 ترجمة/ حامد أحمد

كشفت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، الفاو، في استطلاع عشوائي شمل ألف و448 عائلة فلاحية في مناطق مختلفة من محافظات العراق للاطلاع على جانب توفر الامن الغذائي وقدرتهم على انتاج محاصيل وتوفير مصدر دخل لهم انه بشكل عام عبر 84% من تلك العوائل عن حاجتها لمساعدة ودعم وتوفير بنى تحتية تساعدهم على الإنتاج الزراعي وتحسين وضعهم المعيشي.

وتشير المنظمة الدولية في تقريرها الى انها اطلعت أيضا على اراء أكثر من ألف عائلة غير فلاحية في مناطق مختلفة من محافظات العراق وذلك للفترة المنحصرة ما بين 16 تشرين الأول الى 15 تشرين الثاني 2023، وبين 38% من العوائل عن معايشتهم لصدمات تمثلت بارتفاع أسعار المواد الغذائية وقلة فرص العمل.

وذكر التقرير بأن الحرب المستمرة في أوكرانيا كان لها تأثير في زيادة أسعار المواد الغذائية آخذين بنظر الاعتبار اعتماد العراق على الاستيراد ومع زيادة كلفة النقل كان لذلك اثر غير مباشر أيضا على مضاعفة الأسعار.

وتزامن ذلك مع حالة البطالة التي وصلت نسبتها عام 2022 بحدود 15.5% وما صاحب ذلك من قلة في معدل الدخل وزيادة المصاعب على العوائل ذات الدخل المحدود في مواكبة ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.

واظهر الاستطلاع أيضا ان العوائل غير الفلاحية اخبرت عن تناقص اكبر في الدخل مقارنة بالعوائل الفلاحية.

ربما كان ذلك بسبب مساعدة الحكومة للعوائل الفلاحية بزيادة سعر محصول الحنطة وكان مردود ذلك بالإيجاب على غالبية العوائل الفلاحية.

رغم ذلك فإن 62% من منتجي المحاصيل أعربوا عن وجود مصاعب في الإنتاج وتمثل ذلك بصعوبة الحصول على اسمدة وزيادة أسعارها في السوق وقلة الأسمدة المدعومة من الحكومة وحصول تأخير في توزيعها.

اما الجانب الآخر الأكثر صعوبة الذي تواجهه العوائل الفلاحية وخصوصا في المناطق الجنوبية هو عدم توفير كميات كافية من مياه الري، حيث ان محاصيلهم تعتمد كثيرا على الري من حوضي دجلة والفرات، وأدى ذلك الى قلة المحاصيل المزروعة.

واعرب 39% من منتجي المحاصيل عن تناقص في الحصاد، وان 43% منهم اعربوا عن صعوبات في بيع محاصيلهم بسبب هبوط الأسعار وقلة الطلب من قبل التجار او المستهلكين وغمر السوق بمنتجات محلية ومستوردة.

ويشير التقرير الى انه بشكل عام فإن نتائج الامن الغذائي تحسنت اكثر خلال العام 2023 مقارنة بعام 2022 ويعود ذلك لتحسن الاوضاع الاقتصادية والظروف الجوية والمناخية في المنطقة عموما.

وتحسنت مدخلات الامن الغذائي خلال العام 2023 بسبب تزايد سقوط الامطار واستمرارية نظام توزيع السلة الغذائية الحكومية لعوائل ذات الدخل المحدود.

مع ذلك فإن 84% من العوائل الفلاحية التي تم استطلاع آرائهم أشاروا الى انهم بحاجة لمساعدة على الأقل خلال الستة اشهر القادمة من موعد اجراء الاستطلاع في تشرين الثاني 2023. واشتملت احتياجاتهم الرئيسية على الدعم المالي لزيادة انتاجهم الزراعي وبين 63% منهم انهم بحاجة لتطوير البنى التحتية لمناطقهم الزراعية، وان 1% فقط من العوائل الفلاحية ذكرت بانها تلقت مساعدة وبشكل خاص مساعدة غذائي ة من منظمات غير حكومية ومن الحكومة.

وتوصي المنظمة الدولية في تقريرها بانه يستوجب وفق هذه النتائج اتخاذ عدد من الإجراءات والخطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الاجل. وتشتمل على تقليل الاستيراد وتحسين ظروف المجتمعات الفلاحية وإعطاء افضلية التنافس للمنتج المحلي مما يؤدي ذلك الى ارتفاع دخل العوائل الفلاحية وتوفير فرص عمل لهم والمساهمة أيضا في ادامة القطاع الزراعي لمواجهة ظروف التغير المناخي والتأقلم معها.

وتوصي المنظمة أيضا بإعادة تأهيل شبكات الري الموجودة وإدخال منظومات وتقنيات ري حديثة تحافظ على كميات المياه المستخدمة من خلال تقنية التنقيط. وبالتدريج يتم تقليل الاعتماد كميات المياه الكبيرة التي يتم سحبها من القنوات عن طريق المضخات، حيث تدعو أيضا الى زيادة دعم زراعة المحاصيل والبذور التي تقاوم ظروف الجفاف وملوحة التربة.

وتوصي المنظمة أيضا بوضع خطة وطنية لإدارة الموارد المائية تدعم قطاع زراعي مستدام للعوائل الفلاحية تأخذ خلالها بنظر الاعتبار الظروف المناخية المتغيرة من زيادة شحة المياه المتوفرة للري من مصادر مياه مختلفة من مياه جوفية وآبار. مع مراعات اتباع إجراءات ترشيد استهلاك المياه من قبل المستهلكين.

وتدعو المنظمة في تقريرها أيضا الى ادخال القطاع الخاص للاستثمار في القطاع الزراعي من ذوي الخبرة واشراك منظمات دولية أيضا، ومن شأن ذلك ان يؤدي الى تحديث القطاع وتغطية كلف الإنتاج وتوفير المكننة مع دعم المزارعين بخدمات أخرى مثل اللقاحات وأساليب الادارة التكنولوجية المتطورة لتحسين وتطوير الإنتاج وكذلك دعم سبل التسويق من اجل تحسين دخل العوائل الزراعية.

عن: موقع ريليف ويب الدولي