اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمودالثامن: في الكوميديا العراقية

العمودالثامن: في الكوميديا العراقية

نشر في: 6 يونيو, 2024: 01:29 ص

 علي حسين

في كثير من الاحيان اتلقى رسائل من قراء اعزاء يسألون فيها : ما نفع الكتابة عن بلاد يريد لها ساستها أن تسير من سيئ إلى أسوأ ؟، ولأنني مثل كثيرين من العاملين في مهنة المتاعب ادرك جيدا أن الإعلام الحر والحقيقي يمثل هاجساً مقلقاً لأي مسؤول حتى لو كان نزيهاً، فما بالك ونحن نعيش وسط طبقة مسؤولة ترى ان النزاهة والكفاءة امور لا تنفع في ادارة مؤسسات الدولة ، الكثير منهم لم يتعود على الجدل والمناقشة، تربوا على فكرة السمع والطاعة، وبالتالي فمن المنطقي أن لا يبالوا بما نكتب فهم يطبقون مقولة ميكافيللي الشهيرة : ” التاريخ علمنا أن الحاكم يصل إلى السلطة على أكتاف البسطاء… والباحثين عن فرصة للعيش " ، بالمقابل وللأسف هناك قطاعات مسلوبة الإرادة تتعلق بذيل المستبد، بخطاباته، بأناشيده الطائفية.
ماذا يفعل كاتب مثل جنابي، للبعض ممن يجبرهم غياب الشحن الطائفي التعلق بأذيال مسؤول فاشل ، والدفاع عن نائبة تعتقد أن مجلس النواب مجرد سوق هرج ، ما ذا تفعل مع أناس يصرون على أن نصرة فلسطين ليست مع دعم أهالينا في غزة ، وتقديم المعونات لهم ، وتثقيف الشعب ان القضية الفلسطينية قضية الجميع ، وإنما مع معامل لبن كانون ومطاعم يرتزق منها مئات العراقيين ، ما الذي يمكن أن نقوله ونحن نرى شيخ عشيرة يهدد محافظ مدينته؟، ما الذي يمكن أن نقوله لشيوخ يخطون على مطاعم للأكل " مطلوب عشائرياً"؟ .
ماذا يفعل كاتب او صاحب رأي ، وهو يرى أن البعض لا يريد للعراق أن يعبر إلى واحة الأمان ، ويصرون على أن يعيش العراقي وهو يشعر بالخوف ، ماذا نفعل نحن الكتاب أمام جماعات ترى أن لا يمكن بناء مصانع ولا وكالات تجارية ولا استثمار من دون الحصول على " المالات " كما أخبرنا ذات يوم محمود المشهداني؟ .
أصرت القوى السياسسية أن تقول للمواطن العراقي بعد عام 2003 : ” إرفع رأسك يا عراقي فقد مضى عهد الاستبداد ” وأظن أنه بعد عشرين عاماً وجدنا من يطالبنا أن نخفض قاماتنا ، فنحن نعيش في بلاد يتحكم بها شيوخ العشائر وجماعات ترى أنها صاحبة النهي والأمر..
كان يكفي معظم مسؤولينا أن يتطلعوا من نوافذ سيارتهم ليروا أن العراقيين يقولون لهم إنهم لم يعودوا يتحملون التجارب الفاشلة والفاسدة . وأن العراق دولة لا مركز تدريب على نظام السمع والطاعة ، وأن من يفشل يفقد الحق في تكرار تجربته في السلطة مرة أخرى ، وأعتقد لو عرف ساستنا الأشاوس ماذا يتحدث الناس عنهم في الشارع .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. kadhim mostafa

    منذ 3 أسابيع

    الاشاوس من الساسه يعلمون جيدا ماذا يقول العراقي عنهم الا انهم يعطون الاذن الطرشى ولا يبالون بشكاوي العراقي ما زال هناك شيخ عشيره يسانده

يحدث الآن

طائرات حربية تركية تقصف مواقع "العماليين" في دهوك

الغموض يسيطر على ملف البرلمان..جلسة انتخاب الرئيس مستبعدة

"في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات".. الداخلية تصدر أحكاماً قاسية بحق المتاجرين

رئاسة إقليم كردستان تحدد موعد الانتخابات البرلمانية

 علامات تشير إلى حاجة جسمك للماء

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: حديث المنجزات

 علي حسين ليس أمامك عزيزي المواطن العراقي ، سوى أن تصدّق تغريدات النائبة " المستدامة " عالية نصيف ، خصوصاً عندما تصرف وقتها الثمين هذه الأيام على الجلوس أمام الكومبيوتر لتقدم لنا من...
علي حسين

غزة - فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي

فواز طرابلسي 1-2 سيمرّ وقت قبل ان يرقى الفكر السياسي، وليس فقط الادب والفن، الى مستوى التعبير عما شاهدنا وشهدنا عليه في غزة والضفة في الاشهر الماضية من وحشية مدرعة بالذكاء الاصطناعي تواجهها بسالة...
فواز طرابلسي

قناطر: جرعة كوكايين زائدة

 طالب عبد العزيز أعرفُ رجلاً ينتمي لثقافة ما، طائفة ما، معتقداً ما، كنتُ أجالسه، أو كان يقصدني للحديث معي، بوصفي واحداً مختلفاً. هو يتحدث كثيراً، وأنا أصغي، مع علمه بما أنطوي عليه من...
طالب عبد العزيز

أثر الاكتظاظ السكاني على مستقبل الشعوب

فرانسوا هينيمان ترجمة :عدوية الهلالي يعد الاكتظاظ السكاني مصدر قلق طويل الأمد، مما أثار مناقشات حول مستقبل البشرية وندرة الموارد والتدهور البيئي. ونظرة فاحصة تكشف عن مشكلتين رئيسيتين في مثل هذا النهج هما -المشكلة...
فرانسوا هينيمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram