TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > شـرائـح اجتمـاعيـة مختلفـة فـي ذي قـار ترفـض التضييق على الحريـات العـامة

شـرائـح اجتمـاعيـة مختلفـة فـي ذي قـار ترفـض التضييق على الحريـات العـامة

نشر في: 8 ديسمبر, 2010: 07:18 م

 الناصرية/ حسين العامل اكدت شرائح اجتماعية مختلفة في محافظة ذي قار رفضها للتوجهات التي تتبناها بعض مجالس المحافظات للتضيق على مساحة الحريات العامة التي كفلها الدستور معربين في الوقت ذاته عن قلقهم من ان تكون تلك التوجهات مقدمة لتوجهات اخطر لخنق الحريات بجميع اشكالها.وقال المواطن كريم فرهود (كاسب) للمدى:ان ما يشهده العديد من المحافظات من توجهات خطيرة للتضييق على مساحة الحريات العامة يعد انتهاكا لبنود الدستور الذي كفل تلك الحريات.
وحذر فرهود من مغبة السكوت على تلك التجاوزات بالقول"ان هذه التوجهات خطيرة وان مرت فسوف يكون القادم اشد خطورة وباهض الثمن وسيطول حتى الحريات الفكرية والدينية والسياسية".وعد فرهود فرض الراي الآخر بالقوة مقدمة لبروز دكتاتوريات لا تقل شأنا عن دكتاتورية النظام السابق.وبدورها كشفت الناشطة النسوية في مجال حقوق الانسان شذى القيسي عن خطورة تلك التوجهات في مجتمع متعدد الثقافات والاطياف مثل المجتمع العراقي واوضحت قائلة:ان العراق بلد الاطياف والمكونات والثقافات المتعددة ومن غير الجائز ان يتم فرض قناعات طرف واحد على بقية الاطراف وبشكل جائر، مشيرة الى ان مثل هذه التوجهات غير المبررة لا تعبر الا عن ضيق الافق الثقافي والاجتماعي للجهات التي تعمل على تضييق وخنق الحريات الشخصية والعامة.وكانت بعض الجهات الدينية المتشددة في مجالس المحافظات قد عارضت إقامة مهرجان بابل الدولي هذا العام ومهرجان الاغنية الريفية في البصرة وحالت من دون تقديم عروض سيرك في المدينة ذاتها واغلقت جميع أندية العراق بما فيها الاندية الاجتماعية والثقافية، الامر الذي دعا مؤسسة المدى والعديد من المثقفين الى اعلان الاعتصام في شارع المتنبي ورفع شعارات تحذر من استنساخ تجربة طلبان في افغانستان التي تجعل المدن العراقية شبيهة بقندهار ملا عمر وبن لادن.ومن جانبه دعا نقيب الفنانين في ذي قار الملحن علي عبد عيد الحكومة والقائمين على مجالس المحافظات الى الالتفات ومعالجة المشاكل الحقيقية التي تعصف بالمجتمع قبل التوجه الى خنق الحريات العامة كاشفا عن وجود جيش من العاطلين عن العمل ونحو ستة ملايين أمي في العراق فضلا عن النقص الحاد في الخدمات والفساد المستشري والتهديدات الامنية التي ما زالت تنهب حياة آلاف الضحايا من المدنيين. وفي السياق ذاته عد الكاتب علي عبد النبي الزيدي تلك التوجهات تعبيرا عن مواقف مؤدلجة يمكن ان تفضي الى مستقبل ظلامي ان كتب لها النجاح واوضح للمدى قائلا:ان هذه التوجهات التي يقف وراءها العديد من المواقف المؤدلجة هي اشارة واضحة لمستقبل ظلامي قادم. واضاف ارى من الضروري ان تسود ثقافة الاختيار في واقع الدولة العراقية الآن على اعتبار ان التغيير الذي حصل في العراق جاء ليشطب مرحلة مظلمة من تاريخنا المعاصر مشيرا الى ان مثل هذه التوجهات الانفعالية لا تنم عن فهم متحضر في بلد له عمق حضاري وثقافة مهمة في واقع الثقافات العربية منوها الى ان الحياة المتحضرة تتيح للآخر ان يمارس حرياته كما يراها بعيدا عن سلطة وثقافة الحكومة وهي بالتاكيد لا تخرج عن السلوك العام وغير الاخلاقي.ورأى الزيدي الحاصل على اكثر من 15 جائزة عربية ومحلية في مجال المسرح ان الحياة لا يمكن ان تستمر من دون توسيع نطاق حرية الفرد الشخصية مؤكدا تناقض تلك التوجهات الحكومية مع مفهوم الدولة المتحضرة كونها لا تؤدي الى نتائج يمكن ان تبني وطناً يسع الجميع. اما الباحث خضير فليح الزيدي فقد اعرب عن دهشته من موقف القوى الليبرالية والعلمانية في البرلمان العراقي تجاه ما يحصل من تضييق للحريات اذ قال:ان ما يدهشنا هو صمت القوى الليبرالية والعلمانية تحت قبة البرلمان اتجاه ما يحصل من خنق للحريات.واضاف"اجد ان اللعبة السياسية ستتضح بعد حين فقرار مجلس محافظة بغداد بغلق النوادي الاجتماعية ما هو الا بداية لتدشين حقبة مؤجلة من القرارات التي وضعت على الدرج لحين تشكيل الحكومة. وحذر الزيدي من افراغ بغداد من محتواها التنوعي المتمثل بالاقليات والاثنيات وبين ذلك بالقول:"في ظل قمع الحريات ومحاولات البعض الاجهاز على الديمقراطية الجديدة فان بغداد ستفرغ من محتواها التنوعي من اقليات واثنيات كانت تطرز النسيج المديني في العاصمة فقد غادر المندائيون والمسيحيون بغداد وستغادرها قريبا الشرائح التي تتعرض للقمع والاضطهاد حاليا ولا سيما المثقفون. ودعا الزيدي جميع القوى الى الوقوف بوجه الحملة الشرسة التي تقودها التيارات المتشددة في الاسلام السياسي.ومن جهته توقع الناقد علي شبيب فشل توجهات مجالس المحافظات المتمثلة بخنق الحريات العامة كونها ممارسات دكتاتورية تتناقض مع التوجه الديمقراطي للدولة العراقية المعاصرة واوضح رأيه قائلا:ان هكذا اجندات قائمة على رؤى شمولية محكوم عليها بالفشل كونها ممارسات غير ديمقراطية لا تنسجم مع التوجه العام في بناء الدولة المدنية المعاصرة. واضاف ان بعض القوى السياسية المتشددة اخذت تكشف عن انيابها الضارية اتجاه الحريات والملفت للانتباه ان هذه الممارسات تؤكد يوما بعد يوم نزوع تلك القوى المتشددة الى ارتكاب خروقات عديدة لبنود الدستور، وهي بوعي منها ام بلا وعي تكشف عن ادائها لدور قمعي لكل تجربة او حراك اجتماعي او ثقافي متجدد. اما الفنان حسون الشنون فقد اعرب عن خيبة امله مما تقوم به مجالس المحافظات من تضييق لمساحة الحريات العامة واعرب عن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram