اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > فـي فيلم أحمر: جواسيس متقاعدون ونجوم عند حافة الكوميديا

فـي فيلم أحمر: جواسيس متقاعدون ونجوم عند حافة الكوميديا

نشر في: 8 ديسمبر, 2010: 05:12 م

ترجمة: سعد هادييشعر المتقاعد الوحيد فرانك موسيس "بروس ويلز" أنه قد اصبح عجوزاً، لا تربطه بالعالم الخارجي سوى مكالمات تلفونية مزعجة مع موظفة التقاعد سارة روس "ماري لويس باركر"، انه على وشك أن يصبح مثل والد هومر سامبسون المسن "في مسلسل الرسوم المتحركة الشهير"
 الذي قال مرة أنه ارسل مالاً الى الذين يمارسون الاحتيال عبر التسوق هاتفياً لأنهم في الاقل سيتذكرونه ويتصلون به. الا ان فرانك لديه عضلات مثلما لديه كآبة مرضية، وعندما تقتحم مجموعة ضاربة منزله، يستطيع قتل افرادها بسهولة. انه عميل سابق في الـ CIA ولكي يبقى حياً فهو يحتاج الى كل مهارات القتل لديه أضافة الى الاستعانة بقلة يثق بها من زملائه المتقاعدين بالغي الخطورة، الذين يحمل كل منهم رمز:  RED. اذا كنت قد اصبحت "معروفاً" في عمل حكومي سري فانك تبعد من خلال الاحالة على التقاعد، ولكنك اذا كنت نجماً سينمائياً لن تكون ابداً متقاعداً متميزاً، ان النجوم الكبار يحتفظون ببريقهم، وهالة الفتنة لهؤلاء النوادر قد تخفت ولكنها لا تموت. لذا يبدو ان هوليوود قد "تعمدت" ان تجمع ممثلين من ذوي الخبرة لإحداث ما يشبه الانفجار في الوضع القائم، وشاهدنا على ذلك فيلم: The Expendables الذي اخرجه سلفستر ستالون وعرض صيف 2010. ان هذا التوجه قد منح اسماً هو: (geriaction picture)  ولكن الافلام التي تقع ضمنه ليست عبارة عن سلسلة متتالية. انها ليست الـ: The A-Team (الفيلم الذي كتبه واخرجه جوي كارناهاي ومثله ليام نيسون وجيسيكا بيل وهو من انتاج 2010 أيضاً) ولكنها الفريق الرمادي (الــGray Team). عندما تحرك "هاريسون فورد" الذي يبلغ الخامسة والستين بتثاقل في فيلم انديانا جونز الأخير (ضمن السلسلسلة التي ابتكرها ستيفن سبيلبيرغ عام 1981) استقبله مشاهدو السينما بالتصفيق الحار كأنه الزجاجة الوحيدة الباقية من ويسكي Old Grand Dad  وقد حدث الأمر نفسه للعصابة التي بقيت على التل في فيلم Red، ان النجوم هنا يرفعون اسلحة ثقيلة بينما تتمنى أنت ان يظلوا قادرين على ذلك.في وسط هذه الكوميديا الممتعة التي ليست لها اهداف كبيرة، يتصل ويلز 55 عاماً عبر لعبة الجواسيس بمورغان فريمان 73 عاماً، جون مالكوفيتش 56 عاماً، هيلين ميرين 65 عاماً، بيريان كوكس 64 عاماً، ريتشارد درايفوس 62 عاماً، وبالممثل الهوليوودي ذي التاريخ الحافل: ارنست بورغانيني 93 عاماً، وفي هذا الحشد المثير بدت "ماري لويس باركر" 46 عاماً اشبه بالقاصر عملياً. اما شخصية سارة التي تمثلها فهي ايضا مما يتماهى معه المشاهدون: اختطفها ويلز لان مكالماته معها قد تجعلها هدفاً، عليها ان تظهر دهشتها للمفاجأة: غضب أولاً ثم ملاطفات حميمة وغفران، وخلال سباق عبر المدن سيتضح لماذا يستهدف اعضاء هذا الفريق للقتل، انهم يكتشفون مطارديهم ويتفادون الخطة القذرة التي يعود تاريخها الى عام 1981 في امريكا اللاتينية، صعودا اذا كان بامكاننا القول الى البيت الأبيض. يبدو النص السينمائي الطموح الذي وضعه جون واريك هوبر (المقتبس عن قصة غرافيكية لــ"وارن إليس" ومن رسوم كولي هامنر) بعناصره الاعتيادية كما لو كان محاولة لخلق المرح ، كأنRed   هو مزحة أنتجت إثر االهوس الذي اعقب انتاج فيلم جيمس بوند الأول. كل شيء في الفيلم مكرر ابتداء من موسيقى الفيلم (007-ish) التي وضعها "كريستوف بيك" الى الفكرة الفوضوية المضحكة والتي تفيد بأن رجال الشرطة السابقين اذا شعروا بالتهديد فان بإمكانهم تحطيم مدن امريكية عديدة لكي يحققوا هروبهم. لكن الإبداع الأصيل سيبطل هدفا وضعه المخرج روبرت شوينتك( مخرج فيلم: زوجة المسافر عبر الزمن 2009) في ان يصنع ما يشبه حماماً سينمائياً لطيفاً، إذ ان فريق عمله من الممثلين قاموا بعكس ذلك بنثر البهجة من حولهم.الرداء الأبيض والبندقية الآلية  يحتوي الفيلم على نجم في عطلة، على نجوم آخرين ينزلقون الى ما هو اقل من بداياتهم المبكرة بشخصياتها ذات الوزن الثقيل، وعلى آخرين هم في حالة مرح. جون مالكوفيتش العميل المعقد، تتجلى فنتازيا جنون العظمة لديه في اثبات الحقيقة، وهو يكرر دوره السابق في فيلم( burn after reading- 2008 الذي اخرجه الثنائي:Ethan Coen, Joel Coen ) ويمثل فيه دور جاسوس مطرود لكنه يدفع كل شيء هنا باتجاه الكوميديا. اما السيدة هيلين التي فازت بجائزتي اوسكار وإيمي من خلال تمثيلها للملكتين اليزابيث، فهي ليست اقل ملكية في دور الجاسوسة السابقة وسيدة المجتمع وهي ليست متقاعدة تماماً (انها تقول في الفيلم: مازلت حتى الآن احصل على عقود  منفردة)، مهمتها هي اشبه باستدعائها بوضعها الحالي كـ"هيلين" لتقدم عرضاً لبيرة بونغ في برنامج:Late Night with Jimmy Fallon  الشهير، انها في حقيقة الأمر مازالت مثيرة في الرداء الأبيض الأنيق وإكسسواراته الاساسية، في الوقت ذاته الذي تحمل فيه بندقية آلية. لعل فيلماً أكثر عمقا كان سيبحث في الفجوة بين مسنين حالمين يريدون إعادة مآثر شبابهم وبين الواقع المريع الذي يسبب كل هذه المطاردات،

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram