ترجمة / حامد أحمد
تناول تقرير أعدته لجنة الإنقاذ الدولية IRC البحث في تقييم الجانب الاقتصادي والمعيشي وفرص العمل المتوفرة لعائدين ونازحين في 14 منطقة مختلفة من مدن ونواحي محافظة نينوى وكركوك والانبار، مبينا وجود نسب متفاوتة بحجم البطالة فيها بمعدل 64‌% مع تسجيل ناحية القيران في سنجار اعلى معدل بطالة بنسبة 90‌% وادناها في راوه وعانة بنسبة 40‌% حيث تعاني تلك المناطق من قلة خدمات ومحدودية ما يعرض من فرص عمل وغياب للقطاع الخاص.
وجاء في التقرير الذي نشرته المنظمة الدولية تحت عنوان، تقييمات حركة سوق العمل في نينوى وكركوك والانبار، انه بينما يمر العراق منتقلا من مرحلة البيئة العملياتية لما بعد الحرب الى مرحلة التعافي لما بعد الحرب، فان تركيز اهتمام المنظمات الدولية والإنسانية ينصب حول تحديد الحلول الاقتصادية المستدامة لنازحين وعائدين في مناطق تضررت من المعارك وتقديم توصيات لتعزيز وتوسيع ستراتيجيات زيادة فرص العمل وتطوير مهارات الافراد عبر التعاون مع القطاع الخاص.
واجرت المنظمة الدولية تقييما لاوضاع سوق العمل في أربعة عشر منطقة وناحية موزعة بين ثلاث محافظات شملت الموصل وسنجار وناحية قيروان وقرية سينوني ضمن محافظة نينوى، ومنطقة الزاب والحويجة والرياض وداقوق والرشاد ومدينة كركوك ضمن محافظة كركوك، والرمانة والقائم وراوة وعانة ضمن محافظة الانبار .
وتشير المنظمة الدولية في تقريرها الى ان الحرب مع داعش نتجت عنها ازمة نزوح مزمنة لما يقارب من 1.14 مليون شخص اغلبهم مضى عليهم أكثر من خمس سنوات وهو في حالة نزوح مستمرة، ووفقا لمؤشر حركة النازحين لمنظمة الهجرة الدولية فان كل من محافظة الانبار ونينوى تضم العدد الكبر من النازحين ويعيشون ظروف معيشية صعبة، وكذلك نسبة العائدين كانت عالية في نينوى تلتها صلاح الدين والانبار حيث ان المشهد الاقتصادي يشكل تحديدات للنازحين والعائدين هناك وذلك للاضرار التي لحقت بالبنى التحتية فيها وسوء طرق النقل التي تشكل عائقا امام توفير فرص عمل مما يتطلب ذلك اجراء استثمارات لاستعادة الخدمات في تلك المحافظات.
وكشف البحث التقييمي للمنظمة الدولية عن معدل عالي للبطالة في كل من محافظة نينوى والانبار وكركوك والافتقار الى فرص عمل فيها يصل الى نسبة 64‌% مبينا بان الذين يبحثون عن عمل غالبا ما يفتقرون الى المهارات التي تؤهلهم للعمل وليست لديهم قدرة مالية ينفقونها للحصول على الخبرات المطلوبة، مشيرا الى ان طابع النشاط التجاري البسيط الذي تشترك فيه مناطق هذه المحافظات وتزدحم أسواقها به هي محلات بيع الخضار والمنتجات الزراعية والمخابز والمطاعم ومحلات بيع المواد المنزلية والالبسة رخيصة الثمن وذلك لعموم احتياجات أهالي تلك المناطق ورخص ثمنها وهذا ما موجود في سنجار وقرية سينوني في محافظة نينوى والقائم في الانبار والحويجة وداقوق والرشاد والرياض في محافظة كركوك.
وذكرت المنظمة الدولية ان معلومات سوق العمل تكشف عن بطالة متفشية بين فئات الشباب وحديثي التخرج وبين العنصر النسائي أيضا، مبينة ان من أسباب ذلك هو الافتقار لمشاريع قطاع خاص استثمارية ومحدودية فرص التوظيف الحكومية وفجوة في مهارات العمل بين الباحثين عن فرص عمل.
واظهر التقرير عن معدلات بطالة عالية في محافظة نينوى وبالأخص في ناحية قيروان وسنجار وقرية سينوني، وكشفت المعلومات التي تم جمعها عن ان 90‌% من سكان ناحية قيروان يواجهون حالة بطالة مستمرة والافتقار الى فرص عمل شخصية وان غالبية عوائل هذه المنطقة يواجهون مصاعب في تلبية احتياجاتهم .
احد أبناء قيروان قال “الافتقار الى رأس المال وكلف الدخول الى السوق هي من العوائق الرئيسية لفتح مشروع اقتصادي صغير”.
في حين قال آخر “اغلب الذين يبحثون عن عمل تنقصهم الخبرة والمهارات ولا توجد مؤسسات تقدم دورات تدريبية كأن تكون حكومية او قطاع خاص”. وكذلك الحال في سنجار وقرية سينوني.
وفي مدينة الموصل ومع استمرارية تدفق النازحين من مخيم الجدعة الى المدينة، فان مشاهد البطالة يمكن ملاحظتها بين افراد النازحين مع صعوبة انخراطهم في مجالات عمل القطاع الخاص، حيث يكشفون عن محدودية فرص العمل وان الأجور قليلة جدا لاتكفي سد نفقات يوم.
وفي محافظة كركوك هناك تباين في معدلات البطالة في مناطقها تتراوح ما بين 50 الى 80‌%. في مدينة كركوك فان 80‌% من العاطلين عن العمل والذين يبحثون عن فرصة عمل قالوا بان فرص العمل محصورة ضمن العلاقات والمحسوبية خصوصا ما يتعلق بالقطاع الحكومي.
وقال احد المواطنين من كركوك “القطاع الخاص ضعيف والباحثين عن العمل يواجهون صعوبات وان فرص العمل في السوق محدودة وصغيرة نسبيا”.
مواطن آخر من منطقة الزاب في محافظة كركوك يصف الوضع الاقتصادي في المدينة بقوله “اغلب الشباب هنا عاطلون عن العمل وان واحدا من بين كل عشرة منخرط بعمل معين بينما يضطر الاخرون للسفر الى مناطق بعيدة في كركوك للحصول على فرصة عمل”.
أما في الانبار واستنادا الى المعلومات التي تم جمعها فان معدل البطالة بين الشباب والخريجين الجدد يتراوح ما بين 40 الى 60‌% وان اعلى نسبة لبطالة سجلت في منطقة القائم والرمانة بنسبة 80‌% في حين سجلت منطقتا راوة وعانة معدلا اقل نسبيا من البطالة وقف عند 40‌%.
عن موقع ريليف ويب الدولي