بغداد / المحرر السياسيكشف كامل الزيدي رئيس مجلس محافظة بغداد عن عدم معرفته بالحياة الديمقراطية عند اعتباره أن الاعتصام الذي نظمته مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون في شارع المتنبي يوم الجمعة الماضي، اعتصاما معاديا للحريات وللديمقراطية، متحدثا لبعض الفضائيات عن الأكثرية والأقلية بروحية المنتصر في حرب خارجية!
فضلا عن انه هدد بجماهير بغداد التي "استنجدت" به حسب ادعائه، ليس من إشاعة الفساد ونهب أموال الدولة وليس من سوء الخدمات وجبال النفايات في مناطق بغداد المختلفة وليس من معاناتها من غياب الكهرباء وليس من الوضع الأمني الذي يحصد كل يوم أرواح الأبرياء، ولا من خدمات التعليم المتدنية، ولا من نقصان الأدوية وعدم صلاحياتها، جماهير بغداد استنجدت بالزيدي على طريقة "وا معتصماه" لكي ينقذها من أضواء ليل بغداد، وهو بذلك،عامدا متعمدا، يريد أن يشوه الهدف النبيل من الاعتصام ومن الحملة وهو حماية الحريات المدنية والدفاع عنها من الانتهاكات المتواصلة للحريات العامة التي تمارسها الدكتاتوريات الصغيرة في مجالس المحافظات. إن الزيدي وآخرين يحاولون أن يصوروا أن حملة "المدى" هي دفاع عن الملاهي والنوادي الليلية ومحال بيع الخمور، في الوقت الذي أعلنا صراحة أن حملتنا هي دفاع عن الحريات المدنية التي اقرها الدستور وضد العشرات من الممارسات التي تتعرض لها هذه الحريات، مثل منع مهرجان بابل في محافظة بابل وإلغاء السيرك في البصرة ومنع فرقة رقص غنائية من المشاركة في مهرجان ثقافي في البصرة أيضا بحجة حمايتها من الجماهير. إننا والحمد لله لسنا من مرتادي الملاهي الليلية، لكننا نطالب بتنظيم كل هذه الأمور وفق سياقات قانونية ودستورية تحمي حقوق الجميع في الحياة الكريمة، ونقف بالضد تماما من تحويل بغداد وبقية المحافظات إلى قندهارات جديدة.إن القدرة على تسيير مظاهرات مليونية مهمة، غاية في البساطة بالنسبة لأي سلطة لكنها لا تستطيع أن تلغي الإرادة الشعبية الحقيقية، إن الخروج المليوني العفوي والحقيقي هو الذي تحركه شهادة الحسين والزيارات إلى المراقد المقدسة وليس للأهداف المبيتة لكامل الزيدي! إن التهديد باستخدام المساجد في مواجهة احتجاجات جماهيرية تذكرنا دوما بما كانت تقوم به ما يسمى بدولة العراق الإسلامية أيام كان للإرهاب سطوة! لقد تخبط الزيدي كثيرا وهو يبرر قرارات مجلس المحافظة وصمته المطبق عن كل أشكال انتهاكات الحريات المدنية العامة، ملقيا بالمسؤولية على الأمانة العامة لرئاسة الوزراء مرّة وعلى قوانين صدام مرّة أخرى وأخيرا استجابته "الديمقراطية" جدا لنداءات جماهير بغداد!لا اعتقد أن أحدا قد سمع قبل الآن ولن يسمع على ما نعتقد، بأي مشروع ثقافي تبناه ويتبناه مجلس محافظة بغداد لكي يدعو المثقفين والإعلاميين ونخب المجتمع المدني المعتصمين، وهم فئة قليلة "على حد تعبيره" للانخراط في برنامجه أو برنامج المجلس الذي لا يوجد إلا في خيال الزيدي، وإذا كانت لديه مثل هذه المشاريع فان المدى على استعداد لاستضافته في ورشها الثقافية للحديث عنها. إن المشروع الذي لديه هو تحريض جماهير بغداد بالضد من مصالحها الحقيقية واستقوائه برجال الدين، الذين لم نسمع منهم تأييدا لمشاريعه، وهم الذين يدعون في خطب الجمعة إلى مشاريع لخدمة الناس وتقليص امتيازات المسؤولين والعمل على حل مشاكل البطالة والفساد المالي والإداري الذي استشرى في جسد مؤسسات الدولة.إن المدى والمتضامنين مع حملتها، يعلنون استمرار حملتهم من اجل حماية الحريات المدنية والدفاع عن مستقبل العراق الديمقراطي وسنواصل تطويرها لتشمل المحافظات المبتلية بأصحاب الفكر الظلامي. ونحن على ثقة من أن الغفلة التي مكّنت هذا النوع من المسؤولين الوصول إلى مراكز القرار، لن تكرر ما دامت صناديق الاقتراع قادرة على التغيير. إن الموقف السليم الآن وفورا هو تدخل السيد رئيس الوزراء نوري المالكي لايقاف مهازل مجالس المحافظات مستخدما صلاحياته لترسخ خطى بناء العراق وإنقاذه من الذين يعتقدون أن العراق مصمم على مقاساتهم .
رئيس مجلس المحافظة يهدد بجماهيربغداد ويعلن أن اعتصام المواطنين هواعتداءعلى الحريات !
نشر في: 4 ديسمبر, 2010: 10:27 م