كاظم الجماسي كنت مارا في احد اسواق منطقة الشورجة في سنة من سنوات الثمانينيات، وكان سوق دانيال لبيع الاقمشة، فلفت نظري حشد من الناس يتحلق حول محل لبيع الاقمشة، ويقف في بابه مجموعة من الرجال الانيقي الهندام،
وهم منهمكون بتوزيع محتويات المحل من الاقمشة على جمهور المحتشدين، وبصورة مجانية، ولما استفسرت من أحدهم أجاب إن صاحب المحل يبيع القماش فوق التسعيرة الرسمية، ورجال الامن الاقتصادي يستبيحون محتويات محله عقابا له، وصاحب المحل ذاك الجالس هناك.. وأشار الى رجل منكسر يقتعد الارض بعيداً عن الحشد المتدافع..حين أذكر تلك الواقعة تنتابني مشاعر مضطربة، فمن جهة اجد ان صاحب المحل استغل الناس وباعهم سلعهم فوق التسعيرة الرسمية، الامر الذي يستوجب معاقبته، ومن جهة اخرى كان المشهد مأساويا إذ (تفرهد) ماله كله، أمام ناظريه من دون أن يحرك ساكناً.. اليوم وبعد الخصخصة، لابأس ولكن إسواقنا اليوم بأمس الحاجة لانشاء جهاز رقابي فعّال ونزيه ليس للتنكيل بالمواطنين وانما لحمايتهم من المتلاعبين، بمصائر الناس واستنزافهم عبر فنون الغش التجاري المتفشية في كل زاوية من الاسواق.
مجرد كلام
نشر في: 3 ديسمبر, 2010: 06:56 م