقفين والفنانين المبدعين في الحقول الابداعية هو الاسلوب الأمثل لجعل الدراسة ذات هدف أكثر نضجا يحرص على تحقيق الغاية المرجوة في تنمية مهارات الطلبة نحو الارتقاء في الخلق والابتكار في الحقل الثقافي أو الفني. فالجامعات العالمية المتقدمة في العالم تحرص ضمن برنامجها الستراتيجي تعليم الهندسة مثلا على مقربة من التفاعل التطبيقي في المصانع والورش وميادين بناء العمارة والتصاميم والمخططات الهندسية لكبار علماء الهندسة، وكذا الحال في تعليم الأطباء ضمن فضاءات ردهات المستشفيات وغرف العمليات ومختبرات التحليلات، وغرف الطواريء والحالات الحرجة مع اشهر الأطباء الاستشاريين والجراحين لتأسيس الأسس العلمية والمعرفية العالية في بناء الأجيال، ولهذا يمكن الأخذ بمبدأ ان استضافة الرموز الثقافية بمختلف الاختصاصات الادبية والجمالية والاستماع إلى منجزاتهم الابداعية في اروقة الجامعة ستتيح للطلبة الأجواء الاكثر خصوبة للعطاء والابداع والجمال،وعدم الاكتفاء بسياق المحاضرة النظرية فقط.

د. سالم شدهان: استضافة أي رمز فنّي أو ثقافي سيسهم مساهمة فعّالة في زيادة وعي الطالب

في العراق الكثير من المبدعين في حقل الكتابة والاخراج والنقد والتصوير والمونتاج..الخ ممّن يعملون أما في وزارات اخرى ودوائر اعلامية مختلفة. وهؤلاء المبدعون الذين خاضوا تجاربهم في المجال العملي يمكنهم أن يضيفوا للطلبة في المراحل الأولية وحتى العليا المزيد من الافكار والمعلومات الدسمة.

والحقيقة ان الوزارة والجامعة وضعت ذلك في الحسبان وعقدت الكثير من الورش لكن بسبب ايام العطل الكثيرة, والمناسبات والاعياد الكثيرة تعطّلت وقلّت الكثير من هذه الورش لأن الكلّيات محكومة بمقررات ومنهج يجب على الاستاذ والطالب أن يلتزموا به, بالرغم من أن الكلّية ترحّب بذلك وتدعوا ان يكون هناك منهاجا للورشات هذه وفق جدول معلوم ومتفق عليه, فمثلا تم استضافة الكاتب المهم صباح عطوان في جلسة مهمّة, كذلك استضاف قسم السينما والنتلفزيون في مهرجانه السنوي أكثر من شخصية روائية مهمة, لكن والحقيقة تقال هناك ضعف في هذا المجال وعلى الكلّيات العراقية ان تعمل على استضافت الشخصيّات المميزة في مختلف الحقول الابداعية وحتى العلمية, وتشجيع الطلبة على متابعتها وتعدّها جزءا مهما من مناهجها السنوية.

وان استضافة أي رمز فنّي أو ثقافي سيساهم مساهمة فعّالة جدا في زيادة وعي الطالب وتعرّفه عن قرب على المبدع الذي سوف يكون حاضرا امامه كأن يكون مخرجا ويتم عرض احد افلامه والحديث معه عن اهم مراحل انجاز هذا الفيلم علما ان الكلّيات تهتم بالدروس العملية ولكن بسبب تقاعد الكثير من اساتذة الفن الذين لهم تجارب عملية جعلت من هذا المشروع الذين تسعون له في غاية الاهمّية والضرورة. مما سبق انا اعلن عن تأييدي الكبير لهذه الدعوة واتمنّى, بل وسأسعى بكل جهدي أن يتحقق ذلك.

د. علي المرهج: مرتبط بطبيعة النظام التعليمي عندنا القائم على استكمال منهاج الدراسة

يبدو أن سؤالك قائم المصادرة وكأن الجامعات فعلًا لا تستضيف مثقفين أو رموز ثقافية!! ربما لو قلنا هناك عدد قليل يستضاف من الرموز الثقافية في الجامعات لكان أصح من وجهة نظري لأننا في كليات الآداب والتربية اللتين هما أقرب للإهتمام بما يقدمه المبدعون نستضيف كل سنة عددًا منهم، مثل كاظم الحجاج ود. حاتم الصكر وسعيد الغانمي وفاضل ثامر وعبدالجبار الرفاعي وآخرون لا تحضرني أسماؤهم وهؤلاء جميعًا هم رموز ثقافية لا أظن هناك من يختلف على ذلك، لكن مع كل هذا الاستضافات لم تكن بالمستوى المطلوب من جهة استقطاب عدد أكبر، وهذا من وجهة نظري مرتبط بطبيعة النظام التعليمي عندنا القائم على استكمال منهاج الدراسة وفي حال تعددت الاستضافات يكون من الصعب استكماله هذا من جهة، ومن جهة أخرى هو تسنم بعض المسؤولين غير المعنيين بالمشهد الثقافي، بل بعض منهم لا يعرف هذه الأسماء التي ذكرناها ولا غيرها لأنهم مهمومون بالعمل الإداري وكيفية الحافظ على المناصب بعقد صلات مع قيادات في تيارات سياسية او دينية فاعلة في المشهد. من جهة أخرى هو نوعية الطلبة الذين هم في الأغلب لا يهتمون بالثقافة وما يشغلهم هو وسائل التواصل الاجتماعي وهم يعرفون المنشدين والرواديد والنطربين والبلوكرات والفاشنستات ويهتمون بمتابعة أخبارهم أكثر من متابعتهم لدروسهم، فكيف الحال إذا استضفنا روائي أو مفكر هم يحضرون للقاعة بالسخرة ويغادروها وهو يتحدث في أحيان كثير لأنهم نتاج ثقافة الصورة لا ثقافة التفكير والإبداع الثقافي.

د. كريم شغيدل: الأثر محدود والمبدعون أقلية

تقوم بعض الأقسام العلمية، لا سيما أقسام اللغة العربية باستضافة بعض الأدباء شعراء ونقاداً وكتاباً، وبصورة محدودة، لكن السؤال الأهم هو هل هناك جدوى حقيقية من ذلك، الطلبة سرعان ما يتسربون من المحاضرة أو الجلسة النقدية أو الشعرية أو السردية التي استضفنا فيها أحد المبدعين، لأنهم يجهلون قيمته وقيمة إبداعه، بل هم موجودون أصلاً من أجل الحصول على شهادة قد تسعفهم في التعيين، فضلاً عن عزوف غالبية التدريسيين عن حضور مثل هكذا فعاليات- تضطر بعض الأقسام إلى تسجيل الحضور ومحاسبة المتغيبين- لأنهم أصلاً لا علاقة لهم بالإبداع، وإن حضروا فمن باب احتساب حضورهم نشاطا في التقييم السنوي، فالغالبية العظمى منهم يعتمدون على ملزمة معدة منذ سنوات يتم شراؤها من المكتبات ومن ثم تلقينها للطلبة خلال المحاضرات في انتظار يوم الراتب، التدريسيون الذين لهم علاقة بالإبداع والثقافة والمعرفة هم الحلقة الأضعف في الوسط الأكاديمي الذي يتسيده المنتمون لبعض الجهات الحزبية، والأساتذة الذين يعدون العمل الأكاديمي مجرد مهنة هم الأغلبية، كما أن الطلبة أنفسهم لا تروق لهم المحاضرات ذات القيمة العلمية والمعرفية والثقافية والمصادر المتعددة، ولا تروق لهم أساليب الاجتهاد والعصف الذهني أو المشاركة أو الاستعانة بالمصادر والمراجع، لقد أدمنوا على أساليب التدريس التقليدي المتخلف، ملزمة جاهزة وقراءة من أجل نيل درجة النجاح، المستويات العلمية دون المستوى فلا جدوى من أي نشاط ثقافي أو معرفي، ومع ذلك لا نقطع الأمل فليستفد 1% على سبيل المثال، ليس ثمة قطيعة بين الوسط الأكاديمي والمبدعين، لا سيما على مستوى الدراسات العليا، فغالبية رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه اليوم تتناول تجارب لمبدعين عراقيين وتتم استضافتهم أثناء المناقشات، بعد أن كانت الأكاديمية تمنع دراسة من هم أحياء، وأرى أن غالبية أقسام اللغة العربية في مختلف الكليات والجامعات تقوم باستضافة المبدعين وإن كان الأثر محدوداً، لكن ما بالنا بالأقسام الأخرى؟ كأقسام الفلسفة مثلاً والتاريخ والجغرافية والاجتماع وعلم النفس واللغات وغيرها؟ والأمر مطلوب حتى في الأقسام العلمية من الطب نزولاً إلى كليات الزراعة والصيدلة والقانون والإدارة والاقتصاد وأقسام الفيزياء والكيمياء والرياضيات وغيرها، للتعريف برموز البلد وثقافته.

د. عقيل مهدي: لاشك أن هذه المواقف المستنيرة تغني الوسط الجامعي على المستوى الآني

ينبغي تفعيل الانفتاح على المثقفين، كما حرصت الكثير من الكليات العراقية في هذا الشأن، حسب خططها خارج الدروس المنهجية، التخصصات الأقسام العلمية، إذ عادة ما يتحرر (المثقف) من زيف السرديات النمطية في تكوينتها، بمفاهيمها الجادة، ورؤاه في قراءة الواقع بموضوعية، متطلعا الى تكريس متغيرات مستقبلية، حداثوية، وانتقالات نوعية وكمية، كالذي نعهده في بعض كليات وجامعات العالم المتمدن، في استضافة كبار مثقفيها، لإغناء الدرس الأكاديمي بما يتوفرون عليه من خبرات (علمية ومعرفية) تداولية على المستوى النظري، بدقة ثقافية جوهرية وخزين من التجارب العملية التي يتوافر عليها المثقفون، في ظل توترات الواقع المعاش، ومقاربة ازماته السياسية والاجتماعية، برؤى إنسانية لبناء المجتمع المدني الحر. ولاشك أن هذه المواقف المستنيرة تغني الوسط الجامعي على المستوى الآني المباشر على وفق استراتيجية، لقراءة جديدة معرفية وإجرائية في تكريس دور طلبة الجامعات الفاعل في آفاق التغيير المنشود (بنيويا) ولأعاده تشكيل الواقع بوظائف وبرامج تنهض في بحثها عن حلول موضوعية جادة، منها ما يمتلكه المثقف من عمق، في علاقة المجتمع بالجامعة، وتحفيزها على ركائز ثقافية راسخة، بين الأمم المتحضرة، ذلك لأن (خبرة) المثقف تختصر المسافات نحو المستقبل بما تقترحه من كيفيات خاصة، لتحسين الوضع المحفوف بالأخطار، والتحديات، الامر الذي يعزز من ترصين عزيمة الطلبة، بفتح آفاق ثقافية جديدة لأبعاد التفكير بالمستقبل بأساليب جديدة يقترحها المثقفون، من خلال التحاور البناء مع (أساتذة الجامعة)، وهم يتطلعون الى بناء وطن متعال على الفرقة بين مكونات الشعب.

لبلوغ الهدف الثقافي، ببعد موضوعي جامع يتعالى على المصادرات، والملفوظات الزائفة، بما تكرسه (الثقافة) من انساق قيمية وأخلاقية، متفاعلة مع الدرس الأكاديمي ومتطلبات الواقع الاجتماعي، وإقامة حوارات بناءة ما بين آفاق التجربة الجامعية – التربوية في قاعات الدرس و مختبراته، مع خزين الثقافة الميدانية التي يتوافر عيها المثقفون، للتراسل العضوي والمعنوي ما بين طرفي المعادلة. المثقف والجامعة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram