 بغداد/ المدى

حذر النائب عن المكون الإيزيدي شريف سليمان علي، من محاولات نقل "بقايا داعش" من مخيم الهول إلى العراق، فيما اعتبر أن هذه المحاولات تمثل تهديداً خطيرا على أمن البلاد. وقال علي، في حديث صحفي تابعته (المدى) إن "محاولات جلب بقايا عوائل عصابات داعش الإرهابية من مخيم الهول السوري، تجسد تهديدا خطيراً لأمن البلاد".

وأضاف أن "سكنة مخيم الهول يمثلون بقايا لعوائل عصابات داعش الإرهابية وليسوا نازحين"، مبيناً أنهم "متشبعين بالفكر الإرهابي المتطرف وسوف يشكلون خطراً على النسيج الوطني داخل المجتمع".

وأشار النائب الايزيدي إلى، أن "مناقشة جلب هذه العوائل، غير منطقية في الوقت الحالي بظل عدم عودة جميع النازحين إلى مناطق سكناهم"، داعيا إلى "تأجيل هذا الملف إلى ما بعد وقت عودة كل النازحين إلى بيوتهم". ودعا إلى "إنشاء مؤسسات قادرة على تأهيل بقايا عوائل داعش الإرهابي فكريا وعقليا"، محذرا من "التعامل بشكل اعتباطي مع ملف الهول لما يمثله من خطر على المجتمع".

وفي وقت سابق، وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مخيم الهول بأنه "قنبلة موقوتة" و"تحدٍ مباشر" للولايات المتحدة الأمريكية وشركائها الدوليين، فيما أشارت الى إنه بعد 5 سنوات على إنهاء تنظيم داعش لا يزال عشرات الآلاف من المدنيين محتجزين في مخيمات، بما في ذلك مخيم الهول، المليء بعائلات مقاتلي التنظيم. وأضافت أن نحو 9000 من مقاتلي التنظيم محتجزون في مراكز خاضعة لحراسة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

ويقع المخيم المذكور غرب بلدة الهول ، بنحو 5 كيلومترات قرب مدينة الحسكة بغرب كردستان، وأنشئ المخيم خلال فترة الحرب الأمريكية على العراق، بإشراف الأمم المتحدة، لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين الفارين من الحرب. ويبلغ عدد سكان المخيم الآن أكثر من 45 ألف نسمة، حسب الصحيفة التي أكدت أن أكثر من نصف سكان المخيم تقل أعمارهم عن 12 عاماً. وقالت المسؤولة الكبيرة السابقة في البنتاغون لشؤون الشرق الأوسط، دانا سترول، إن "مخيم الهول بالتأكيد قنبلة موقوتة لأنه أحد أكثر الأماكن بؤساً على وجه الأرض".

واعتبرت الصحيفة ، أن "السؤال الأكثر صعوبة هو كيفية ضمان عودة الآلاف من سكان المعسكرات والمقاتلين المسجونين إلى بلدانهم الأصلية، قبل أن تشهد المنطقة المزيد من الاضطرابات”، في حال سحب واشنطن لقواتها.

كما اعتبرت أن المخاوف بشأن عودة تنظيم داعش تمتد إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط، خاصة بعد هجوم موسكو الذي تبناه فرع التنظيم المتمركز في أفغانستان، والمعروف باسم "داعش- خراسان".

وقالت ديفورا مارجولين، من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن “الأسئلة الملحة الآن هي ما الذي يمكننا فعله لجعل المجتمع الدولي يفهم أن العودة إلى الوطن يجب أن تتم بسرعة أكبر؟”. وتساءلت: "ما هي الخطة البديلة إذا غادرت الولايات المتحدة بالفعل؟". وتصاعدت الدعوات إلى "تفكيك" مخيم الهول، الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

وجاءت هذه الدعوات بعد مقتل 137 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين، بهجوم تبناه تنظيم داعش في مجمع "كركوس سيتي" في العاصمة الروسية موسكو. وسبق وأن اتهمت الأمم المتحدة ، الإدارة الذاتية التي يشرف عليها حزب الاتحاد الديمقراطي PYD باحتجاز السكان فيه، خاصةً عوائل المقاتلين الأجانب الذين ترفض بلدانهم استردادهم، ووصفت الأوضاع الإنسانية داخله بـ"المروعة".

وتحدثت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الدولية، في تقرير لها عام 2022، عن سوء إدارة مخيمي الهول وروج من قبل (قسد)، والانتهاكات التي يتعرض لها المقيمون هناك.