 ذي قار / حسين العامل

اعلنت بيئة ذي قار عن مواصلة العمل في حملة تشجير واسعة في المدارس والجامعات لمواجهة آثار التغير المناخي، مؤكدة زراعة اكثر من 1500 شتلة خلال الاشهر المنصرمة ضمن مبادرة رئيس مجلس الوزراء لزراعة 5 ملايين شجرة ونخلة في عموم العراق.

قال مدير بيئة ذي قار، محسن عزيز، في حديث إلى (المدى) انه "تم تشجير عشرات المدارس ودائرة التراث التابعة لمفتشية اثار ذي قار وكليتي الصيدلة والزراعة في جامعة ذي قار"، واضاف ان " الحملة تأتي ضمن دعم مبادرة رئيس الوزراء لزراعة 5 ملايين شجرة ونخلة في عموم البلاد لمواجهة اثار التصحر والجفاف والتغيرات المناخية التي شهدها العراق".

واستطرد ان "عدد الاشجار المغروسة في المؤسسات التربوية والجامعية يعتمد على المساحات المتاحة في تلك المؤسسات "، مبينا ان " اعداد الاشجار تتفاوت ما بين 30 الى 150 شجرة في كل مدرسة او مؤسسة".

واشار مدير بيئة ذي قار الى "زراعة اكثر من 1500 شتلة خلال الايام الاولى من انطلاق حملة التشجير"، مبينا ان " رفد فرق التشجير في دائرة البيئة بالشتلات يكون عبر المشاتل الحكومية كدوائر البلدية او الصحة أو متبرعين من اصحاب المشاتل ".

وتحدث عزيز عن حملة تشجير اخرى عبر زراعة فسائل النخيل بالتنسيق مع وزارة الزراعة تشمل عددا من المحافظات العراقية منها ذي قار وميسان والمثنى، واوضح ان " زراعة الفسائل ستكون على الطرق الرئيسة وان دوائر البيئة ستكون مهمتها قلع الفسائل ونقلها فيما ستكون العناية اللاحقة من مسؤولية الدوائر البلدية".

وشدد مدير بيئة ذي قار على "اهمية العناية اللاحقة في ديمومة انبات الاشجار المغروسة ضمن حملات التشجير ولاسيما اشجار النخيل"، منوها الى ان "الهدف من حملات التشجير يدخل ضمن توسيع رقعة المساحات الخضراء لمواجهة التغيرات المناخية".

وتطرق مدير بيئة ذي قار الى برنامج لنشر الوعي البيئي في هذا المجال يتمثل بنشر فرق ميدانية لإلقاء المحاضرات التوعوية على الطلبة وحثهم على العمل التطوعي للحفاظ على البيئة.

وأطلق رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، في (12 اذار 2023 )، مبادرة لزراعة 5 ملايين شجرة ونخلة في عموم محافظات العراق، لمواجهة آثار التغيرات المناخية.

وأعلن بيان للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء تابعته (المدى)، أن محمد شياع السوداني، "أطلق من البصرة، مبادرة كبرى لزراعة 5 ملايين شجرة ونخلة في عموم محافظات العراق".

وتأتي حملات التشجير في وقت واجهت فيه المحافظات العراقية ومن بينها محافظة ذي قار جملة من التحديات الناجمة عن التغيرات المناخية وازمة المياه خلال السنوات الاخيرة اذ تعرضت مساحات شاسعة من مناطق الاهوار في محافظة ذي قار الى الجفاف وتضرر مئات القرى من شح المياه، ناهيك عن هجرة الاف الاسر من مناطق سكناها اذ فقد معظم سكان الاهوار والقرى التي تعرضت للجفاف خلال الاعوام المذكورة مصادر دخلهم المتمثلة بالزراعة وصيد الاسماك وتربية المواشي فيما تسببت العواصف الغبارية بمشاكل صحية وحالات اختناق بينما ادى ارتفاع درجات الحرارة الى خسائر اقتصادية ناجمة عن تفاقم مشكلة الجفاف وتعطيل الدوام في الايام التي تشتد فيها الحرارة خلال موسم الصيف.

وكانت مصادر حكومية ومجتمعية في ذي قار حذرت في ( ايار 2023 ) من تفاقم اثار التغير المناخي على الاوضاع الامنية والاقتصادية للسكان المحليين، فيما اكدت ارتفاع معدلات النزوح ونشوب نزاعات ناجمة عن شح المياه والجفاف.

فيما أعرب مسؤولون محليون ومنظمات مجتمعية في ذي قار (منتصف حزيران 2023) عن خشيتهم من تفاقم مشاكل النزوح البيئي الناجم عن ازمة المياه في موسم الصيف، وذلك بالتزامن مع تحذيرات بيئية من تراجع مناسيب المياه في مناطق الاهوار.

واسفرت موجة الجفاف التي شهدتها مناطق الاهوار في صيف عام 2022 عن ارتفاع معدلات البطالة بين سكان اهوار الناصرية الى أكثر من 60% بعد ان فقد معظم العاملين في مجال تربية الجاموس وصيد الاسماك والاعمال الحرفية فرص عملهم نتيجة زحف التصحر والجفاف الذي طال أكثر من 90% من المناطق التي كانت مغمورة بالمياه في العام ذاته.

وكشف مسؤول محلي في ذي قار (منتصف ايار 2023) عن مباحثات مع منظمة اليونيسيف لتطوير واقع التعليم والحد من ظاهرة الطلبة المتسربين في مناطق المحافظة التي تتعرض للنزوح السكاني الناجم عن الجفاف والتأثير المناخي، وذلك ضمن خطة المنظمة الخاصة بتطوير قطاع التربية والتعليم في المحافظة.

يشار الى ان لجنة الامر الديواني 73 ومديرية زراعة ذي قار كشفت يوم الاثنين ( 29 اب 2022) عن المباشرة بتنفيذ خطة خمسية لتثبيت الكثبان الرميلة في منطقة الكطيعة الصحراوية الواقعة بين الناصرية والسماوة ، وفيما بينت ان الخطة تشتمل على حزام اخضر يمتد بطول 100 كم على جانبي طريق المرور السريع وبمساحة 250 ألف دونم ، اشارت الى تعرض المحافظة سنويا الى 250 يوما من العواصف الغبارية.