اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > الغرب نحو تصعيد النزاع الأوكراني، وروسيا تستعد

الغرب نحو تصعيد النزاع الأوكراني، وروسيا تستعد

نشر في: 28 مايو, 2024: 11:02 م

د. فالح الحمـراني

تراقب روسيا عن كثب تكثيف الغرب ولاسيما الولايات المتحدة وحلف الناتو ضخ القوات الأوكرانية بالأسلحة والمعدات الفتاكة التي تبلغ العمق الروسي، والحديث عن احتمالات إرسال بعض دول الناتو قوات مسلحة لدعم القوات الأوكرانية، وعن إيصال المزيد من الدفاعات الجوية وتزويد القوة الجوية الأوكرانية بطائرات أف 16.

ولم تقف روسيا مكتوفة اليدين فقد باشرت بمناورات على الأسلحة النووية التكتيكية وتوسيع الهجوم على جبهة إقليم خاركييف لإقامة منطقة عازلة وإبعاد القوات المسلحة الأوكرانية عن المناطق الحدودية لمنعها من إطلاق الصواريخ على المناطق السكنية الروسية هناك.

وثمة دلائل على إن أمريكيا قررت تجاوز “الخطوط الحمراء” والسماح للأوكرانيين بضرب عمق روسيا بمساعدة قاذفات صواريخ هيمار الأمريكية وبصواريخ جي إم إل آر إس وأتاكمز. ويتم التوصل إلى مثل هذه الاستنتاجات من قبل خبراء عسكريين بعد “ مؤشرات” ملموسة ظهرت هذا الأسبوع في الخارج.

من ناحيتها أعلنت روسيا عن مناورات على استخدام الأسلحة النووية التكتيكية، وأشار العديد من الخبراء إلى اضطرار موسكو اتخاذ مثل هذه الخطوة بسبب تصعيد الصراع من قبل الناتو. وثمة مؤشرات على أن دول الحلف تستعد لهجوم في كل الاتجاهات. وقالت القيادة الروسية ان موسكو تستخدم الأسلحة النووية في حال تعرض وجود روسيا كدولة للخطر.

وبعد الشريحة التالية من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، طُرح سؤال حول رفع القيود المفروضة على استخدام كييف للأسلحة الأمريكية في عمق روسيا. وكانت كييف تسعى بنشاط من خلال قنواتها للحصول على “الضوء الأخضر” لاستخدام صواريخ جي إم إل آر إس وصواريخ أتاكمز لتطول العمق الروسي، ومع ذلك، فقد التزمت الولايات المتحدة بصمت بفرض القيود على استعمال تلك الأسلحة.

ولكن تغير الوضع بشكل جذري، في نهاية الأسبوع الماضي. وغير الخبراء العسكريون فجأة توقعهم المتفاؤل، بعد أن كانوا يعتقدون أن الولايات المتحدة لن تستجيب لطلب أوكرانيا. وكتب الخبير العسكري أندريه كلينتسيفيتش رئيس مركز دراسة النزاعات العسكرية والسياسية: “على ما يبدو، إن واشنطن أعطت الضوء الأخضر. وأصبحت كييف الآن حرة في استعمال تلك الصواريخ”. ودلل الخبير العسكري على استنتاجه ذلك، بدعوة رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، مايكل ماكول، البيت الأبيض إلى السماح لكييف بالضرب بالأسلحة الأمريكية في عمق الأراضي الروسية. مشيرا إلى أن المسؤول الأمريكي احضر معه خريطة للمدى المحتمل لصواريخ هيمار الأمريكية مع صواريخ غمرس وأتاكمز. وفي نفس السياق تحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، الذي زار كييف مؤخرا. كما دعا إلى السماح لأوكرانيا بأن تقرر بنفسها ما إذا كانت ستضرب عمق روسيا.

ورجح ستانيسلاف كرابيفنيك، الخبير العسكري الخبير بشؤون الجيش الأمريكي أن تكون هناك ضربات في العمق الروسي. علاوة على ذلك، برأيه إن الولايات المتحد لن تتوقف عند هذا الحد. مضيفا “ بالطبع، سيسمح لأوكرانيا بالضرب في عمق روسيا”. متوقعا إن الخطوة التالية للولايات المتحدة التي ستتبع رفع القيود تلك، ستكون نشر قواعد عسكرية أمريكية في أوكرانيا، والتي على حد قوله ستدمرها روسيا.

وفي الواقع إن أوكرانيا تضرب الآن المدن والمناطق الروسية بصواريخ أتاكمز. ولكن لهذه الصواريخ الآن مدى محدود. وعندما سترفع الولايات المتحدة هذه القيود سيصبح مدى طيران أتاكمز حوالي 700 كيلومتر. وإذا تم إطلاق مثل هذه الصواريخ، على سبيل المثال، من منطقة خاركيف (المتاخمة لحدود روسيا)، فسوف يتعرض اقليم فورونيج للهجوم — مائة بالمائة، وربما تطول ضواحي موسكو التي لا تبعد عنها كثيرا. ويُرَجح إن إطلاق الصواريخ سيوجه على أهداف مدنية، لأنه لا يمكن حمايتها جميعا بأنظمة الدفاع الجوي مثل المواقع العسكرية والاستراتيجية الحيوية. ومن الطبيعي ستقتل الأسلحة الأمريكية النساء والأطفال.

وترى روسيا على خلفية ذلك التطور إنها تحارب ضد الناتو. وحسب المعطيات الروسية إن الناتو موجود في أوكرانيا منذ عام 2014، ولم يتم الإعلان عنه في ذلك الوقت، لأن الحلف لا يرغب في إثارة نزاع مع روسيا. ويتنبأ بعض الخبراء بنشوب حرب مع الناتو، مشيرون إلى أن الفرنسيين في أوكرانيا هم مجرد البداية. وتستعد دول البلطيق بنشاط للمعارك في ممر سوالكي ولحصار بحر البلطيق. وأبدى سياسيون من العديد من دول الناتو، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، استعدادهم لتصعيد النزاع في أوكرانيا. ووعد البعض بإرسال قوات إلى أوكرانيا، بينما شجع آخرون كييف على استخدام الأسلحة الغربية لضرب عمق الأراضي الروسية. هل هذا يعني أن حربا كبيرة أمر لا مفر منه؟ يعتقد العديد من الخبراء أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي يقودان النزاع إلى اشتباك مسلح مباشر.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، كان أحد الموضوعات الرئيسية التي تمت مناقشتها هو إرسال جنود من الفيلق الأجنبي الفرنسي إلى أوكرانيا. ووفقا لبعض المصادر، فإن الجنود الفرنسيين موجودون في منطقة خاصة بهم، و أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مرة أخرى مسألة احتمال إرسال الوحدة الفرنسية إلى أوكرانيا. وقال إن هذا قد يصبح ممكنا في حالة حدوث اختراق من قبل القوات الروسية للجبهة وبعد طلب رسمي من نظام كييف. ويرى مراقبون إن تلك مؤشرات على أن كل شيء يسير نحو حرب كبيرة. وثمة معطيات عن أنه سيتم إرسال 1500 شخص إلى أوكرانيا. علاوة على أن المئات الأولى موجودة بالفعل، وهم يتكبدون الخسائر، وستعمل روسيا على تدمير كل ما يجلبه الغرب إلى أوكرانيا. لكن دول الناتو لن تتوقف وستدفع بالمزيد من القوات. وعلى خلفية ذلك التصعيد تجري مناورات عسكرية مشتركة للناتو تسمى الاستجابة السريعة 2024 في إستونيا، التي تعد جزءا من مناورات المدافع الصامدة. وتقوم وحدات الحلفاء اثناء المنورات التدريب على نشر قوات إضافية بسرعة.‎وفي ليتوانيا المجاورة ، أجريت مناورات عسكرية في نهاية أبريل للدفاع عن ممر سوالكي ، وهو قسم مهم استراتيجيا من الحدود الليتوانية البولندية المتاخمة لمنطقة كالينينغراد في روسيا ومنطقة غرودنو في بيلاروسيا. وحضر التدريبات 1.5 ألف عسكري من لواء المشاة الآلي” زيميتيا “ والوحدات الحليفة، بالإضافة إلى حوالي 200 وحدة من المعدات العسكرية. وفي نفس اليوم، زار المستشار الألماني أولاف شولز اللواء الألماني في ليتوانيا، الذي سيكون مقره هناك. وسيتألف اللواء من حوالي خمسة آلاف جندي ألماني. كما سيتم دمج كتيبة الناتو الدولية بقيادة ألمانيا، المتمركزة في ليتوانيا منذ عام 2017، في اللواء. وبعد زيارة القاعدة العسكرية، توجه شولز إلى ريغا، حيث التقى برؤساء إستونيا ولاتفيا وليتوانيا.‎

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

اليوم ..خمس مباريات في انطلاق الجولة الـ 36 لدوري نجوم العراق

بدء التصويت في انتخابات فرنسا التشريعية

"واتساب" يختبر ميزة جديدة عند الفشل بارسال الصور والفيديوهات

تطوير لقاحات جديدة للقضاء على الحصبة نهائياً

الأونروا: سكان غزة فقدوا كل مقومات الحياة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: جمهورية بالاسم فقط

 علي حسين ماذا سيقول نوابنا وذكرى قيام الجمهورية العراقية ستصادف بعد أيام؟.. هل سيقولون للناس إننا بصدد مغادرة عصر الجمهوريات وإقامة الكانتونات الطائفية؟ ، بالتأكيد سيخرج خطباء السياسة ليقولوا للناس إنهم متأثرون لما...
علي حسين

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

قناطر: بين خطابين قاتلين

طالب عبد العزيز سيكون العربُ متقدمين على كثير من شعوب الأرض بمعرفتهم، وإحاطتهم بما هم عليه، وما سيكونوا فيه في خطبة حكيمهم وخطيبهم الأكبر قس بن ساعدة الإيادي(حوالي 600 ميلادية، 23 سنة قبل الهجرة)...
طالب عبد العزيز

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram