 ترجمة / المدى

تناولت منظمة ، ريفيوجيز انترناشنال Refugees Internationl ، الدولية المعنية بشؤون المهاجرين في تقرير لها معضلة الايزيديين الإنسانية بعد مرور قرابة عشر سنوات على جريمة الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها على يد داعش ، مشيرة الى انه في الوقت الذي يواجهون فيه أوضاعا امنية صعبة وقلة خدمات في منطقتهم سنجار ومخيمات النزوح فانهم يواجهون ظروفا معيشية صعبة أخرى في بلدان مهجر أوروبية بافتقارهم لاقامة قانونية وصعوبة لم شملهم مع عوائل لهم في المانيا وهولندا.
وتذكر المنظمة الدولية انه في آب من هذا العام تمر الذكرى العاشرة لجريمة الإبادة الجماعية التي اقرت بها عدة بلدان بضمنها فرنسا وألمانيا وهولندا والذي يعني ان البلدان التي اقرتها ان تتعهد بمحاسبة المتورطين واحالتهم للمحاكم مع ضمان تلقي الضحايا التعويضات وتوفير خدمات لهم وتسهيل ظروف اللجوء لهم حال عدم توفر شروط عيش آمنة في مناطقهم.
ويشير التقرير الى انه بعد مرور عشر سنوات فان النازحين والناجين الايزيديين ما يزالون يجدون مصاعب في العودة لمناطقهم وقراهم في سنجار التي ما تزال تعاني من دمار وقلة خدمات وغياب اجواء أمنية لحياة مستقرة مما يعيق ذلك عودة المهاجرين أيضا لبيوتهم في العراق. وفي هذه الاثناء أيضا فانهم محرومون أيضا من مسالك آمنة الى أوروبا ، حيث لديهم أقارب هناك. ومع ذلك فان كثيرا من الذين وصلوا الى أوروبا يعيشون ظروفا قاسية صعبة لافتقارهم إلى أوراق إقامة قانونية او أي دعم واسناد لتحقيق لم الشمل لهم. وتشير المنظمة الدولية الى انه ما يزال هناك 200 ألف ايزيدي يعيشون حالة نزوح بمخيمات في إقليم كردستان ، في وقت ما تزال هناك اكثر من 2,800 امرأة وطفل ايزيدي ما زالوا في عداد المفقودين منذ العام 2014 . وانه في لقاءات أجريت مع مهاجرين ايزيديين من بين اكثر من 4 آلاف ايزيدي غادروا العراق صيف 2023 الى اليونان كمحطة اولى ذكروا انه رغم وجود وعود بتعويضات وتوفير فرص عمل فان أي شيء لم يحصل من هذا وانهم يشعرون بعدم الأمان والاستقرار في مناطقهم لوجود مجاميع وفصائل مسلحة تسيطر على مناطقهم ولا يستطيعون تعمير منازلهم في مناطق تخلو من خدمات أساسية من كهرباء وماء ومدارس ومستشفيات.
في لقاء مع مهاجرة ايزيدية في اليونان وصفت كيف انها هربت مع عائلتها من منزلهم في سنجار عند دخول داعش عام 2014 ثم ذهبوا الى سوريا ثم قضوا عاما في احد مخيمات النزوح قرب دهوك بإقليم كردستان ، وعندما عادوا الى منطقتهم سنجار وجدوا منزلهم وقد سوي بالأرض وعاشوا بشكل مؤقت مع أقارب لهم ثم قرروا الهجرة بهدف الالتحاق بأقارب لهم في فرنسا .
ويذكر التقرير ان تراكم كثير من التحديات في منطقة سنجار جعلت العديد من الايزيديين يفكرون في الهجرة بانها البديل الوحيد للتعافي من آثار الإبادة الجماعية وكثير منهم حصلوا على لجوء في أوروبا. حيث ان المقيمين في مخيمات النزوح غالبا ما لديهم افراد عائلة او أقارب قد غادروا الى أوروبا وبنوا حياة جديدة لهم هناك ويريدون اللحاق بهم.
وبغياب وسائل إنسانية رصينة تؤمن وصول مهاجرين ايزيديين الى ذويهم في بلدان أخرى ، فانهم يلجؤون لطرق عبور غير آمنة الى أوروبا بالاعتماد على مهربين. واستنادا الى ايزيديين تمت مقابلتهم فان قسما من العوائل لا تستطيع السفر سوية بسبب الكلف الباهظة والتي تصل الى 1,500 يورو للشخص الواحد ونصف المبلغ بالنسبة للأطفال. او ان بعضهم لايستطيعون خوض تجربة السفر لكبر سنهم وعدم تحملهم المصاعب . واستنادا لاحدى الايزيديات المقيمة في مخيم في اليونان بهدف الوصول الى هولندا للالتحاق بزوجها واقاربه هناك تقول ان عملية طلب الحصول على لم شمل الى هولندا ولجوء استغرقت خمسة عشر شهرا . ويشير التقرير الى ان احدى العوائل الايزيدية فقدت ابنتها البالغة اثناء عبورهم بحرا بين تركيا واليونان وما يزالون لم يعثروا عليها رغم ابلاغ منظمة الصليب الأحمر اليونانية . وشخص آخر قال انه عند عبوره الى اليونان واثناء ركوبهم باص مع عائلة صديق أخرى معهم طفلين اعتقلتهم الشرطة اليونانية واعادوهم الى تركيا ومن هناك تم ترحيلهم مرة أخرى عائدين الى العراق.
وتوصي المنظمة الدولية بإصدار سمة دخول ، فيزا ، لأوروبا خاصة بالحالات الإنسانية للناجين من جريمة الإبادة الجماعية التي اقرت بها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لغرض تسهيل عملية لجوئهم ولم شملهم مع أقاربهم وان ينتقلوا مباشرة الى البلد الذي يقصدونه ولا يقضوا اشهر وسنين وهم بانتظار موافقة صدور حق اللجوء وهم يقيمون في معسكرات إيواء متعبة في اليونان.
وبخصوص دولة اليونان توصي المنظمة الحكومة اليونانية ان تحرص على عدم تفريق افراد العوائل المهاجرة في مخيمات متباعدة مع توفير الرعاية الصحية لهم اثناء انتظارهم موافقة صدور حق الإقامة لهم من البلد الذي يقصدوه. وكذلك توصي المانيا بعدم إعادة تهجير الايزيديين وابعادهم الى العراق مرة أخرى حيث لا تتوفر ظروف العيش المستقر لهم هناك، مع منح الايزيديين الذين وصلوا الى المانيا منذ صيف عام 2014 إقامة دائمة وفقا للقانون الدولي ولأسباب إنسانية استنادا للفقرة 23 من قانون الإقامة.

• عن منظمة ريفيوجيز إنترناشنال