اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى الاحد: جولة موسيقية في فيينا

موسيقى الاحد: جولة موسيقية في فيينا

نشر في: 2 يونيو, 2024: 12:00 ص

ثائر صالح
الجزء الخامس: بيوت شوبرت
ولد شوبرت في فيينا سنة 1797 وعاش حياته فيها وتوفي فيها سنة 1828، بعد عام ونصف من وفاة بيتهوفن. وقد حولت بلدية فيينا البيت الذي ولد فيه وبيت أخيه فرديناند الذي توفي فيه إلى متحفين يعرضان بعض الأغراض الشخصية والصور لشوبرت وعائلته.
يعتقد أن شوبرت ولد في مطبخ البيت الذي يقع في الطابق الأول من البناية الواقعة في الحي التاسع اليوم، وكان تسلسله الثاني عشر من مجموع 14 طفل، لم يصل سن البلوغ إلا أربعة منهم. كان أبوه معلماً، وكانت المدرسة في الطابق الأرضي. وقد انتقلت العائلة الكبيرة في 1801 إلى بيت أكبر في بناية قريبة بسبب الحاجة إلى توسيع المدرسة. حفظ بيت مولده بأحسن حال، وهو من البيوت القليلة التي تعود إلى تلك الحقبة والتي بقيت على حالتها في الضواحي. من أهم محفوظاته نظارة المؤلف الدائرية الشهيرة، والبيانو العائد إلى أخيه إغنانتس.
توفي شوبرت شاباً في الحادية والثلاثين من العمر، بعد حياة قصيرة وعاصفة لكنها مليئة بالخيبات، ولربما سوء الحظ إن كنّا نؤمن بذلك. يكمن سوء حظه (وحظ أقرانه من الموسيقيين الشباب) في معاصرته لبيتهوفن العظيم، فقد كان الموسيقيون الآخرين الذين عاشوا في ظل هذا العملاق يشعرون بضآلتهم أمامه. تميز شوبرت بالانطوائية أصلاً، وكان خجولاً. ثم عانى من أمراض يعتقد أن إحداها السفلس، وتشير الأعراض التي نعرفها إلى التسمم بالزئبق من صداع وآلام معوية مثلاً، فقد كان الأطباء يعالجون هذا المرض بأبخرة الزئبق، مما عجل بوفاته. لم يحصل شوبرت في حياته على الاعتراف بموهبته الفائقة وأهميته الاستثنائية في تاريخ الموسيقى. فهو أبو الاغنية (ليد) فقد أعطى هذا الشكل المعروف سابقاً أبعاداً جديدة ومعنى آخر، ولديه نحو 600 أغنية تعتبر قمة في هذا الفن. ألف 13 سيمفونية أكمل سبعاً منها فقط، ولديه عشرين عمل أوبرالي أو غنائي (مسرحية غنائية)، وهنا أيضاً عانى من منافسة شديدة ليست أقل من أوبرات روسيني، مما أدى إلى فشله في تقديم الكثير من أعماله المكتوبة باللغة الألمانية. وتحمل موسيقى البيانو التي ألفها شحنة عاطفية غير معهودة وأبعاداً درامية عميقة، وتتميز بأصالة الألحان التي ابتدعها وجمالها الفائق.،ونلمس فيها بذور العصر الرومانتيكي القادم. كان يؤلف ويعزف ويوزع مؤلفاته بين حلقة من الأصدقاء الذين كانوا على وعي بعبقرية صديقهم.
لم يحالفه الحظ كذلك في تقديم أعماله على المسرح، إلا قبيل وفاته.
توفي شوبرت في شقة أخيه فرديناند التي تقع بالقرب من سوق ناش الشهير ومسرح فيينا. وهي الشقة الثانية التي حولتها بلدية فيينا إلى مكان تذكاري تخليداً لإبن المدينة الشهير. وتنتشر كذلك اللوحات التذكارية التي تقتفي خطى شوبرت في المدينة، وهناك تماثيل له بينها تمثال جميل في حديقة المدينة التي يخترقها نُهير فيينا، ليس بعيداً عن تمثال يوهان شتراوس الذهبي الشهير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

فشل الذكاء الاصطناعي في مضاهاة الخلق الأدبي والفني

قناطر: بين خطابين قاتلين

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

يا أيام بنطال "الچارلس".. من ذاكرة قلعة صالح في سوق الخياطين

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت

حوار مع الروائية الفيلسوفة أيريس مردوخ : الرواية الجيدة هي هِبة للإنسانية

"الزنا".. أحدث روايات الكاتب البرازيلي الشهير باولو كويلو

هل دجلة الخير للجواهري نهر؟

كيف تموت منتحرا؟

مقالات ذات صلة

فشل الذكاء الاصطناعي في مضاهاة الخلق الأدبي والفني
عام

فشل الذكاء الاصطناعي في مضاهاة الخلق الأدبي والفني

د. نادية هناويمنذ ثورة أوروبا الصناعية في القرن التاسع عشر، والعالم غير الصناعي ينظر بعين الريبة إلى المستحدثات الصناعية والمبتكرات العلمية، متوجساً مما ستصل إليه الثورة العلمية من اختراعاتٍ وتقنياتٍ، فيضع احتمالاتٍ مستقبليةً فيها...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram