TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمودالثامن: أمنيات العراقيين

العمودالثامن: أمنيات العراقيين

نشر في: 30 مايو, 2024: 01:38 ص

 علي حسين

خبر سعيد مجلسنا الموقر مجلس النواب سيتوقف عن عقد جلساته حتى عودة الكثير من أعضائه من الحج ، ورغم أنني مثل غيري من ملايين العراقيين، نأمل أن يغط برلماننا في نوم عميق نتخلص فيه من فوضى التصريحات ونزالات الملاكمة وسوق الشتائم والمزايدات ااطائفية وكنت أتمنى – ولو أن التمني بضاعة المفلس - أن يأخذ البرلمان إجازة استجمام طويلة، فربما يرتاح الناس من الهتافات التي تفاقم أزمة الاحتقان السياسي، فما الذي سيجنيه الناس من برلمان يعيد إلى مسامعهم الخطب نفسها وتمتلئ شاشات الفضائيات بمعارك تاريخية غير مسبوقة؟ وتتحول جلساته إلى مناكفات شخصية، ويملأ أعضاؤه "الحجاج" السموات والأرض بتصريحات عن الوطنية ومصلحة البلاد والدفاع عن قضايا الشعوب، لكنهم يعجزون عن مناقشة قانون يصب في مصلحة الناس.
في أوضاع كهذه من حق العراقيين ألّا يبالوا باجتماع برلمانهم الموقر، وألّا يقعوا في غرامه، والسبب لأن بضاعته قديمة وبالية، ولا تناسب مطالب الناس بالعدالة الاجتماعية وبالإصلاح السياسي، فهي بضاعة مزيفة لا يمكن لمواطن ذكي أن يقتنيها.
من المؤكد أن كثيراً من العراقيين يشعرون بالحسرة وهم يشاهدون نوابهم الأفاضل قد حرموا من الذهاب إلى الحج بعد ان سهروا الليالي، وعقدوا اجتماعات واصلت الليل بالنهار تم خلالها اختيار عدد من النواب من المشهود لهم بالتقوى، لكتابة دعاء يطلق عليه اسم دعاء النواب "الحجاج" وبعنوان "اللهم إجعل قبة البرلمان دارنا ومستقرنا إلى يوم الدين".
سيقول البعض: أليس من الغريب والمعيب أن يذهب سياسيون ومسؤولون إلى موسم الحج في وقت عصيب، الناس فيه بأمس الحاجة إلى إطلالة مسؤول يشرح لهم ما الذي يحصل؟
كنت أتمنى على السادة المسؤولين ومن ضمنهم نواب ووزراء يصرون على الذهاب إلى الحج كل عام، أن يتبرعوا بمبالغ حجّتهم للمعوزين والفقراء فهي عند الله أكرم وأعظم من حجة بأموال الدولة ، كنت أتمنى على المسؤولين الذين يذهبون كل عام زرافات لأداء موسم الحج الخامس أو السادس أن يحجوا إلى الأماكن التي لا تطالها الخدمات .
كنت أتمنى أن يتبرع السادة النواب الحجاج جميعهم برواتب الأشهر التي قبضوها بدون وجه حق إلى عوائل شهداء التفجيرات الأخيرة علها تخفف عنهم ذنوبهم التي ارتكبوها بحق هذا الشعب المغلوب على أمره.
لقد اختار العراقيون العملية الديمقراطية إيمانا منهم بأن القوى السياسية ستوفر لهم الأمن والهدوء والاستقرار، وتحفظ الناس من المخاطر والأهوال.. لكن الأمور جاءت عكس ما تمنوا، ولم تعرف البلاد هدوءاً منذ أن أطل "الحجاج" وهم يهتفون الواحد ضد الآخر. للاسف يحصل البعض من النواب على السلطة والمنصب والامتيازات لمجرد انهم بارعون في خطابهم الطائفي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. كاظم مصطفى

    منذ 2 سنوات

    وليعلم حجاج المال العام من ان الله سبحانه ليس في بيته بل لدى الجياع والعراة فحجوا اليهم ان كنتم تفقهون

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram