اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > غياب الثقة عن الزوجة؟!

غياب الثقة عن الزوجة؟!

نشر في: 10 يونيو, 2024: 12:05 ص

عبد الكريم البليخ

كثيراً ما نسمع عن فقدان الثقة بين الزوجة وزوجها؟ ماذا يعني هذا الكلام؟ وكيف يمكن أن نعيد الثقة للزوج حيال زوجته، أو العكس؟
الزوجة ما زالت تقف موقفاً عدائياً حيال الزوج، وهذا من حقها، التي فقدت الثقة به، وخروجه من بيت الطاعة مختاراً لأتفه الأسباب، وصار يبني عليها كثيراً من أنواع الشرر والفاحشة التي لا وجود لها بالمطلق، وإنما ظلت مبنية على الظن والتخمين!.
إنها قواسم مشتركة بين الزوجين.. والثقة مفهوم اجتماعي طالما يُطرح في هذه الأيام، وبقوة على الساحة الاجتماعية باعتبارها أساس العمل الإنساني الناجح، والعلاقة الصحية بين الزوجين، وعليهما أن يوليان أهمية كبيرة لهذه العلاقة لا سيما أنّها تُشكل صلة الوصل في ما بينهما، وبمجرد فقدانها ما يعني أن العلاقة انطوت على اختلاف، ولا يمكن أن تقوم لها قائمة.
فماذا يعني أن يفقد الزوج ثقته بزوجته، ويركنها جانباً كما يركن الكرسي، أو الطاولة أو أي شيء آخر منزوياً بلا قيمة أو معنى أو هدف؟
ماذا يمكن أن نطلق على هذا التجاهل الأعمى المقصود الذي يريد منه الزوج؟ هل هو إهانة الزوجة والسيطرة عليها، وكسر شوكتها. هذا إذا ظل لديها أي رغبة في العيش وتحت سقف واحد، وتكمل مشوار الحياة معه؟
الحياة الزوجية عندما تفتقد للثقة، هذا ما يعني هو انفصال العلاقة، ورميها في سلة المهملات. أي أنه لم يعد هناك أي موضوع أو أمل بالاهتمام أو بالصدق، والاحترام المتبادل بين الطرفين، بل أن باب الخيانة صار مفتوحاً على مصراعيه، ولم يَعد هناك أي أمل بالتحام العلاقة، والعودة بها إلى ما كانت عليه في السابق مهما كان المبرر مقنعاً!.
ومن بين الصور الذي لمسناها وعايشناها، هو عندما يفقد الزوج ثقته بزوجته، ويجعل منها أداة مثل لوح خشبي، بل أكثر من ذلك، ويُحرمها من أبسط متطلبات الحياة التي تعيشها.. ووصل الحال إلى أن البعض منهم، وممن يَدعي التديّن إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي الدارجة في هذا الوقت صارت حراماً، وعلينا الابتعاد عنها، واللجوء إلى الارتباط بالدين، والالتزام بالصلاة، وترك كل شيء في الحياة.
العبادة، وكما يظن البعض، هي كل شيء في الحياة، وكان أكثر ما يشغل البعض احتساء الخمرة، وتناول الممنوعات، هذا ناهيك عن معاشرة النساء بكل أصنافها، واتباع كل ما هو ممنوع ومحرم!
هذا الأنموذج صار يدعو زوجته المتدينة الملتزمة بالدين من الوقوف أمامها ومنعها من الخروج من دار السكن. هكذا كانت تعيش في بيت سكني، وهو أقرب إلى قن دجاج، ومحرومة من كل ملذات الدنيا، وفوق كل ذلك يقف لها بالمرصاد على كل تصرف يكون عادياً وأقل من عادي، وسبق له أن خاض أمثال هذه التجارب السيئة في الحياة، وصار يحرص على زوجته وأهل بيته وأطفاله الصغار، ويمنعهم من الخروج إلى الحديقة، إلى الشارع وأماكن التسوق، وشراء متطلباتهم المعيشية اليومية بذريعة الحفاظ على الشرف والعفّة، وهو بالكاد يَعرفُ شيئاً من الشرف!
أهكذا وصلت بنا الحياة؟ وهل أوصلنا الدين إلى هذا الطريق؟!. الدين لمن يعرف سمحاً، ليس فيه تعقيد أو ما يُعرف بذلك التعامل القاسي الوحش!.
هذه التصرفات، بلا شك تدفع الزوجة المسكينة التي تعيش في كابوس، وفي سجن مفتوح، ويمنع عليها التواصل مع أقرب الأصدقاء، أو الجيران وحتى الأهل.
هذا الأنموذج، بماذا يُمكن أن نعرّفه للناس؟ ماذا يقول الناس عن هذا الشخص الغامض الذي يُعامل زوجته بألف وجه ووجه، وهو قبل كل شيء يكذب على نفسه وعلى الآخرين، بذريعة البعد عن أهل بيته والوقوع في المفسدة، وبئر الرذيلة والخيانة، وهو من سبق أن وقع فيه وعاشه، وبكل ملذاته!.
وبدلاً من أن يُعامل، أمثال هذا الإنسان وغيره، زوجته وأولاده المعاملة الحسنة، بلين وبحب، وبعاطفة صادقة المعاملة الطيبة بعيداً عن عُقد الحياة، ويستمع إلى شكواهم، ويلبي متطلباتهم، ويحاول أن يكرّس بادرة من الود والحنان، بدلاً من الكراهية والبغض والإقلاع عن كل ما يخصهم، والدفع بهم إلى تقليد الآخرين والإساءة إليهم، تراه منغلقاً على نفسه، وكل ما يفكّر به هو الجنس، والشك في زوجته تخوفاً من ارتباطها؟ أو لها أي علاقة مع آخرين. هكذا يُفكر وأمثال هذه الشخصية التي لا تفهم أو تعي بالإقناع، ولا بطرق الود والاحترام.
إن أمثال هؤلاء ما هم سوى نفوس مريضة، وذات عقول خشبية بحاجة إلى "السوط"، نعم إلى السوط لجهة تربيتها وتقويم اعوجاجها، وحده هو من يسهم في الخروج من هذا المعترك، وهذه المعاملة القاسية التي لا يقبلها إنسان ساذج، فكيف بالإنسان الواعي والذي يدعو المعرفة والثقافة، واللقاء مع مثقفين لهم أهميتهم وحقهم في الحياة. وهذا هو الدواء الشافي كي يفسح للأسرة المظلومة، وللزوجة المقهورة بأن تعيش حياتها، بدلاً من حالة اليُتم والسجن والضياع، والموت الذي تفكر في رسمه للخلاص من حياة كئيبة لا أمل منها إلّا بالموت!
تظل الثقة، عنوان كبير في هذه الحياة.. ما يمكن أن نعرّفها بأسّ البناء المُشاد، وبأعمدته المَهيبة، والثقة، عنوان كبير… وهي ركن أساسي ومهم جداً في حياة الزوجين، وفي حال فقدت هذا ما يعني هبوط البيت على ساكنيه وخرابه! وبالتالي فإن الموت هو ما ينتظر هذه العلاقة، ولا حياة تقوم بدونها.
علينا أن نمنح الزوجة الثقة حتى تتمكن من الوقوف على أرجلها، وأن يمنح الزوج الثقة لزوجته، وهذا ما سيصلنا إلى حياة مليئة بالأمان وبالحب، ومكتملة الأركان بكل شيء، ومفعمة بالسعادة، والاستمرارية، ولا يوجد ما يُعكّر صفوها.
الثقة، يعني العدالة، يعني الإنصاف. الراحة، الاستقرار.
هي ركن أساسي ومهم جداً في حياة الزوجين، وفي حال فقدت هذا ما يعني هبوط البيت على ساكنيه وخرابه! وبالتالي فإن الموت هو ما ينتظر هذه العلاقة، ولا حياة تقوم بدونها.
علينا أن نمنح الزوجة الثقة حتى تتمكن من الوقوف على أرجلها، وأن يمنح الزوج الثقة لزوجته، وهذا ما يعني أن نصل إلى حياة مليئة بالأمان وبالحب، ومكتملة الأركان.. ومفعمة بالسعادة والاستمرارية، ولا يوجد ما يُعكّر صفوها.
الثقة، يعني العدالة، يعني الإنصاف. الراحة، الاستقرار.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram