اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى الاحد: جولة موسيقية في فيينا

موسيقى الاحد: جولة موسيقية في فيينا

نشر في: 9 يونيو, 2024: 12:00 ص

ثائر صالح
الجزء السادس: بيت هايدن
عاش هايدن بين - في فيينا ثم انتقل لخدمة أمراء أسترهازي. ولد هايدن في قرية روراو سنة وكانت وقتها على الحدود بين المملكة المجرية والنمسا السفلى، على نحو كم شرقي العاصمة فيينا. أمضى ثلاثة عقود في خدمة أمراء أسترهازي في قصورهم الشتوي في آيزنشتات (حوالي كم جنوب شرق فيينا)، والصيفي في أسترهازا (حوالي كم جنوب شرق فيينا) وهي من أملاكهم في غربي المجر. لم يكن هايدن يزور فيينا خلال ذلك إلا نادراً، فقد كان ينتقل بين مقري أسترهازي صيفاً وشتاءا. وكان يحل في فيينا في الثمانينات من القرن الثامن عشر لفترات وجيزة يلتقي خلالها بأصدقائه، منهم موتسارت فيؤلفان رباعيا وترياً مع الموسيقيين كارل ديتر فون ديتّرزدورف ( - ) على الكمان الثاني ويوهان بابتيست فانهال ( - ) على التشيلو.
تحرر هايدن قليلاً من أعباء الخدمة بعد وفاة الأمير أنتون أسترهازي سنة ، وحصل على حريته في الانتقال إلى فيينا والقيام بجولتيه اللندنيتين (- و - ) مما جلب له ثروة مكنته من شراء بيت في فيينا وتجديده سنة . يقع البيت في زقاق هايدن رقم في منطقة غومبندورف ويتألف من طابقين كالعادة مع باحة صغيرة وحديقة جميلة.
كان الخدم يسكنون ويعملون في الطابق الأرضي، بينما عاش الموسيقار في الطابق الأول. يعرض المتحف في طابقه الأرضي شيئاً عن تاريخ غومبندورف وكانت قرية ريفية ملاصقة لفيينا، أما اليوم فهي في قلب المدينة قريبة إلى محطة القطار الغربية.
نرى في الغرف العلوية حيث غرفة نوم هايدن والصالون الذي استقبل فيه زواره القليل من المقتنيات الأصلية لهايدن، أحد أهمها هو الكلافيكورد الأصلي الذي استعمله الموسيقار، وبيانو من صنع يوهان ياكوب كونيكه استعمله هايدن في سنواته الأخيرة قبل وفاته في . يعرّف المتحف كذلك بمعلومات عن أهم عملين كتبهما في هذا البيت: أوراتوريو الخليقة () واوراتوريو الفصول () باسعمال نص ألفه غوتفريد فان سفيتن ( - ) وهو شاعر ودبلوماسي ومكتبي وموسيقي هاو من أصل هولندي، يعود الفضل له في اختراع نظام فهرسة المكتبات على أساس البطاقات. وعلى ذكر البطاقات، يعرض المتحف كذلك آخر بطاقة من بطاقات التعريف الشخصية التي استعملها هايدن وهي كثيرة. الطريف فيها أنها تحمل اسمه تحت سطرين من الموسيقى مع نص يقول: "كل حيلي راح / عجوز وضعيف أنا"!
توفي هايدن في مثل هذه الأيام سنة بعد اسبوعين من احتلال جيوش نابليون المدينة الإمبراطورية. وكان هايدن يعزف النشيد الإمبراطوري: ليحمي الرب الإمبراطور فرانس" على البيانو الذي نراه في الطابق الأول يومياً، لكنه عزفه ثلاث مرات آخر مرة قبل وفاته. وهذا النشيد هو نفس النشيد الوطني الألماني اليوم كما نعلم. وقد دفن الموسيقار في الأول من حزيران بعد مراسم وداع قصيرة في كنيسة قريبة يحمل جدارها اليوم لوحاً تذكارياً من البرونز.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

فشل الذكاء الاصطناعي في مضاهاة الخلق الأدبي والفني

قناطر: بين خطابين قاتلين

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

يا أيام بنطال "الچارلس".. من ذاكرة قلعة صالح في سوق الخياطين

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت

حوار مع الروائية الفيلسوفة أيريس مردوخ : الرواية الجيدة هي هِبة للإنسانية

"الزنا".. أحدث روايات الكاتب البرازيلي الشهير باولو كويلو

هل دجلة الخير للجواهري نهر؟

كيف تموت منتحرا؟

مقالات ذات صلة

فشل الذكاء الاصطناعي في مضاهاة الخلق الأدبي والفني
عام

فشل الذكاء الاصطناعي في مضاهاة الخلق الأدبي والفني

د. نادية هناويمنذ ثورة أوروبا الصناعية في القرن التاسع عشر، والعالم غير الصناعي ينظر بعين الريبة إلى المستحدثات الصناعية والمبتكرات العلمية، متوجساً مما ستصل إليه الثورة العلمية من اختراعاتٍ وتقنياتٍ، فيضع احتمالاتٍ مستقبليةً فيها...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram