د. هاشم العقابي كنت من بين اوائل من نبهوا الى هجوم ليال سود على بغداد لاحت في الافق العراقي. وما عسى مثلي ان يفعل غير ان يصرخ: انتبهوا يا قوم لصفر الوجوه من غير علة. لم يكن عندي غير نافذة قبلت ان اطل منها، من لا جارة، عبر قناة فضائية أيام الحملة الانتخابية اذ كنت كما قال كاظم الركابي:
خل يلا كيني الف نوبهويا غيري انعكدت ايدهشرد اسوي؟ غير الم ضيمي وروح اكتب قصيدةلملمت نفسي وضيمي وقبلت بالظهور مرة أخرى على التلفزيون من اجل هدف اساس ورسالة خاصة ومحددة وهي ان انبه الناس واحاجج المرشحين واطلب منهم صراحة رأيهم او حكمهم على مسألة"اسلمة"الشارع العراقي بالقوة عن طريق منع النوادي الاجتماعية والليلية وفرض الحجاب على الناس.لم اخش ايا من المرشحين مهما كانت درجته السياسية والدينية حول رأيه بالعرق العراقي، حتى سموني ابو"العرك".ما كنت احتاج الى ذكاء كي اعرف انهم عازمون على تحويل بغداد الى قندهار. هاجمني نواب كانوا قد شاركوني شرب الكأس يوم كانوا معارضين وما ان صار لهم"منصب"بقدرة قادر حتى باتوا يناصبون الكأس العداء علنا ويتباكون عليه سرا. كنت لوحدي لم يناصرني فيها اي مثقف او متحضر. لم اتردد في محاججة من هم من عوائل دينية معروفة وممن يرفعون رايات احزاب اسلامية سنية وشيعية. اغلبهم تحجج ان هم العراقيين اكبر من هم"العرك"فرددت عليه: لكن بطل العرك هذا هو الذي سيحدد شكل الدولة.ما كنت اخشاه واتوقعه قد حدث. فها هم اليوم بكل صلافة وجبن يهاجمون المنتديات والبارات كالذئاب لان اصحابها عزل ولان"تعدو الذئاب على من لا كلاب له". فبدون ادنى حياء توجهت بنادق التخلف، متبرقعة بقرار مجلس قيادة ثورة صدام وحملته الايمانية سيئة الصيت، لتغلق منتدى اتحاد الادباء، ولتغتال هذا المعلم الثقافي لتمحيه من ذاكرتنا العراقية المتحضرة.اشياء العراق ليست كاشياء البلدان الاخرى، فشيعة العراق ليسوا كشيعة ايران وسنته ليسوا كسنة بلدان اخرى وباراته مؤسسات للمجتمع المدني وليس للفساد كما يدعون. الا والله انهم هم الفاسدون. وبئسا لقوم تشبهوا باخلاق الحرس الثوري وطالبان.ويوم امتدت يد الظلام لتخنق صوت الغناء في بابل كتبت عن خطر"طالبان الحلة"في جريدة العالم وتحملت ما تحملت من الشتائم والتهم ورسائل التهديد. والكل يعلم اني انعم بجنسية بريطانية منذ ربع قرن وليست لدي عقدة حرمان من مناخات الحرية والتحضر. لكن جرح الوطن الذي لم يفارقني منذ ان فارقته يلزمني ان ابصق بالكلمة على وجه من يريد نشر الظلام في بغداد ويحرم العراقيين والعراقيات من الحب والغناء والفرح.هؤلاء الكذابون بائعو الوطن استهدفوا اتحاد الادباء لانه حتفهم.. يلج البيوت عليهم فقرروا بيعه غدرا. استاذ جامعي يقطن في المنطقة المجاورة للاتحاد اخبرني ان لأحد المتنفذين الجدد بيتا، ربما اخذه عن طريق السطو، وقد عرض عليه احد الايرانيين شراءه منه بثمن خيالي لكن الايراني"يستحرم"لان اتحاد الادباء الذي يبيح احتساء الخمر يمنعه من تنفيذ الصفقة فعاهده صاحبنا"المؤمن"انه سيغلق له البار، وفعل.اناشد المثقفين ومن خلالهم كل المتحضرين من العراقيين والعراقيات ان يتظاهروا حاملين كأس ابي نؤاس بوجه القندهاريين وطالبان والحراس الثوريين وبصوت واحد:بصحتك يا عراقبصحة دجلة والفراتبصحة مؤسسة المدى الشمعة..بصحة فخري كريم وتحسين الشيخلي والعلامة أحمد القبانجي..بصحة كل علماء الدين الاجلاء في النجف الاشرف وكربلاء والكاظمية وسامراء والاعظمية الذين على مدى قرون لم نسمع منهم من نادى بغلق بار او ناد في اي من محافظات العراق.بصحة الذين تظاهروا يوم الجمعة المباركة في شارع المتنبي..بصحة الرصافي والزهاوي والسياب والجواهري والبياتي والحصيري وخالد الشطري وجان دمو ومظفر النواب وكمال سبتي وعقيل علي وجبار الغزي وعبد الله حسن وجودة التميمي وحميد الكعبي.بصحة شريف وحداد وجبهة النهر وبلودان والقصر الفضي والمرايا وليالي الصفا وكل بار وناد بالكرخ والرصافة.
بصحتك يا عراق
نشر في: 5 ديسمبر, 2010: 07:09 م