اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > أليس مونرو و تفانيها من أجل القصة القصيرة

أليس مونرو و تفانيها من أجل القصة القصيرة

نشر في: 3 يونيو, 2024: 12:11 ص

نجاح الجبيلي

قالت أليس مونرو (1931-2024) التي توفيت مؤخراً في مقابلة مع مجلة باريس ريفيو: “ما إن بدأت في كتابة قصتي، حتى توقفت عن العمل. ثم ارتكبت خطأ كبيرا. حاولت أن أجعلها رواية عادية، نوعًا عاديًا من روايات الطفولة والمراهقة. في شهر مارس تقريبًا رأيتُ أنها لم تنجح. لم يكن الأمر مناسبًا بالنسبة لي، واعتقدت أنني سأضطر إلى التخلي عن كتابتها. لقد كنتُ جدّ مكتئبة. ثم خطر لي أنّ ما كان علي فعله هو تفكيكها ووضعها على شكل قصة. وبعد ذلك أستطيع التعامل مع الأمر.”
وفي بعض الأحيان أقْسمتْ أنها لن تكتب رواية أبدًا، وكادت أن ترفض هذا التحدي باعتباره أكبر من أن تحاول حتى القيام به. لكن في أوقات أخرى بدت وكأنها تتساءل بحزن، كما تتساءل إحدى شخصياتها، عن مدى اختلاف حياتها لو أنها كتبت رواية رائجة.
قالت في مقابلة أجريت معها عام 1998، مباشرة بعد نشر مجموعتها التي نالت استحسانًا واسعًا بعنوان “حب امرأة طيبة”: “أفكر في شيء الآن، كيف يمكن أن تكون رواية، لكنني أراهن أنها لن تكون كذلك”. واعترفتْ بأنها جرّبت في بعض الأحيان تحويل قصصها إلى روايات، لكنها قالت إنها وجدت أن القصص “تبدأ في الترهل” حين حولتها، كأنها تجاوزت حدودها الطبيعية. ومع ذلك، لم يتوقف الإغراء تماماً، و كما تقول:” إن واجب الكاتب الوحيد، هو إنتاج تحفة فنية”.
ولدت أليس آن ليدلو في 10 تموز 1931، في قرية وينجهام، أونتاريو، بالقرب من ضفاف بحيرة هورون. كانت الأولى من بين ثلاثة أطفال. حين أصيبت أمها بمرض باركنسون، وقع على عاتق أليس، التي لم تكن في سن المراهقة بعد ولكنها الأكبر بين الأطفال الثلاثة، رعاية والدتها، وهي تجربة نسجتها في كتاباتها. تمكنت من الالتحاق بالجامعة بعد فوزها بمنحة دراسية لمدة عامين في جامعة ويسترن أونتاريو.
تخصصت في اللغة الإنجليزية لكنها حافظت في البداية على طموحها في كتابة القصص لنفسها. تركت الدراسة وتزوجت من زميلها جيمس مونرو. استقرت عائلة مونرو في فانكوفر وأنجبت طفلين.. وقالت مونرو إن الموازنة بين الأمومة وحلمها في الكتابة، لم تترك لها الوقت والطاقة لمشاريع طموحة مثل كتابة الروايات. وبدلاً من ذلك، كرّست نفسها لإتقان القصة القصيرة، وهو الشكل الذي شعرت أنها تستطيع كتابته مع تربية أطفالها والعناية بمنزلها.
في عام 1963، انتقلت مونرو وزوجها إلى فيكتوريا، حيث ساعدته في إنشاء مكتبة مونرو، وأنجبت منه ابنة أخرى. لكن زواجهما انتهى في عام 1973، وعادت إلى أونتاريو.
بحلول ذلك الوقت، كانت سمعتها الأدبية قد ترسخت في كندا. في عام 1968، قدمت كتابها الأول، «رقصة الظلال السعيدة»، وهو عبارة عن مجموعة من القصص القصيرة التي تم تجميعها على مدى اثني عشر عاماً.
على الرغم من أن مونرو كانت توصف في أغلب الأحيان بأنها كاتبة كندية، إلا أن قصصها لم تستحضر كندا ذاتها بل تستحضر السعادات والأحزان والذكريات في حياة البلدة الصغيرة. وفي النهاية، كان كل منظر طبيعي بمثابة خلفية لثيماتها الرئيسة، والتي كانت تتمثل في عدم القدرة على التنبؤ بالحياة والإذلال الذي تعاني منه النساء والمشاهد التي تفوح منها رائحة السيرة الذاتية.
تجنبت مونرو الكثير من الدعاية المرتبطة عادة بالنجاح الأدبي وحددت من ظهورها في جولات كتابها وقراءاتها. غالبًا ما كانت تشير إلى نفسها بطريقة تستنكرها فيها. قالت إنها لم تصبح كاتبة محترفة حتى بلغت الأربعين من عمرها، ووصفت نفسها بأنها “كادحة” بسبب الطريقة البطيئة التي كانت تعمل بها، وغالباً ما كانت تكتب بملابس نومها لعدة ساعات في الصباح، ثم تقوم بمراجعة قصصها على نطاق واسع قبل إرسالها.
شرعتْ في تنفيذ جدول طموح لنشر مجموعة من القصص القصيرة كل ثلاث أو أربع سنوات، ونالت الثناء والإعجاب في جميع أنحاء كندا، حيث اقتربت من كونها قديسة أدبية وطنية، بعد حصولها على جائزة “جنرال غوفرنر”، التي فازت بها مرتين عن مجموعتها “من تعتقد نفسك؟” عام 1978 و”تقدم الحب” عام 1986.
في عام 1998، حصلت على جائزة غيلر عن مجموعتها “حب المرأة الطيبة”، وفي عام 2004 حصلت على جائزة أخرى عن مجموعتها “الهروب”. وبعد أن وافقت دائرة نقاد الكتاب الوطني للمرة الأولى على اختيار مؤلفين من خارج الولايات المتحدة لنيل جائزتها، فازت مونرو عام 1998 عن مجموعتها “حب امرأة طيبة”.
كانت تفكر في نجاحها وما قد يعنيه ذلك لها. قالت للمحاور بعد الفوز بنوبل 2013: “لقد انتشرتْ قصصي بشكل ملحوظ. أتمنى حقًا أن تجعل جائزة نوبل الممنوحة لي الناس ينظرون إلى القصة القصيرة باعتبارها فناً مهماً، وليس شيئًا تتلاعب به حتى تحصل على رواية مكتوبة”.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

اليوم ..خمس مباريات في انطلاق الجولة الـ 36 لدوري نجوم العراق

بدء التصويت في انتخابات فرنسا التشريعية

"واتساب" يختبر ميزة جديدة عند الفشل بارسال الصور والفيديوهات

تطوير لقاحات جديدة للقضاء على الحصبة نهائياً

الأونروا: سكان غزة فقدوا كل مقومات الحياة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت

حوار مع الروائية الفيلسوفة أيريس مردوخ : الرواية الجيدة هي هِبة للإنسانية

"الزنا".. أحدث روايات الكاتب البرازيلي الشهير باولو كويلو

هل دجلة الخير للجواهري نهر؟

كيف تموت منتحرا؟

مقالات ذات صلة

فشل الذكاء الاصطناعي في مضاهاة الخلق الأدبي والفني
عام

فشل الذكاء الاصطناعي في مضاهاة الخلق الأدبي والفني

د. نادية هناويمنذ ثورة أوروبا الصناعية في القرن التاسع عشر، والعالم غير الصناعي ينظر بعين الريبة إلى المستحدثات الصناعية والمبتكرات العلمية، متوجساً مما ستصل إليه الثورة العلمية من اختراعاتٍ وتقنياتٍ، فيضع احتمالاتٍ مستقبليةً فيها...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram