اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > الروائي الأفريقي ديادي ديمبيلي: المهاجرون فريسة سهلة للجميع !

الروائي الأفريقي ديادي ديمبيلي: المهاجرون فريسة سهلة للجميع !

نشر في: 5 يونيو, 2024: 12:29 ص

ترجمة : عدوية الهلالي

كان قد أذهل القراء والنقاد بروايته الأولى( نزاع الوالدتين العظيمتين ) التي نال عنها جائزة الموهبة الأدبية لعام 2022. وبعد عامين، يعود الكاتب المالي ديادي دمبيلي المولود في كودي ليروي في روايته الثانية مصير شابين مهاجرين في فترة التسعينات .
في التسعينيات، تحدث مانثيا مع محاميه عبر مترجم في أحد مراكز الاعتقال الإداري. إنه صوته الذي نسمعه طوال قصة رحلته التي تبدأ في قريته في مالي. كان قد أجبره الجفاف على الذهاب إلى المنفى، أولاً في باماكو، حيث أجبرته الإطاحة بالرئيس موسى تراوري في عام 1991 على القيام برحلة جديدة إلى فرنسا. في هذه المناجاة، نسمع عدم فهم مانثيا، وغضبه، وكل الشدائد التي يجب أن يواجهها لمواجهة مصير لم يختره. والعبء الذي يتقاسمه مع صديقه وأخيه تقريبًا توكو.
في روايته الجديدة ( رجلان عظيمان ونصف) ،هنالك روح متمردة، يستيقظ وعيها السياسي، وهنالك صراع بين الواجب والرغبة في التحرر. كما طرح الكاتب قضية الهجرة وتعقيد الهوية، من خلال أسلوبه مؤكدا أنه أكثر من مجرد موهبة، بل إنه رسخ نفسه كرجل وكاتب عظيم.
مجلة جون آفريك التقت به وكان هذا الحوار :
*هل كتبت «رجلان عظيمان ونصف» حتى نتمكن من فهم رحلة المهاجرين؟

  • بطريقة ما، إذ لايعرف السكان شيئًا تقريبًا عن الواقع الذي يعيشه «المغامرون»، أولئك الذين يسافرون ليتمكنوا من إرسال الأموال بانتظام، وتقديم أخبار مطمئنة لا تعكس حياتهم اليومية. ففي البلد المضيف، تكون حياة المهاجرين صعبة. إنهم يواجهون مشكلة في هويتهم، وحالتهم كأجانب غير شرعيين على الرغم من أن لديهم دينًا أو عرقًا أو تاريخًا عائليًا، وما إلى ذلك.أردت أن أتحدث عن مدى تعقيد هويتهم، وكذلك ما يحيط برحيلهم فالأفراد لا يغادرون لنفس الأسباب، وإذا كان الأمر كذلك، فليس لديهم نفس الأصول الاجتماعية. والشخص الذي يغادر لا يتخذ هذا القرار بمفرده، بل يشارك عدة وسطاء في رحلته…
    *تقول في المقدمة ان هذه الكلمات، وقبل أن تكون كتابًا، كانت عبارة عن مجموعة من القصص الصغيرة والكبيرة التي سمعتها هنا وهناك عن الحياة في فرنسا كما عاشها بعض أبناء وطنك في التسعينيات.. كيف تخيلت رحلة مانثيا وتوكو؟
  • لقد قد تم ذلك على مرحلتين. بداية، نشأت في مالي في بيئة كانت فيها مسألة السفر إلى أفريقيا الوسطى أو آسيا أو أوروبا حاضرة للغاية.. وبعد ذلك، عندما وصلت إلى فرنسا، بدأت العمل كمترجم فوري لدى جمعية تساعد المهاجرين. جاءت قصص أخرى لتغذي شخصية مانثيا ورحلته. ولتوضيح سياق التسعينيات، استخدمت أيضًا الأرشيفات ومقاطع الفيديو والمقالات الصحفية…
    *لقد اخترت شكل مناجاة رجل يواجه مترجمًا في أحد مراكز الاعتقال الإداري، وأنت تعلم أنك كنت كذلك. لماذا هذا الاختيار في الشكل والمحاور؟
  • عندما كنت مترجمًا فوريًا، كان محتوى مهمتي صارمًا. كان عليّ واجب الحياد. لقد قمنا ببساطة بترجمة الكلمات، وتجاهلنا ضيق الشخص أو غضبه أو فرحته عندما حصل على صفة اللاجئ. ويتيح لي اختيار هذه المهنة وضع كل هذه المشاعر في مكانها الصحيح.والسبب الآخر هو أنه يبدو لي أن مراكز الاعتقال الإداري هي خصوصيات أوروبية. إنها ليست سجونًا، لكن المهاجرين غير الشرعيين ليسوا أحرارًا هناك. من الصعب جدًا أن أشرح لهم ما هو هذا المكان الذي يمرون به قبل إبعادهم عن المنطقة..لا يفهم مانثيا ما هو على المحك في هذا الاستجواب الذي لا نهاية له، مما يجعله متشككًا وغاضبًا عندما يتحدث إلى محامٍ من المفترض أن يساعده.
    *أسباب رحيل مانثيا وتوكو هي ضعف المحاصيل. هل تعتقد أن الفرنسيين يدركون الضرورة الحيوية للهجرة؟
    -أعتقد ذلك وأن هناك نفاقا كبيرا. عندما يسافر الفرنسيون إلى أوقيانوسيا أو آسيا أو أفريقيا، فإن هذا لا يثير أي تساؤلات. وتنشأ المشاكل عندما يكون هناك تحرك من الجنوب إلى الشمال، وكأن البعض لهم حق السفر والبعض الآخر لا.
    *يريد مانتيا وتوكو البقاء ويضطران إلى المغادرة من قبل والديهما، اللذين يخجلانهما لعدم رعاية أسرهما. هل الخجل والواجب هما الرفاق غير المرئيين للمهاجرين؟
  • إن مسألة الواجب منتشرة في كل مكان. فمن ناحية، هناك من يفرض الولاء لأحبائه في الوطن. عليهم أن يقبلوا كل شيء، في منازل غير صحية حتى يتمكنوا من توفير المال وإرساله إلى المنزل. من ناحية أخرى، هناك من يعتقدون أنهم في مرحلة معينة، قد أعطوا ما يكفي لعائلاتهم وأصدقائهم ويتركون مجتمع المهاجرين للاستمتاع الكامل برواتبهم والتحرك نحو شكل من أشكال التحرر. أولئك الذين يختارون البقاء في المنازل يعتبرون أولئك الذين يغادرون هاربين من واجباتهم.وكان هدفي هو إظهار كيف أن الهشاشة التي تضع فيها الدولة الفرنسية المهاجرين تحولهم إلى فريسة سهلة للجميع، للشركات التي تجعلهم يعملون بشكل غير قانوني، وللأشخاص من حولهم الذين يعتقدون أنهم مسؤولون عن إيوائهم، وأسرهم. طعامهم، عملهم..
    *لماذا بدأت القصة في التسعينيات بالنضال ضد المهاجرين غير الشرعيين في كنيسة سان برنارد؟
  • سمعت على شاشة التلفزيون أو من أهل قريتي العديد من قصص المغامرين الذين حاولوا عبور البحر الأبيض المتوسط. وصل بعضهم إلى فرنسا، ومات آخرون للأسف. كان لدي انطباع بأنني لو قررت أن أضع روايتي بين عامي 2010 و2020، فسيكون الأمر أكثر صعوبة في المعالجة. كنت مترجما، وفي كثير من الأحيان كانت القصص التي ترجمتها مرتبطة بهذه المعاصرة، وكنت خائفا من التحيز. لقد سمحت لي هذه الفجوة الزمنية بالتنحي جانبًا أثناء التعامل مع أزمة الهجرة، التي لا تزال ذات صلة حتى يومنا هذا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

اليوم ..خمس مباريات في انطلاق الجولة الـ 36 لدوري نجوم العراق

بدء التصويت في انتخابات فرنسا التشريعية

"واتساب" يختبر ميزة جديدة عند الفشل بارسال الصور والفيديوهات

تطوير لقاحات جديدة للقضاء على الحصبة نهائياً

الأونروا: سكان غزة فقدوا كل مقومات الحياة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت

حوار مع الروائية الفيلسوفة أيريس مردوخ : الرواية الجيدة هي هِبة للإنسانية

"الزنا".. أحدث روايات الكاتب البرازيلي الشهير باولو كويلو

هل دجلة الخير للجواهري نهر؟

كيف تموت منتحرا؟

مقالات ذات صلة

فشل الذكاء الاصطناعي في مضاهاة الخلق الأدبي والفني
عام

فشل الذكاء الاصطناعي في مضاهاة الخلق الأدبي والفني

د. نادية هناويمنذ ثورة أوروبا الصناعية في القرن التاسع عشر، والعالم غير الصناعي ينظر بعين الريبة إلى المستحدثات الصناعية والمبتكرات العلمية، متوجساً مما ستصل إليه الثورة العلمية من اختراعاتٍ وتقنياتٍ، فيضع احتمالاتٍ مستقبليةً فيها...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram