اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى ومعهد غوته يستكشفان بابلمن المصادر القديمة إلى التراث العالمي

بيت المدى ومعهد غوته يستكشفان بابلمن المصادر القديمة إلى التراث العالمي

نشر في: 4 يونيو, 2024: 12:03 ص

 بسام عبد الرزاق

اقام بيت المدى في شارع المتنبي، بالتعاون مع معهد "غوته" الألماني، الجمعة الماضية، جلسة بعنوان "استكشاف بابل من المصادر القديمة الى التراث العالمي" استضافت فيها العالمة الاثارية الألمانية الدكتورة هيلين كريس المتخصصة بآثار الشرق الأوسط، والتي تعمل حاليا في متحف الشرق الأدنى القديم في برلين، كما انها المسؤولة عن المعارض في هذا المتحف.

الباحث رفعت عبد الرزاق، قدم الضيفة المحاضرة، قائلا: ان كريس فضلا عن تخصصها بالآثار، هي من أعضاء البعثات التنقيبية التي عملت في العراق وسوريا وتركيا، وصدر لها مؤخرا كتاب عن مدينة بابل ترجم الى الإنكليزية وهو في طريقه الى اللغة العربية.
وأضاف، ان "الحديث عن الدور الألماني في التنقيب عن اثار العراق ودراستها معروف لدى المتتبعين في العراق، وكانت هذه البعثات جادة أكثر من غيرها في البحث والتتبع، وكلنا يتذكر بوابة عشتار والآثاري الكبير روبرت كولدفاي الذي استطاع العثور على هذه البوابة وكذلك العثور على آثار الجنائن المعلقة في بابل".
وبين عبد الرزاق، انه "لا أقول شيئا عن نقل بوابة عشتار الى المانيا، وهل أقول من محاسن الأيام ان تنقل آثارنا الى أوروبا وتقدم بهذه الطريقة اللائقة للجمهور مقارنة بما حدث لآثارنا، وهذا التقييم ربما دائما يكون حديث الناس". المترجم د.محمد شبيب من كلية الآداب في جامعة بغداد، ساهم بترجمة الورقة التي قدمتها الدكتورة هيلين كريس، والتي قالت فيها ان "بابل تعد موقعا مميزا بين المواقع الاثرية في العراق، وبابل مكان لم ينس ابدا وتم تناقل اخبارها بطرق مختلفة جدا، وكانت بابل هي العاصمة ومركز الإمبراطورية البابلية التي حكمها الملك البابلي حمورابي في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، ثم توسعت من مدينة غير مهمة الى عاصمة امبراطورية كبيرة على مدار اكثر من 40 عاما من حكمه ونجح حمورابي في وضع المنطقة الممتدة من الخليج العربي الى سوريا تحت سيطرته مما اعطى بابل التفوق في جميع انحاء جنوب غربي اسيا". وأضافت، انه "في عهد حمورابي تطورت بابل لتصبح مركزا للتعليم والشعر والفن في بلاد ما بين النهرين وظلت كذلك لما يقرب من الفي عام، ومع ذلك فقدت السيطرة السياسية مرة أخرى بعد وقت قصير من وفاة حمورابي، وبدأت الإمبراطورية بالانهيار في عهد ابنه سمسو ايلونا من 1750 الى 1712 قبل الميلاد، وأنهى الملك الحيثي مورسيلي الأول حكم سلالة بابل عام 1795 قبل الميلاد ومن الناحية الاثرية لا نعرف سوى القليل عن ذروة بابل الأولى في عهد حمورابي حيث ان طبقات من هذا العصر مطمورة تحت المياه الجوفية".
وتابعت، انه "في القرون اللاحقة كانت بابل في الغالب تحت سيطرة الحكم الأجنبي فقط في أواخر القرن السابع قبل الميلاد وعندما فقدت الإمبراطورية قوتها تمكن نبوخذ نصر سنة 605 الى 625 قبل الميلاد من إعادة استقلال بابل، وبعدما يقرب من عقدين من الصراع المستمر هزمت اشور وسيطر نبوخذ نصر على أجزاء كبيرة من الأراضي الاشورية السابقة".
وأوضحت، انه "في عهد ابنه نبوخذ نصر الثاني وصلت الإمبراطورية البابلية الى اقصى اتساع حيث امتدت من ساحل البحر الأبيض المتوسط الى جبال زاكروس وشهدت مدينة بابل فترة ثانية من الازدهار تحت حكمه في القرنين السادس والسابع قبل الميلاد، ونفذ نبوخذ نصر الثاني العديد من مشاريع البناء الكبيرة في مدن مهمة في امبراطوريته وخاصة في بابل حيث تم بناء القصور والمعابد وتحصينات المدينة وبوابة عشتار وطريق الموكب".
وبينت كريس، ان "من السمات الخاصة، ان نبوخذ نصر الثاني بنى معظم المباني الجديدة من الطوب المحروق وليس من الطوب الطيني المجفف بالهواء كما كان معتادا، ومع ذلك فان هيمنة بابل لم تدم طويلا هذه المرة وفي وقت مبكر من 539 قبل الميلاد غزا الملك الفارسي قورش المدينة وأنهى استقلال بابل الى الابد".
وأشارت الى انه "على النقيض من الحكام البابليين لم يكن لدى ملوك الفرس أي نقوش توثق انشطتهم الانشائية، وتحت حكم الاسكندر المقدوني في القرن الرابع ماتزال بابل تلعب دورا مهما، وضرب الملك المقدوني عام 1331 قبل الميلاد اخر ملوك الفرس في معركة تل غوميل، وبعد هذا النصر الحاسم ذهب الاسكندر الى بابل ودخل المدينة دون قتال وتعرف عليه البابليون على الفور كملك وحمل اللقب الملكي التقليدي لبلاد ما بين النهرين، والمعروف كملك العالم، وفي طريق العودة من حملته التي استغرقت 10 سنوات والتي اوصلته الى الهند زار الاسكندر بابل مرة ثانية حيث وصل في ربيع 323 قبل الميلاد الى هناك، وبعد وفاته غير المتوقعة قسم جنرالاته الإمبراطورية الشاسعة فيما بينهم وأصبحت بابل جزءا من الإمبراطورية السلوقية". وأكملت، ان "الأبحاث الحديثة أظهرت ان بابل ظلت مركزا مهما في المنطقة سواء في الفترة السلوقية السابقة في 320 الى 141 قبل الميلاد وفي العصر البارثي اللاحق من 141 الى 223 قبل الميلاد واستمرت كذلك العديد من التقاليد البابلية تحت الحكم الفارسي واليوناني والبارثي واستمرت العبادة في المعابد وخاصة في حرم اله المدينة مردوخ، وقد زرع الكهنة ثقافة المعرفة التي اشتهرت بها بابل منذ زمن حمورابي، ويتجلى ذلك بوضوح من خلال ما يسمى اليوميات الفلكية التي دونت منذ حوالي القرن السابع قبل الميلاد الى القرن الأول الميلادي".
ولفتت الى ان "تاريخ أصغر لوح طيني من بابل يعود الى عام 74 الى 75 ميلاديا وفي ذلك الوقت لم تعد الكتابة المسمارية تلعب دورا في الحياة اليومية لعدة قرون وبدلا من ذلك استخدمت النصوص الابجدية التي كانت أسهل في التعلم مثل الآرامية واليونانية، وبدءا من القرن الثالث الميلادي فقدت بابل أهميتها بشكل متزايد وبذلك كان المكان اهم المراكز في المنطقة بأكملها لأكثر من الفي عام".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

واشنطن تحذر بغداد من التحول الى "ممر" بين ايران ولبنان

تقرير أمريكي: داعش ما زال موجوداً لكنه ضعيف

انتخابات برلمان الاقليم..حل للازمات ام فصل جديد من فصولها؟

صورة اليوم

المباشرة بتطبيق الزيادة في رواتب العمال المتقاعدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

بيت المدى ومعهد

بيت المدى ومعهد "غوته" يستذكران مؤلف سمفونية "يا حريمة" محمد جواد اموري

بسام عبد الرزاق اقام بيت المدى في شارع المتنبي بالتعاون مع معهد غوته الألماني، الجمعة الماضية، جلسة استذكار للفنان والملحن العراقي الكبير محمد جواد اموري في الذكرى السنوية العاشرة لرحيله، جرت خلالها الإشارة لمنجزه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram