خاص/ المدى
فصل الخبير الامني والستراتيجي مخلد حازم، إمكانية خروج القوات الامريكية من البلد، فيما أوضح ان هذا الامر يحتاج الى فترات زمنية طويلة.
وبين الخبير الامني والستراتيجي مخلد حازم انه «الى هذه اللحظة هنالك ثلاث جولات حصلت ما بين اللجنة العسكرية العليا المشكلة من قبل الولايات المتحدة وكذلك هيئة رئاسة اركان الجيش العراقي». مشيرا الى، ان «هذه اللجان شُكلت منها لجان فرعية مهمتها ان تدرس جهوزية القوات العسكرية، وكذلك جهوزية الأسلحة بالنسبة للقوات العسكرية، وهل هنالك إمكانية لصد هجمات عصابات داعش، او اذا ما حدث اي تعرض الى الأراضي العراقية هل تستطيع هذه القوات ان تقوم بعملها».
ويؤكد حازم لـ(المدى)، انه «الى هذه اللحظة لم تخرج نتائج نهائية، ووضحنا سابقاً ان هذا الموضوع يحتاج الى فترات زمنية طويلة، اذ ان تواجد قوات التحالف على الاراضي العراقية كان بطلب عراقي، وبموافقة اممية، وايضاً انهاء هذا التواجد يجب ان يكون بطلب عراقي وأيضا بموافقة اممية».
وأضاف، ان «هذه اللجان هي عبارة عن لجان فرعية تعد تقارير ومن ثم تقوم برفعها الى الامم المتحدة، وهنالك ايضاً لجان داخل الامم المتحدة تنظم ما توصلت اليه هذه اللجان، ومن ثم تقارن هذه القرارات مع ما موجود على ارض الواقع، وما هي حركة داعش، وماهي العمليات التي تقوم بها، لان في الاساس التحالف الدولي شُكل لمحاربة عصابات داعش ضمن عمليات الحزم، فبالتالي هذه المعطيات يجب ان تنتهي على الأرض، وبدوره ينتهي دور التحالف الدولي».
ويوضح حازم، ان «الموضوع يحتاج الى فترات زمنية، والمتغير اللحظي الذي قد يحصل على الأرض هو قد ينسف كل جولات الحوار هذه، وبالتالي فان حقيقة التواجد الاميركي في العراق وقوات التحالف تم الاتفاق عليها بان يكون من خلال علاقات امنية ثنائية مستدامة، اي بما معنى انه لا يوجد خروج للقوات الامريكية من العراق، وانما ستتحول نوع العلاقة الى علاقة امنية استشارية باقية ضمن اتفاقية الإطار الستراتيجي، وكذلك سيتم إبرام اتفاقيات مع بعض دول التحالف لان تكون هناك بيننا وبينهم ايضاً اتفاقية ثنائية امنية مستدامة». مستدركا بحديثه انه «يجب علينا ان لا ننسى ان الجانب الامريكي ايضاً موجود ضمن قوات حلف الناتو، وكل هذه المعطيات اذا ما اجتمعت مع المتغيرات الحاصلة في المنطقة وفي الاقليم والتوتر الحاصل في البحر الاحمر وحرب غزة لا تجعلنا نفكر بان خروج هذه القوات من العراق بالأمر الهين، وخصوصا نحن نتكلم عن انه لا تزال هنالك تقارير دولية مفادها ان داعش بدأ ينشط وينفذ عمليات، وهذه المعطيات علامات على ان التواجد الامريكي باقي في المنطقة، والعراق جزء من هذه المنطقة لأنه يعتبر محورا مهما في المنطقة، وقد تعرض الى هجمة شرسة من عصابات داعش في فترة من الفترات، فبالتالي يعني لا توجد رؤية واضحة ان هذا الأمر سوف يتم حسمه بسهولة، وخصوصا نحن نحتاج في حربنا مع داعش الى المعلومة الامنية الاستباقية، وهذه المعلومة يجب ان نحصل عليها في كثير من الأحيان خلال الرصد والاستمكان الجوي الذي لا نملكه وتملكه قوات التحالف والقوات الأميركية».
يختتم حازم حديثه، بان «هناك الكثير من العمليات التي نُفذت، كعمليات مشتركة ما بين القوات العراقية وكذلك قوات التحالف، وهناك عملية قد نفذت في العيف، وكثير من المعطيات حقيقة بان المنطقة ساخنة وقد نشهد نشاطا لعصابات داعش بصورة مكثفة في الفترة القادمة، وهذا الامر قد يحبط اي حوار امريكي-عراقي».
يذكر انه في بداية كانون الثاني من العام الجاري جدد العراق دعوته لخروج قوات التحالف من البلد وانهاء مهامها، حيث قال رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوادني في حديث له خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس وتابعته (المدى)، إنه من الضروري «البدء فورا في حوار للخروج بتفاهم حول ترتيب جدول زمني لإنهاء مهمة المستشارين الدوليين». مضيفا، أن «انتهاء مهمة التحالف الدولي ضرورة لأمن واستقرار العراق، كما أنها ضرورة للحفاظ على العلاقات الثنائية البناءة بين العراق ودول التحالف». معتبرا انه «لم يعد هناك أي مبررات لوجود التحالف الدولي، واليوم الموقف الأمني بشهادة كل المختصين في العراق ولدى الأصدقاء أن داعش لا تمثل تهديدا للدولة العراقية».
