ميونيخ/ فيصل صالح
منذ فترة ليست بالقصيرة قررت "مختاراً " أن أجلس على "التــل" وأتابع من مكان مرتفع , مسيرة المنتخب الوطني لكرة القدم, الذي تنتظره مباراة مصيرية بكل ما تعنيها الكلمة من معنى التي استعد لها مدرب منتخبنا "الزائر الطائر" البرازيلي زيكو بطريقة أقل ما يقال عنها بأنها طريقة مضحكة يحاول هذا المدرب بواسطتها ان يذرّ رماد فشله المزمن في عيون الوسط الكروي, ويخلط الاوراق على المتابعين الذين تضاربت آراؤهم بشأن مسيرة هذا المنتخب وانقسمت بين مؤيد لاسلوب عمل هذا المدرب وبين منتقد ومعارض لهذا الاسلوب, وبالنسبة لي سأحتفظ برأيي الذي وضحته في اكثر من مقال سطرته هنا وهناك وتمسكت بالقول بأن هذا المدرب لا يمتلك القدرة التدريبية على اصلاح ما أفسده عطار الزمن في عطاء وتطور هذا المنتخب الذي سيواجه منتخب استراليا في واحدة من اعقد وأهم مباريات ونتيجتها, التي اتمناها ان تكون عراقية الشكل والمضمون, ستلعب دوراً في مواصلة الأسود في منافسات القارة الآسيوية المؤهلة لنهائيات مونديال البرازيل, ومن وجهة نظري اشك في قدرة منتخبنا على ذلك, او ستلعب دوراً في خروجه من هذه المنافسات في الوقت الذي تأكد خروج الأسود على الورق بسبب تعاطي هذا المدرب مع اهمية تأهل هذا المنتخب الى نهائيات كأس العالم وعمله بهذه الطريقة البالية لإعداد منتخب لديه القدرة على المواجهة في مثل هذه المباريات الكبيرة, الصعبة والمهمة, ومثل هذه القدرات والإمكانيات لا تـأتي من إقامة مباراة هزلية يكون منتخبنا الوطني بكل تأريخه وانجازاته وسمعته طرفا فيها مقابل طرف آخر يمثله نادي معيذر وهو احد اندية الدرجة الثالثة او الرابعة في الدوري القطري, وإقامة مثل هذه المباراة تؤكد على ان البرازيلي زيكو أما لا يفهم شيئا في علم التدريب, او مدرب يحاول الإمعان في إذلال الكرة العراقية في الوقت الذي استعدت منتخبات الدنيا فيه الى مثل هذه المنافسات بطريقة احترافية وعبر خطة عمل تدريبية يحاول الآخرون من خلالها ايصال لاعبي تلك المنتخبات الى ابعد نقطة من نقاط التطور الفني والبدني والنفسي.
وبعد مباراة معيذر مباشرة يتجه اليوم الخميس زيكو ومنتخبنا الوطني لمواجهة منتخب البرازيل في واحدة من المباريات التي يحاول هذا المدرب بواسطتها ان يحقق هدفين من اهدافه التدريبية ويقول للآخرين بأنه مدرب قادر على قيادة الأسود لمواجهة مثل هذا المنتخب الكبير بغض النظر عن النتيجة, التي ستكون تحصيل حاصل بالنسبة لهذا المدرب الذي سينأى بنفسه عن الانتقادات في حال خسارة الأسود امام البرازيل لأن السامبا في هذه الفترة ليست هي السامبا التي كان يلعب زيكو في صفوفها عندما كان نجما بين نجوم آخرين وليست "السامبا" التي كانت تضم نخبة من أفضل لاعبي العالم أمثال رونالدو, رونالدينيو, بل هي سامبا كاكا المغلوب على أمره في اندية العالم والساحر الجديد نيمار وداني الفيس, ومع ذلك كله فأن خسارة الأسود امام هذا المنتخب ستكون خسارة مبررة والخروج منها بنتجية ايجابية وهو أمر متوقع سلفاً لأن ما وراء "أكمة" زيكو في هذه المباراة ما ورائها, خاصة وهي تأتي أي المباراة في وقت وأجواء لا تتناسب ابداً مع وقت وأجواء مباراتنا المصيرية امام استراليا.
والمسألة المهمة الثانية التي منعت قلمي من تدوالها في الفترة الاخيرة ,هي عملية استدعاء وابعاد اللاعبين التي قام ويقوم زيكو بها بأسلوب تؤكد اغلب مفرداته على انه أسلوب "مشين" ومهين للاعبي منتخبنا الوطني الذين لا يعرف زيكو شيئا عن مستواهم الحقيقي ,لانه لم يجهد نفسه يوما لمتابعة لاعبي الاندية العراقية, لأنه وكما اسلفت "زائر طائر", ومثل هذا الاسلوب لا يعمل به المدربون الكبار الذين يحترمون انفسهم وعملهم, والاسلوب الصحيح هو ان يقوم هذا المدرب بالاجتماع مع اي لاعب يقرر إبعاده عن المنتخب, ويوضح له الأسباب, التي ادت الى اتخاذ قرار ابعاده , بطريقة متحضرة ، وأعتقد ان هذا الاسلوب الذي ينفذه زيكو مع المنتخب هو اسلوب يؤكد على انه لم يفكر يوما بأنه باقٍ مع الاسود لأنه يعرف جيداً بأنه مدرب قصّر كثيراً في حق هذا المنتخب الذي لديه نخبة من افضل لاعبي القارة الآسيوية إن كانوا على مستوى الفريق الاول او الأولمبي او الشباب بغض النظر عن عملية تزوير اللاعبين التي يقوم بها مدربو الفئات العمرية والتي ستكون نتائجها كارثة ووبالاً على الكرة العراقية لاسيما بوجود البرزيلي زيكو الذي ينطبق المثل الشعبي العراقي عليه "جاء يكحلها لكنه عماها".. وللكلمات بقية !
