 ذي قار / حسين العامل

نظم عدد من صحفيي ذي قار وقفه تضامنية أمام محكمة استئناف ذي قار لدعم الصحفي اسعد نيازي الذي يجري التحقيق معه في المحكمة المذكورة بتهم وصفوها بالملفقة، مطالبين بوقف الدعاوى الكيدية ضد الصحفيين.

ورفع الصحفيون لافتات كتب فيها (الحرية للصحفي أسعد نيازي، أوقفوا الدعاوى الكيدية ضد الصحفيين) و(صحفيو ذي قار يتضامنون مع الصحفي اسعد النيازي ويعلنون رفضهم للدعاوى الكيدية التي تلاحق الصحفيين).

وقال احد المشاركين بالوقفة لـ(المدى) ان "الصحفيين نظموا اليوم وقفة تضامنية مع النيازي الذي يَمثل اليوم امام محكمة استئناف ذي قار"، مشددا على اهمية وقف الدعاوى الكيدية التي تلاحق الصحفيين.

وكانت قوة امنية، في ذي قار، داهمت في الـ (20 نيسان 2024) منزل مراسل وكالة الصحافة الفرنسية الزميل اسعد النيازي، بدافع اعتقاله، وهو ما دفع بالنيازي الى تسليم نفسه الى القضاء صباح يوم امس الاثنين.

وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية لـ(المدى) انه "قرر تسليم نفسه للقضاء ليتجنب المداهمات التي يتعرض لها في منزله"، مبينا ان "احد المحامين رافقه الى المحكمة".

ويجد نيازي ان التهمة الموجهة له هي تهمة ملفقة كونه قام بتصوير حادث حرق القنصلية الفرنسية في ذي قار وهو ما يدخل في صلب عمله الصحفي.

وكانت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق قد اصدرت مؤخرا بيانا حول قضية النيازي ومداهمة منزله وجاء في البيان الذي وتابعته (المدى) ان "الجمعية تواصلت مع اسعد، الذي عبر عن استغرابه من عملية المداهمة".

وبين ان "احد ضباط الشرطة ابلغه بدوافع المداهمة، وهي دعوى قضائية مقامة ضده من قبل القنصل الفرنسي في ذي قار، “عادل الكنزاوي” بسبب نقله صورا عن حادثة حريق القنصلية الفرنسية في عام 2021، بتهمة التشهير وفق المادة 430".

وترى الجمعية ان "عملية مداهمة منزل صحفي بسبب دعوى قضائية، دون ابلاغه بها، تشكل انتهاكا، وتقويضا للعمل الصحفي". مشيرة الى ان "ارتفاع عدد الدعاوى القضائية خلال الربع الاول من هذا العام، على وفق مواد جرائم النشر الموروثة من الحقية الدكتاتورية السابقة، يشكل سابقة خطيرة على حرية العمل الصحفي".

وطالبت الجمعية في بيانها بعدم الاسراع في اصدار اوامر القبض، واتخاذ السياقات الاصولية في الابلاغ عن الدعاوى، وعدم التعامل بمثل هكذا قضايا على انها جرائم جنائية ثابتة، لترهيب الصحفيين واصحاب الرأي.

وكشف صحفيو ذي قار في يوم ( 3 ايار 2024) عن حجم المخاطر التي تواجه العمل الصحفي في المحافظة والعراق عموما، مؤكدين ان العمل الصحفي في العراق تجربة خطيرة تجعلك دائما تسير في حقل الالغام كون الصحفي مستهدف من كل جهة لا ترضى عما يتناوله الصحفي في المضمار الاعلامي.

ويرى صحفيو ذي قار ان "الصحفي لا يواجه اليوم دكتاتورية السلطة وحدها وانما هناك تحديات اخرى تتمثل بالتعصب الديني والعشائري وتحديات مجتمعية ضاغطة وسالبة لحرية الصحافة"، مبينين ان " الكثير من التقارير او القصص الاخبارية يمكن ان تتلاشى ما ان تصطدم بهذه التحديات".

ولفت الى ان "المعلومات المظللة وعدم الوصول الى المعلومات في مجال الكشف عن الفساد والاخفاق في الوصول لأسباب تلكؤ المشاريع اسهمت كذلك في عرقلة العمل الصحفي ناهيك عن اصرار السلطة على اخفاء المعلومة عن وسائل الاعلام".

وكانت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق، اعلنت في (3 ايار 2023) عن ارتفاع مخيف في أعداد الانتهاكات ضد حرية العمل الصحفي في العراق.

ووثقت الجمعية بحسب بيان تلقته (المدى)، "345 حالة بين اعتقال واحتجاز وتهديد وعرقلة تغطيات وضرب وإهانات قصدية، فضلا عن دعاوى قضائية وإجراءات حكومية أسهمت بالتضييق والمنع". وأشارت إلى عدم خلو أية محافظة عراقية من تسجيل انتهاكات بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، حيث جاءت بغداد في المرتبة الأولى بأكثر المدن تسجيلا للانتهاكات بواقع (85) حالة، وأربيل ثانية بتسجيل (74) حالة، تليها كركوك (30) حالة، والسليمانية (29)، والبصرة (27)". وبحسب الجمعية، يبين حجم الانتهاكات مدى تراجع مستوى حرية الصحافة في العراق، تضاف إليها إجراءات هيئة الإعلام والاتصالات بحق الصحفيين الأجانب، وخضوعها للمزاج الحزبي في إغلاق أو إيقاف برامج أو مسلسلات.