اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > سياحة تأملية في هموم القارة و أساليبها الأدبية

سياحة تأملية في هموم القارة و أساليبها الأدبية

نشر في: 3 ديسمبر, 2010: 05:19 م

ترجمة / عادل العاملإن الأغنياء مختلفون جداً عنك و عني، أجل. خطرَ لي ذلك حين أدركت كم هو مختلف أيضاً أدب أميركا اللاتينية، سواء كان الذي من أميركا اللاتينية أو المنحدرين منها في الولايات المتحدة الذين يستمدون كتابتهم من أصولهم تلك. و في هذه المجموعة الفخمة (Sudden Fiction Latino) المؤلفة من القصص القصيرة جداً
 (و جميعها تحت الـ 1500 كلمة(، نجد تقليداً أدبياً مختلفاً إلى حد بعيد عما اعتدنا عليه، تقليداً أدبياً يعتمد على أمور تاريخية مختلفة عن تراثنا الأورو ــ أميركي. فهناك موسيقى في النثر، ترجمةً كانت أم غير ذلك، تقرع تناغماً جديداً. و نحن على أرضية جديدة في هذه القصص؛ إنها تتألق و تُدهش، تزحف علينا بطريقة جماعية و تتركنا في حالة ذهول. أجل، إن اللاتينو Latinos  مختلفون جداً عنك و عني. و ذلك أمرٌ جيد. فهم يشكلون جزءاً جميلاً من الموزائيك الذي نساهم به جميعاً، و الذي ننتمي إليه كلنا.فنحن هنا، نجد قصصاً عن حالات عبور حدود (" مونتيزوما، مسدسي! " لفيرناندو بينافاديث)؛ و هزات أرضية تتمخض عن سراديب غامضة (" الأسير "، لخوزيه أيميلو باتشيكو)؛ و إحدى النصائح إلى الرجال الشباب (" ما الذي ينبغي أن يدور في عقل كاباليروس "، لليوب مينديز)، التي تبدو أشبه بخطاب في حفل تخرج لاتيني: لا تبدأ العراكات، أوقفها / قف لنفسك... قليلاً / اهتم بعملك / لا تلمس أبداً الكرة بيديك / إلعب بعدل / لا مناداة بالأسماء / لا قسَم.. / دع السيدات أولاً / افتح الأبواب لكل واحد / لا تحدّق بها (أي المرأة)... و فمك فاغر... " و هناك، بالطبع، قصص تلمح إلى أنظمة الحكم الشريرة و كيف أنها دمّرت أولئك الذين عاشوا تحت نيرها (" السر " لإيزابيل أليندي)؛ و إلى أولئك الذين تحت رحمة أشخاص متوارين في الظلام (" الضحية " لبيدرو بونس)؛ بالإضافة للمحةٍ إلى إساءة المعاملة المنزلية التي تنطوي عليها الثقافة الذكورية machismo (" العمة تشيلا " لأنجيليس ماستريتا). فالجور و سوء المعاملة المهين لا حدود لهما، و مع هذا، فإن القوة و المرونة التكيّفية لضحاياهما هو الذي يؤثّر بنا هنا. و يتضمن الكتاب قطعة خيالية للأستاذ الكبير خورخ لويس بورخيس، " كتاب الرمل "، كما أن هناك الواقعية السحرية اللذيذة المحبَّبة التي يتشبع بها الكثير من الأدب الأميركي اللاتيني: " النور مثل الماء " لغابرييل غارسيا ماركيز، و هي تستكشف فنتازيا لعب الطفولة؛ بينما هناك " حين أزهرت الأزهار الجديدة " لكارمن نارانخو التي تحكي حكاية قرية تُصبح جميع نسائها حوامل! و خلافاً لذلك هناك صوت الكاتب التشيلي المنفي الراحل روبيرتو بولانو الذي أدار ظهره للواقعيين السحريين و قصد حقلاً جديداً يمكن رؤيته في " نداءات تلفونية "، التي توحي لنا بأن ننظر بانتباهٍ أشد إلى العالم.أما " يوميات مدينة هافانا " لأدواردو غالينو من أورغواي، فتتحدث عن شاب يسافر من لوس أنجلس إلى موطنه هافانا حيث كان منذ طفولته و حيث يأخذ جرعة تنويمية مغناطيسية من الذكورية اللاتينية بطابعٍ مضحك. كما تتضمن المجموعة أمثالاً و حكايات أخلاقية. و هناك المنفى، أيضاً، بطبيعة الحال. فنقرأ لكريستينا بيري روسي، و هي من أورغواي، في قصتها " المجتثّون ": إنك تراهم تكراراً، و هم ينزلون الشوارع على الأقدام في المدن الكبيرة، رجالاً و نساءً يطفون في الهواء، معلَّقين في الزمان و المكان. فأقدامهم تفتقر إلى جذور، و أحياناً يفتقرون حتى إلى أقدام. و لا يمتلك شَعرهم جذوراً، و ليست لديهم دالية ناعمة يربطون بها جذوعهم إلى أي نوع من الأراضي ". أما في " هجرات " لخوليو أورتيغا، من بيرو، التي تنصب على عائق اللغة، فنقرأ: " لغتي الانكليزية مجرد أسبانية تسلك طريقها عبر بحرٍ ملتبس من الترجمة ــ و تلك حالة هجرة أخرى من  التسمية ". عن /  Book Review   

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram