اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > ناطق خلوصي: لم يخل الشعر عرشه لكن الرواية لها مواصفاتها المختلفة عن الشعر

ناطق خلوصي: لم يخل الشعر عرشه لكن الرواية لها مواصفاتها المختلفة عن الشعر

نشر في: 27 مايو, 2024: 11:25 م

يرى أن الآنية، في العمل السردي ليست وليدة اللحظة إنما وليدة حالات متواصلة من المتابعة

حاوره/ علاء المفرجي

- 1 -

ناطق خلوصي، قاص وروائي وناقد ومترجم، ولد في " بلد " عام 1937 .وهو اسم مهم في السردية العراقية .

يكتب القصة والرواية والنقد والترجمة ويكتب الدراما التلفزيونية . كتب النقد التلفزيوني بإمتاع وفائدة مستخدما ثقافته الموسوعية وطريقة كتابة سردياته. نتابع بشغف كل ما يكتبه عن الدراما التلفزيونية لانه لا يترك شيئا لا يسلط الضوء النقدي عليه. كتب النقد الادبي وحاصة تناوله للرواية العراقية وقرأنا الكثير من التاريخ الروائي العراقي وهو يحلله ويشرحه. روائي غزير الانتاج وهو يثبت بأن المبدع لا يمكن ان يصيبه الوهن ربما، بل هو في بحث وكتابة وانتاج. من هذه الروايات يقول بأن رواية منزل السرور هي الاحب والاقرب الى نفسه لان خبيرها كان الدكتور علي جواد الطاهر ولانها اخذت مكانتها النقدية الموموقة.

تخرج من قسم اللغات الأجنبية في كلية التربية ــ جامعة بغداد عام 1960، مارس تدريس اللغة الانكليزية في المدارس الثانوية لأربعين سنة، نشرفي العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية، عمل في الصحافة الثقافية وكان سكرتيرا ً لتحرير مجلة " الأقلام " ثم مجلة " الثقافة الأجنبية " في بغداد، ترجمت بعض أعماله آلي اللغات : الانكليزية والفرنسبة والكردية .

صدر له في مجال القصة: الهجير ــ دار الرشيد ــ بغداد ــ 1978، وشجرة الأب ــ اتحاد الكتّاب العرب ــ دمشق ــ 2009. أما في الرواية، فقد صدرت له: منزل السرور ــ دار الشؤون الثقافية العامة ــ بغداد ــ 1989، الخروج من الجحيم ــ دار الحرية ــ بغداد ــ 2001، المزار ــ دار الشؤون الثقافية العامة ــ بغداد ــ 2004 ، شرفات الذاكرة ــ دار الشؤون الثقافية العامة ــ بغداد ــ 2013

أبواب الفردوس ــ دار ميزوبوتاميا ــ بغداد ــ 2013 ، تفاحة حواء ــ دار ضفاف ــ الشارقة / بغداد ــ 2014 ، اعترافات زوجة رجل مهم ــ دار ميزوبوتاميا ـــ بغداد ــ 2015 ، عشاق الشمس ــ رواية في حلقات ــ جريدة التآخي ــ بغداد ــ 2010 ، منزل المزرعة ــ رواية في حلقات جريدة التآخي ــ بغداد ــ 2012

وفي النقد صدر له: الدراما التلفزيونية العربية ــ دار الشؤون الثقافية العامة ــ بغداد ــ 2000 ، وفي الترجمة: مقالات في التلفزيون (دراسات) ــ الموسوعة الصغيرة ــ بغداد ــ 1993، 2 ــ الانترنيت شبكة معلومات العالم (دراسات) ــ الموسوعة الصغيرة ــ بغداد ــ 1999 (ترجم الى اللغة الكردية)، ثقافة الألفية الثالثة (دراسات) ــ دار الشؤون الثقافية العامة ــ بغداد ــ 2002، قانون الشعوب (دراسات في فلسفة السياسة) ــ بيت الحكمة ــ بغداد ــ 2006، الخصام (رواية من الأدب الأذربيجاني) ــ دار الشؤون الثقافية العامة ــ بغداد ــ 2007، قراءات في المصطلح ــ تعريفات موسعة ــ الموسوعة الثقافية ــ بغداد ــ 2008.

أما في المسرح فقد صدر له: الخلاص ــ 1970 ، ليالي الحصاد (تعريق مسرحية محمود دياب) ــ 1971، الطائر والثعلب (مسرحية أطفال) ــ نشرت في العدد الخاص بأدب الأطفال من مجلة»الأقلام» وعرضت على المسرح الوطني من فبل الفرقة الوطنية للتمثيل

وفي الدراما التلفزيونية كتب: تمثيلية «النافذة» عرضها تلفزيون بغداد من اخراج المخرج عبد الهادي مبارك. وجحا والسلطان ــ مسلسل في حلقات ــ اشتراه أحد المنتجين العرب ولم أعرف ما الذي حل به.- الجمر والرماد ــ مسلسل في حلقات ـ أجيز لكنه سحبه لسبب خاص.

* ما هي أهم المراجع والمصادر والحيوات في طفولتك ونشأتك ، والتي أسهمت بشكل فاعل في اتجاهك نحو الأدب ؟

ــ يحيلني هذا السؤال إلى الماضي البعيد وسنوات طفولتي وظروف نشأتي الأولى والعوامل التي أسهمت في بلورة نشأتي الأدبية على نحو خاص . كنت قد ولدت ونشأت في « بلد» ، وهي مدينة صغيرة تقع على حافة الريف تجمع بين خصائص الريف والمدينة معاً ولم تتوفر فيها مقومات حركة أدبية واضحة المعالم ، لكنها تنطوي على ما يجعل المرء ينشّد إليه شأنها شأن المدن الأولى التي تركت بصماتها على الذين هم من أمثالي . كنت في الخامسة من عمري حين توفي أبي وهو في الثامنة والعشرين وكان يعمل موظفاً صغيراً في المحاكم. لقد اكتشفت أنه كان يهوى الأدب ويكتب القصة .بحثت في الماضي البعيد وعلمت أنه نشر قصصاً في أواخر ثلاثينات القرن الماضي فحصلت على عنوان احدى القصص تحتفظ بها ذاكرة قريبي واستاذي الدكتور صفاء خلوصي فكلفت صديقاً كان يعد الدكتوراه في اختصاصه ويواصل الذهاب إلى المكتبة الوطنية بأن يبحث عما كان أبي قد نشره فاستطاع الحصول على قصة منشورة في أواخر ثلاثينات القرن الماضي ، استنسخها لي. فأعدت نشرها قبل سنوات .

اكتشفت على مستوى العائلة اهتماما بالقصة القصيرة وكان لخالي القاص الرائد عبد المجيد لطفي الدور الرئيسي في استمالتي نحو الأدب بشكل عام والقصة بشكل خاص . فهو الذي قادني وفي وقت مبكر من حياتي الأدبية إلى واحة القصة الواسعة وقد اعتمدته نموذجا اقتديت به . عرف عنه أنه كان متعدد الاهتمامات. فقد كتب القصة والرواية والمسرحية والعمود الصحفي والترجمة ( ترجم قصصاً قصيرة عن التركية ) وكتب الشعر بجميع اصنافه ،فاعتمدته نموذجا وحاكيته في ذلك باستثناء الشعر .

كان الولع بالقراءة الأدبية قد لازمني في سن مبكرة وأنا طالب في الاعدادية المركزية في بغداد. وحين كنت أعود إلى ( بلد ) في العطلة الصيفية ولم تكن الصحف اليومية تصل إلى هناك كنت استخدم دراجتي الهوائية للذهاب إلى محطة القطار وهي تبعد بضعة كيلومترات عن المدينة وأشتري صحيفة أو أثنتين من عربة الحانوت الملحقة بالقطار ،وهذه احدى صور اهتمامي بالأدب منذ سن مبكرة من حياتي . الدكتور صفاء خلوصي شجعني على ممارسة الترجمة ونشرها . فبين عامي 1956 و1958 درّسنا اللغة العربية والترجمة في المرحلتين الأولى والثانية في قسم اللغات الأجنبية في دار المعلمين العالية ( كلية التربية فيما بعد ) وكان يوزع علينا مقاطع شعرية وقصصية باللغة الانكليزية لنترجمها إلى العربية وقد اكتشف اهتمامي بالترجمة من خلال ذلك فوجهني لإرسال ما اترجم للنشر فوجدت الفرصة متاحة في صفحة تعنى بنتاجات الشباب ..

* رغم أنك محسوب على جيل الستينات لكن الببلوغرافيا خاصتك تشير إلى أن أول نتاج لك كان عام 1978 ، بقصة (الهجير) ، بماذا تفسر ذلك ؟

ــ لم تكن (الهجير) اول قصة تنشر لي إنما عنوان مجموعتي القصصية الأولى التي كانت قد صدرت عن وزارة الثقافة والفنون ــ بغدادــ عام 1978 . وكنت قبل ذلك بعشر سنوات قد نشرت عدداً من القصص في مجلات كانت تصدر في كربلاء عندما كنت مدرساً في مدرستها الإعدادية .وبذلك فإن قصصي الأولى كانت قد نشرت منذ العام 1968 لكن فرص النشر في بغداد كانت محدودة لأدباء المدن الأخرى آنذك لذلك لم أجد من يضعني بين أدباء الستينات وقد تغير الحال عند انتقالي إلى بغداد وظيفياً أوائل السبعينات .

* تنوعت اهتماماتك في الكتابة ، وهي تحمل الكثير من الابداع من القصة إلى النقد التلفزيوني ، إلى الرواية ونقدها ،والترجمة .. فلماذا لم تستقر على وسيط واحد ؟ وهل هذا التنوع هو وسيلة للتنفيس عن دواخلك ؟

ــ أزعم أن أي نوع من الممارسة الابداعية أنما هو وسيلة للتنفيس عما يعتمل في داخل المبدع ، اي مبدع ، فضلاً على صلة التواشج الحميمة بين الأجناس الابداعية .كنت قد بدأت تجربتي الأدبية بالقصة . العلاقة بين القصة والرواية واضحة ولا يشكل التنقل بينهما أية صعوبة ولا يثير أي مأخذ .وتشكّل القصة والرواية أرضاً خصبة للدراما التلفزيونية فمادة الكثير من الأعمال الدرامية التلفزيونية مستقاة من السرد القصصي والروائي . ومن هنا تظل العلاقة قائمة بينها مما يسر عملية تناولها نقدياً . أما الترجمة فهي جهد يقوم على ما تختزنه الذاكرة من مفردات اللغة المترجم عنها واللغة المترجم إليها وتعتمد بالتالي على قدرة هذه الذاكرة فضلاً على الدور الذي تلعبه القواميس ، بمعنى ان الترجمة لا تستلزم جهداً ابداعيا مثل الذي تستلزمه الكتابة في نقد القصة وا لرواية والدراما التلفزيونية والسينما . لقد مارست الكتابة في نقد كل الأجناس الإبداعية التي تفضلت بالإشارة إليها دون أن يعترضني أي تقاطع .

* بتقديري أن النقد التلفزيوني هو الذي رسخ حضوراً أدبياً وفنياً لناطق خلوصي .. ما الذي شدّك إلى هذا الميدان، ولماذا انحسر التخصص فيه بالنسبة للأجيال اللاحقة رغم التطور الهائل الذي وصل إليه التلفزيون وأثره الكبير ؟

ــ مارست النقد التلفزيوني لعشرين سنة متتالية بين 1983 وأوائل العام 2003 .ظل مقالي « في النقد التلفزيوني « يواصل حضوره الاسبوعي في الصفحة الثقافية لجريدة الجمهورية .أتفق معك بأن النقد التلفزيوني رسخ لي حضوراً ادبياً وفنيا وهو ما لم يحققه تعاملي النقدي مع الأجناس الابداعية الأخرى . بدأت تجربتي فيه بمقال صغير مكتوب بخط اليد عن تمثيلية عراقية شعبية تحمل عنوان « حبابة «. حملت المقال بعد تردد وذهبت إلى مبنى الجريدة وتركته لدى الأصدقاء في القسم الثقافي. وفوجئت بظهوره منشوراً في عمود واحد في صفحة (آفاق) بعد اسبوع على ما أتذكر تحت عنوان « في النقد التلفزيوني «. فشجعني ذلك على التواصل لاسيما أن المقال بدأ يلاقي قبولاً عاماً من الأصدقاء المثقفين، لقد تواصل حضوره على امتداد عشرين سنة متتالية ولم يتوقف حتى خلال سنوات الحرب وأيام الحصار لكن دون أن يكون بمنجى من محاولات يائسة لإيقاف نشرة. فقد حاول أحد سكرتيري تحرير الجريدة إزاحته واستبداله بمقال تنظيري يكتبه هو لكن محاولته باءت بالفشل وعجز عن التواصل بعد عدد محدود تماما من المقالات . عدت لممارسة كتابة المقال بطلب من القسم الثقافي في الجريدة.

أعتقد ان طبيعة مضمون مقالاتي كانت سبباً في انتشارها الواسع وقد تجلت لي سعة انتشارها من خلال ما كان يصلني من آ راء ايجابية في مجملها . المقال يتناول الأعمال الدرامية التي يعرضها التلفزيون ومن كان قد شاهد العمل التلفزيوني، مسلسلاً كان أم تمثيلية، تستبد به الرغبة في ان يرى إن كانت رؤيته هو شخصياً تتطابق مع رؤيتي من خلال المقال . أما لماذا انحسر التخصص به بالنسبة للأجيال اللاحقة ، فلأن تقاليد المشاهدة تغيرت بعد الازدياد الهائل في عدد القنوات التلفزيونية عندنا فترتب على ذلك تشتت فرص المشاهدة أمام الناقد والمشاهد الاعتيادي معاً .فلم يعد المشاهد نفسه معنياً بقراءة ما يكتب عن عمل تلفزيوني لم يشاهده . في حين كانت محدودبة قنوات البث من قبل تلزم المشاهد على متابعة قناة واحدة .

* اختيارك للسرد والذي حققت فيه حضورا كبيراً في السنوات العشر الأخيرة . ما تعليقك ؟

ــ تعني بالتأكيد السرد الروائي وأنت محق فيما تذهب إليه . أعترف بأن النقد التلفزيوني كان يستهلك الكثير من وقتي. لم تصدر لي خلال السنوات التي كنت أمارس فيها كتابة النقد التلفزيوني أكثر من روايتين اما في السنوات التي تلت ذلك ، وبعيدا عن النقد التلفزيوني صدرت لي سبع روايات فضلاً على روايتين نشرتا متسلسلتين صحفياً .

* في « منزل السرور « مجموعة من الشخصيات التي تمثل قاع المجتمع : الشرطي ، وبائع السكائر ، الموظف، ورجل الدين والرسام . وفي « البحث عن ملاذ « تقتفي أثر أحد كبار اللصوص ..حيث أنها قريبة من شخصيات غائب طعمة فرمان ، هل هناك تأثير لهذا الكاتب الرائد على ناطق خلوصي ؟

ــ اسمح لي أن يكون جوابي على هذا السؤال ذا شقين . «منزل السرور « التي كانت قد صدرت عن دار الشؤون الثقافية العامة عام 1989 هي روايتي الأولى وأنا فخور بها لأن الخبير الذي أجاز نشرها هو شيخ النقاد الدكتور علي جواد الطاهر الذي كتب عنها تقريراً في غاية الإيجابية. غير أن مدير النشر آنذاك حاول أن يضعها على رف النسيان ، دون أن يحترم موقف شيخ النقاد وهو الذي كان قد اختاره ، لكنه لم يفلح في ذلك حتى استبدل بالناقد باسم عبد الحميد حمودي فأجازها مع عدد آخر من المخطوطات التي كان مدير النشر الذي سبقه قد وضعها على رف الاهمال متعمداً.

أما بصدد تأثري فيها بأعمال الروائي الرائد غائب طعمة فرمان ، فأنا أحترم هذا الرأي وأنتهز الفرصة للتأكيد بأنني قرأت أعمال كل الروائيين الرواد ومن تلاهم وكتبت عنها .ومسألة التأثر وليس السطو ، واردة في العديد من الحالات . لكنني أود الاعتراف بأنني تأثرت بأعمال الكبير فؤاد التكرلي . كنت قد التقيته وحاورته تعبيراً عن اعجابي به . أما غائب طعمة فرمان فيظل روائياً رائداً ويكفي أن روايته « النخلة والجيران « تم اعدادها مسرحياً وتحقق لها ما يفوق كثيراً ما تحقق لنصها الورقي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram