محمود  النمر  من جديد نعاود مد أجنحة الإبداع ونحلق فوق مدن الجمال لأديب ولد على مقربة من زقورة أور السومرية وتعمد بماء الفرات الذي يغسل كل يوم وجه الناصرية ،وهو ذاته  الذي توضأ جسده بعذوبة شط العرب يوم سحبته البصرة  الى حضنها الدافئ قبل ان تستدعيه كربلاء الحسين ابنا  لها،
 بهذه الكلمات قدم الشاعر هادي الناصر ضيف الخميس الإبداعي الروائي  والباحث جاسم عاصي، وقال: ضيفنا اليوم تضج روزنامته بإبداعات شتى ،فهو الذي دس لنا خارطة ( الخروج  من الدائرة ) و( خطوط  بيانية ) وجعلنا  نؤمن بان (لليالي حكايات ) ومن ثم تتوالى انجازاته لتصل الينا متتاليات ما بين القصة والرواية والبحث كان الألق يلاحق هذا الضيف الكبير .وتحدث الروائي جاسم عاصي عن تجربته منذ البدايات الأولى والتشكلات التي تكونت منها التجربة الابداعية عبر اربعة عقود،واسترسل في حديثه عن انتماءاته الفكرية والسياسية وإيمانه بالفكر الماركسي الذي كان الدافع والمحرك الواعي للمعرفة وخلق مجتمع  يتخلص من جميع ادران الخطيئة واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان .كان جاسم عاصي يتمتع بصفة الصدق وحلاوة الحديث ومرونة في  المعنى التوضيحي لجميع ما ذكر او ما  مر به وقال: ان مدينة الناصرية هي مدينة اسطورية، وكنت ابحث في الذاكرة الجمعية وجدت ان المدينة بنيت على نمط عسكري لأن عشائر الجنوب هي عشائر ثائرة ولكي يسيطروا على حرب العصابات جعلوا شوارعها مستقيمة، وهناك فن وهو فن أسطوري ويسمى فن (ابو جداحة) اي من القدح وما ان تمرر العود الأول حتى تشتعل النار، وابو قداحة هو فن مائي تقدر ان تفتحه بالمسحاة وتغرق المدينة ،فاذا تحركت العشائر فهذا الفن يفتح وفي جانب الفرات تصبح الناصرية جزيرة يمكن السيطرة عليها ،هذا ما وصلت إليه بعد ان أشبعت من خلال  بحوثي في الأسطورة والأديان القديمة ،وكانت هذه التراكمات دافعا للكتابة وأنتجت  رواية بهذا الصدد اسمها ( المخطوطة) .واضاف انا كاتب واقعي مهموم بالانسان ومصائره وانتجت قصصا كثيرة وعلى سبيل المثال (الخروج من الدائرة) وهناك علامات في حياتي مثلا عندما كنت اذهب الى البصرة مع والدتي وجدتي العمياء كنت اشاهد مدينة في الصحراء  منارتها مائلة وعندما اسأل والدتي عنها تقول هي ذلك منذ الأزل  وبعد ذلك عرفت ان  اسم هذه المدينة   –الخميسية – في  جنوب سوق الشيوخ وهي اول مدينة كانت يربطها الماء بين الخميسية والشطرة وزقورة اور.فيما قال الامين العام الفريد سمعان مرحبا بجاسم العاصي الكاتب والناقد  والروائي والمناضل الذي كرس حياته للنضال والكتابة وعاش حياة صعبة، وهي مليئة بالشجون والأسى والحسرة والعذاب نفسيا وحتى بدنيا وهذا ما دفعه الى البحث عن وسائل أخرى يستعيد بها شخصيته، فكان هذا واضحا في انتمائه السياسي ،جاسم عاصي اغنى المكتبة العراقية بالكثير من الكتابات وعلى رأسها النقد ،والناقد يكون على مستوى من الثقافة الواسعة والغنية بالمعرفة.